آراء حرة

09:22 صباحًا EET

داود الداود يكتب: حول ما يدور بين الشقيقتين مصر والسعودية

حول مايدور عن العلاقة بين الشقيقتين مصر والسعودية، يوجد لبس عند البعض وتدليس من البعض الآخر ، في صفوف من يمكن إطلاق وصف النخبة عليهم من البلدين الشقيقين ،سنتحدث هنا عن الملبس عليهم ،اما المدلسون المغرضون بدوافعهم  المختلفة فالحديث عنهم ليس الهدف من هذا المقال .

ولكن نحاول ان نشرح لماذا هذا اللبس والتحسس بين المخلصين من مثقفي البلدين والذي تسبب  فيه المشهد الحالي للعالم العربي ،حيث  اسفر عن تراجع للدور المصري ،قابله بروز في الدور السعودي ،مما أحدث إرباكاً واعتلالاً في التصور عند  البعض في السعودية وآخرلدى أشقاءهم في مصر.

ولكن هل هذا وضع مؤقت ساهمت فيه الظروف والمتغيرات السياسية والإقتصادية ،أم وهو وضع دائم ؟ بالطبع المدلس عليهم من الجانب السعودي يجنحون إلى إعتباره دائماً ٌيجب أن يكون أمر مسلم به من قبل الأشقاء في مصر ،وواقع جديد فرضته الظروف المحيطة بالبلدين والمجال العربي بشكل عام ،يقابله على الجانب المصري حنق وشعور بالغضب بأن هناك محاولة لإنتزاع موقع الريادة المصري وبما  تمثله للعالم العربي من ثقل ثقافي وحضاري وديمغرافي لايمكن الإنتقاص منه وإغفاله ،بإختصار أرجو أن لايكون مخلاً أن ذلك هو نقطة التجاذب والخلاف بين الفريقين ،ولكن الحقائق التي عرفناها من التاريخ البعيد والقريب أن مصر ستظل الشقيقة الأكبر للعالم العربي وأن السعودية شقيقة كبرى أيضاً ، ولامانع أن تقوم السعودية بملئ الفراغ الذي تركته شقيقتها الكبرى في ظل ظروف راهنة ومؤقتة تعيشها مصر .

حيث الإنشغال بترتيب قضاياها الداخلية وإزالة اللإشكالات التي خلفتها الثوره وكذلك الحفاظ على مكتسابتها الإيجابية ،وهو تبادل في الأدوار طبيعي وإيجابي بين الأشقاء ومحمود ،ينبغي ألا ينظر إليه بسلبيه وتوجس بل هو مسلك في غاية الروعة والنضج الأخوي ،كما يعكس قوة الترابط والتلاحم بين البلدين الشقيقين ،ومن المفترض أن يقطع الطريق على المتربصين والمغرضين الذين تستفزهم هذه العلاقة وتفسد مخطاطتهم الراغبة في إضعافنا وتهميشنا ، ويبقى أننا نملك العقلاء المؤثرين والقادرين على تبيان هذا الواقع الأخوي وأنه قدرنا وليس إختيارنا .

التعليقات