الحراك السياسي
نص كلمة الرئيس “السيسي” في المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء اليونان
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن العلاقات الثنائية المصرية اليونانية تشهد ازدهارا وتناميا غير مسبوق، مدعومين بالتزام مشترك من الجانبين بتطويرها والعمل على استكشاف آفاق جديدة من التعاون والتكامل في كافة المجالات.
وأضاف الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس بالعاصمة اليونانية أثينا، اليوم الثلاثاء، أن مباحثات اليوم عكست اتفاقا في الرؤى على وجود فرص عظيمة للتعاون الاقتصادي بين البلدين؛ وفي مقدمتها مجالات الطاقة واستغلال الثروات الهيدروكربونية في البحر المتوسط والنقل البحري والتكامل بين الموانئ المصرية واليونانية والسياحة، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية التي تتيحها المشروعات العملاقة التي تنفذها مصر بمشاركة فاعلة للقطاع الخاص في البلدين.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي..
“بسم الله الرحمن الرحيم
دولة رئيس الوزراء الجمهورية اليونانية، اسمحوا لي في البداية أن أعرب لكم عن خالص تقديري لشخصكم الكريم وعن عميق اعتزازي للصداقة الوثيقة بين بلدينا وشعبينا، وشكري الجزيل للحكومة اليمنية على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة في بلدكم الصديقة”.
“واسمحوا لي في هذه المناسبة بأن أتوجه إلى الشعب اليوناني بكل التحية والتقدير، وأيضا أشكر كل المصريين الذين أتوا من كل مكان لكى يستقبلونا في العاصمة اليونانية، كما أود أن أتقدم إليكم باسم الحكومة المصرية بالتهنئة الصادقة على الثقة التى منحكم إياها الشعب اليوناني لمواصلة قيادة طريق بلادكم نحو تجاوز المرحة الصعبة التى مرت بكم”.
وقال السيسي “إنني على يقين أن إخلاصكم ورؤيتكم الحكيمة ستكون خير عون في إطلاعكم بهذه المسئولية الكبيرة التى أئتمنكم عليها الشعب اليوناني، دولة رئيس الوزراء السيدات والسادة، إن العلاقات الثنائية المصرية اليونانية تشهد ازدهارا وتناميا غير مسبوق، مدعوما بالتزام مشترك من الجانبين بتطويرها والعمل على استكشاف آفاق جديدة من التعاون والتكامل في كافة المجالات”.
وأضاف الرئيس السيسي خلال المؤتمر، أن مباحثات اليوم “عكست اتفاقا في الرؤى على وجود فرص عظيمة للتعاون الاقتصادي بين البلدين وفي مقدمتها مجالات الطاقة واستغلال الثروات الهيدروكربوانية في البحر المتوسط والنقل البحري والتكامل بين الموانئ المصرية واليونانية والسياحة، إضافة إلى الفرص الاستثمارية التى ستتيحها المشروعات العملاقة التى تنفذها مصر بمشاركة فاعلة للقطاع الخاص في البلدين وفي مقدمتها مشروع التنمية في قناة السويس”.
وتابع السيسي “ولقد كان من دواعي سروري، يا دولة رئيس الوزراء مشاركتكم على رأس وفد رفيع المستوى في احتفال الشعب المصري بهذا الإنجاز الكبير افتتاح قناة السويس في أغسطس الماضي”.
وأردف قائلا “إنني إذ أتطلع للعمل المستمر معكم على تطوير محاور التعاون التى تناولناها اليوم في مناقشاتنا، والتى سيستمر التنسيق الوثيق بين الحكومتين بشأنها في الفترة القادمة”.
وأضاف السيسي أن “ثقتي كاملة في أن المستقبل سيفتح المزيد من الآفاق المبشرة لشراكتنا الاقتصادية في مجالات أخرى كثيرة، كما أود أن أشيد بالدور اليوناني البناء على الساحتين الإقليمية والدولية، وما توليه اليونان من اهتمام لقضايا المنطقة، ووعي كامل بأهمية تبني نظرة شاملة لقضايا الأمن والاستقرار فيها”.
وأضاف أن مباحثات اليوم عكست أيضا توافقا في الرؤي إزاء العديد من القضايا الإقليمية المحورية التي تحتاج إلى تضافر الجهود المخلصة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة وحماية شعوبها من خطر الإرهاب البغيض من خلال مقاربة شاملة تضم إلى جانب المواجهات العسكرية والأمنية؛ الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن المعالجة السياسية لأصل المشكلات التي تمثل بيئة مواتية لنمو وانتشار الإرهاب، لا سيما تسوية النزاعات التي تشهدها بعض دول المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكذا الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن.
وتابع الرئيس بالقول: “أشيد في هذا الصدد إلى أننا ملتزمون كما أكدت خلال مباحثتنا مع دولة رئيس الوزراء وكذا خلال لقائنا بفخامة الرئيس اليوناني صباح اليوم بالعمل مع شركائنا اليونانيين للتنسيق المستمر لإعادة الاستقرار والأمن إلى منطقتنا”.
وأشاد السيسي بالمستوى الرفيع الذى وصل إليه التنسيق الثنائي بين الحكومتين سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي في مختلف المحافل الدولية أو فيما يتعلق بالتعاون العسكري والتنسيق الأمني المثمر بين البلدين، والذى يعد بحق نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا.
وأضاف السيسي أن الشعب المصري أتم استحقاقات خارطة المستقبل التي صاغتها القوى الوطنية للتحول الديمقراطي بانتخاب برلمان يعبر عن إرادته الحرة، ويستكمل المؤسسات الدستورية لدولته المدنية الحديثة، وبما يساهم في تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وما تعكسه من بعد شعبي يكلل ما أداره البلدان من دعم متبادل، وتوافق في الرؤى تجاه قضايا أمن واستقرار جوارهم الجغرافي في مرحلة من أدق مراحل تاريخ كل منهما”.