عرب وعالم

04:20 مساءً EET

“أردوغان” يعاقب الأكاديميين معارضي الاعتداءات على الأكراد

وجه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة لحوالي 1128 من مجموع 151 ألف أكاديمي ومثقف تركي وأجنبي، وعلى رأسهم المفكر والعالم الأمريكي الشهير ناعوم تشومسكي وديفيد هارفي وإيمانويل فالرشتاين، حيث وقعوا على بيان يطالبون فيه حكومة العدالة والتنمية بإنهاء العمليات العسكرية والاعتداءات على الأكراد في بلدات ومدن جنوب شرقي تركيا.

كما طالب البيان أردوغان وحكومته بإلغاء قرار حظر التجول المفروض على خمس بلدات تابعة لمدن “ماردين”، و”دياربكر”، و”شرناق” والعودة بأقصى سرعة إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام والتوصل إلى تسوية للقضية الكردية في منطقة جنوب شرقي تركيا.

وكانت قوات الأمن التركية قد ألقت في وقت سابق من صباح اليوم الجمعة القبض على 12 أكاديميا يعملون في جامعة “كوجالي” من مجموع 21 شخصا من 89 جامعة في عموم البلاد لمناهضتهم الرئيس التركي أردوغان.

وذكرت الفضائيات الإخبارية التركية أن عملية التحقيقات القضائية مع الأكاديميين جاءت وفقا للتعليمات الصادرة من مكتب المدعي العام لمدينة “كوجالي” بمنطقة بحر “مرمرة” جراء توقيعهم على بيان اعتبر بمثابة الدعاية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، حيث يواجهون اتهامات بإهانة الدولة ومجلس البرلمان التركي وحكومة الجمهورية التركية والمؤسسة القضائية.

وأثارت توقيعاتا الأكاديميين والمثقفين على البيان غضب واستياء الرئيس التركي، الذي وصفهم ب “الخونة والجهلاء والتافهين”، معتبرا أن من ينتهك حقوق الإنسان في جنوب شرقي البلاد هم “الإرهابيون” وليس الدولة، مطالبا بالكف عن اتهام الدولة التي تدافع عن مواطنيها وأراضيها ضد منظمة “إرهابية” في الوقت الذي يحصلون فيه على رواتبهم من الدولة، مضيفا “وصل بهم الحد إلى دعوة الأجانب إلى تركيا لمتابعة تطورات الأحداث”.

وطالب أردوغان المدعين والقضاة ومؤسسة التعليم العالي بتركيا بفتح تحقيقات مع “أولئك الذين يتهمون الدولة بالاعتداء على الأكراد في جنوب شرقي البلاد”، وبالفعل وفقا لتوجيه أردوغان تم فتح تحقيقات، وسارعت مؤسسة التعليم العالي لعقد اجتماع طارئ لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأكاديميين الذين وقعوا على البيان، كما سارعت مكاتب المدعين العامين في عدة مدن، وعلى رأسها “شرناق”، و”دياربكر”، و”كوجاالي”، و”سامسون”، و”اسطنبول”، و”أنقرة:، و”إزمير” بفتح تحقيقات قضائية بحق الأكاديميين، فيما أصدرت بعض المكاتب أوامر بضبط البعض منهم.

وتشن تركيا حملة عسكرية ضد مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني بعد أن أعلنت الأخيرة في 11 يوليو الماضي عن إنهاء وقف إطلاق النار المتفق عليه، والذي أعلن عن سريانه في عام 2013، بدعوة من قائد المنظمة السجين، عبدالله أوجلان، كما تشن الطائرات الحربية التركية حملات جوية ضد مواقع المنظمة في شمالي العراق.

وتدرج كل من والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتركيا المنظمة على قائمة التنظيمات الإرهابية لديها، وقد تشكلت في عام 1978 على أسس عرقية تتبع الفكر الماركسي-اللينيني، وبدأت منذ عام 1984 شن عمليات تستهدف قوات الأمن التركية والمواطنين الأتراك.

وفي سياق متصل، حمل زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو حكومة العدالة والتنمية مسؤولية الهجمات الإرهابية لأنها “وجهت تعليماتها للمحافظين في مدن جنوب شرقي تركيا بغض الطرف عن دخول الإرهابيين وزرعهم المتفجرات وحفرهم الخنادق في العديد من بلدات جنوب شرقي تركيا من أجل التقدم في مسار عملية السلام”، متسائلا “لماذا اندلعت الاشتباكات بعد انتهاء الانتحابات البرلمانية المبكرة؟”.

ومن جانبه، انتقد زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد دولت بهتشلي الأكاديميين الذين وقعوا على بيان يتهم الدولة بالاعتداء على الأكراد ومطالبتهم بإنهاء “المجزرة بحق الأكراد” على حد قولهم، معربا عن دعمه لحكومة العدالة والتنمية ومطالبا المدعين العامين والقضاة بأداء مهامهم القضائية.

أما الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، صلاح الدين دميرطاش، فقد ذكر في تصريحات للصحفيين أن أردوغان لم يترك قطاعا في المجتمع إلا وأهانه، مطالبا الجامعات ومنظمات المجتمع المدني بدعم الأكاديميين الذي كان إحلال السلام في هذا البلد هو الشعار الأساسي لهم، واليوم يصفهم أردوغان ب “الخونة”، متسائلا “هل تخرج أردوغان من الجامعة من الأساس حتى يفهم ويعرف قيمة ومكانة الأكاديميين الجامعيين؟” على حد قوله.

التعليقات