كتاب 11
(2016) عام العلم في “مصر الجديدة”
ونحن نتحسس أول خطوات عام “2016 ” أطالب المسؤولين في الدولة بإطلاق مبادرة تشارك فيها وزارة التربية والتعليم و”التعليم العالي” والمجلس الأعلى للجامعات ووزارة الثقافة والمجلس الاعلي للإعلام ونقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس وكل منظمات المجتمع المدني المعنية بالتدريب والتعليم والتأهيل وكافة الأكاديميات العلمية الخاصة تحمل اسم “2016عام العلم ” في مصر الجديدة ليكون مشروع قومي جديد ينطلق مع ما تم تدشينه من مشروعات اقتصادية عملاقة العام الماضي .
فمصر استكملت بناء خارطة طريق ثورة 30 يونيه بعد الانتهاء من أخر الاستحقاقات وتم انتخاب أعضاء “البرلمان ” المقرر أن ينطلق في العاشر من الشهر الجاري ،وهو الأمر الذي سيجعل الأمور أكثر استقرار في الأيام المقبلة علي الصعيد الخارجي والداخلي .
فإذ أردنا أن نبني امة ونعظم حاضرها ومستقبلها ونضع اللبنة الأولي في مجدها ،فعلينا أن نبدأ ببناء الإنسان ،فهو البناء الحقيقي للحاضر والمستقبل لأنه مجد يبقي وعز يدوم .
فإذا اهتمت الدولة بالاستثمار الاقتصادي وأهملت الجانب الأهم وهو بناء الإنسان فسوف تخسر كل شيء ،فالعلم يحرس المال كما تعلمنا .
وتحضرني واقعة تاريخية ،عن تعرض الصين في الماضي للاحتلال أكثر من مرة بعد أن حصنت نفسها بالسور العظيم لتمنع العدو من احتلالها، ففي الوقت الذي انشغلت فيه ببناء سورها أهملت بناء الإنسان فكان العدو المتسلح بالعلم يدخل إلي من الأبواب الرسمية وليس متسلق للسور من خلال دفع رشاوى للحراس ثم يدخلون من الباب ،لان هذا الحارس ليس لدية إدراك بما يفعله لأنه لم يتعلم ولم يعرف مقدار الجرم الذي يرتكبه في حق وطنه،والسبب يعود في الأصل إلي المسئولين في الدولة لأنهم تركوا الاستثمار الحقيقي في تعليم وبناء الإنسان واستثمروا في بناء السور الذي لم يحميهم وتسبب في دخول الأعداء إلي ارض الوطن بدون عناء بعد خيانة احد الجهلاء الذين اضر بوطنه ونفسه عندا وجهلا ،فلقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس .
فبناء الإنسان هو الأهم وهو حجر الأساس لكل نماء حقيقي ،وهو ما تحتاجه مصر اليوم ،فنحن نملك قوة بشرية هائلة وتكوين عقلي يتسم بالذكاء والفطنة يحتاج فقط إلي الاهتمام والتعليم والتدريب ،ولذلك علي المسئولين في الدولة أن يراجعوا العملية التعليمية مراجعة دقيقة ،ويتم الاستعانة بالخبراء لإعادة صياغة نظام التعليم الأساسي والثانوي في مصر ،ويتم إخراج الحشو الغير مفيد علميا ،وان يتم اختيار وتدريب وتأهيل المدرس بطريقة علمية .
وأتم كلامي، مستدلا بقول احد المستشرقين ،عن بناء الحضارات ،إذ قال إذا أردت أن تهدم حضارة امة فعليك بهدم ثلاث وسائل ،1- الأسرة 2-التعليم 3-والقدوة والمرجعية ،فالأسرة متمثلة في إلام والأب وإلام أولا لان دورها هو الأكبر والاهم فالمرأة لا تحب وصفها بكلمة ربة بيت وتخجل منها في بعض الأحيان مع انه هو الدور الأعظم لبناء مجتمع قوي وكم أسرة تم هدمها لغياب دور إلام والأب الحقيقي الدور الرقابي والتربوي .
ثانيا التعليم أهم أدواته هو “المعلم” الذي غيبت الدولة دورة عن عمد وأصبح ليس له أهمية في المجتمع حتى أن الإعمال الفنية التي تدخل كل بيت من دراما تلفزيونية أو أفلام سينمائية سخرت منه في الحاضر والماض وصورته علي غير الحقيقة في دور” البهلوان “الذي لا يدرك تصرفاته والذي لا يتسم بأدنى أنواع الذكاء الاجتماعي فهو مجال للسخرية ومادة دسمة للضحك .
ثالثا لكي نسقط القدوة من العلماء علينا بالطعن فيهم وتغييب عن عمد هيبتهم حتى لا يقتدي بهم احد ،وهذا هو الهدف المنشود ،اختفاء ألام الواعية والمعلم المخلص صاحب الهيبة ،والطعن والتشكيك في العلماء فهل يعي المسؤولين ما أقول.