اقتصاد
بالصور.. التفاصيل الكاملة لمباحثات أمير الكويت وبوتين
أجرى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الثلاثاء، مباحثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في مدينة سوتشي تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وتناولت المباحثات آخر مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة التطورات الأخيرة بالشرق الأوسط والجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
ويضم الوفد الذي يرافق أمير الكويت، كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير المالية ووزير النفط بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين.
وتشمل الزيارة أيضا توقيع اتفاقيات متعلقة بالقطاع النفطي والاستثماري، وقطاع النقل، فيما استبعد مسؤول كويتي توقيع اتفاقيات أمنية أو عسكرية.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد، المباحثات الكويتية – الروسية بالإيجابية والصريحة، مشيرا إلى حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها لمستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأعرب الشيخ صباح الخالد عن بالغ التقدير للدور الذي تضطلع به روسيا حيال قضايا السلم والأمن الدوليين وثمن دورها في مكافحة الإرهاب.
وأكد وزير الخارجية الكويتي على “أهمية الزيارة لروسيا، التي تم من خلالها تبادل وجهات النظر وتعزيز الفهم المشترك للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وهو الحل الذي يمثل أولوية لنا”.
يشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والاتحاد السوفيتي بدأت عام 1963، فيما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الذرية للأغراض السلمية عام 2010.
وفي عام 2012 أطلق صندوق الاستثمار المباشر الروسي بالاشتراك مع هيئة الاستثمار الكويتية آلية للاستثمار المشترك بين الجانبين تتضمن قيام الجانب الكويتي بتقديم مبلغ 500 مليون دولار لإيجاد فرص للاستثمار في السوق الروسية، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 325 مليون دولار عام 2013.
و قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا والكويت متفقتان على ضرورة تسوية الأزمة السورية عبر الحوار السياسي، وذلك في معرض تعليقه على نتائج القمة الروسية الكويتية في سوتشي.
وأوضح لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ركزا خلال لقائهما على مسائل الأجندة الدولية.
وأشارا إلى تطابق أو تقارب مواقف البلدين حيال جميع القضايا المعاصرة، بما في ذلك قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وصرح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي صباح خالد الحمد الصباح الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني قائلا: “فيما يخص الأزمة السورية، لدينا مواقف متطابقة حيال ضرورة إيقاف العمليات القتالية وإراقة الدماء في أقرب وقت، والشروع فورا في عملية سياسية بمشاركة ممثلي الحكومة وجميع أطياف المعارضة”.
لافروف: المطالبة بإسقاط النظام في سوريا ستفشل لقاء فيينا
وفيما يخص حل النزاع في سوريا، دعا لافروف إلى ضرورة وضع قائمة بالمنظمات الإرهابية من أجل تبديد كل الشبهات حول توجه هذه الجماعة المسلحة أو تلك، مضيفا أن الجماعات المدرجة على قائمة الإرهاب ستبقى هدفا مشروعا للقائمين على محاربة الإرهاب حتى بعد وقف إطلاق النار.
وتابع قائلا: “النداءات العامة بتنحية النظام في سوريا بدلا من التركيز على وضع قائمة بمنظمات إرهابية وأخرى معارضة، ستقود إلى إفشال اللقاء في فيينا بشأن التسوية السورية.
وأكد لافروف أن مكافحة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية من أولويات كل من روسيا والكويت، مضيفا أن الإرهاب لا يهدد سوريا والعراق وحدهما، بل وسائر دول المنطقة، بما فيها الكويت.
وأضاف: “نحن على يقين بأن التغلب على الشر ممكن فقط بجهود مشتركة على أساس القانون الدولي وبعيدا عن ازدواجية المعايير، لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على الحكم في بلد من بلدان المنطقة”.
هذا وقال لافروف إن زعيمي روسيا والكويت أكدا خلال محادثاتهما وجود رصيد جيد لتعميق العلاقات بين البلدين، بما في ذلك اتفاق الجانبين حول تخفيف نظام التأشيرات.
الصباح: الكويت تعول على دور روسيا في تسوية الأزمة السورية
من جانبه صرح وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الصباح في تعليقه على مباحثات الثلاثاء، بأن بلاده تعول على دور روسيا فيما يتعلق برسم صورة عامة لكيفية البحث عن حل الأزمة السورية حلا سلميا وإعمار البلاد بعد دمارها.
كما ذكر الوزير أن البلدين اتفقا على تنسيق جهودهما في مواجهة الإرهاب.
وكان الرئيس الروسي قد قال في مستهل لقائه أمير الكويت إنه راض عن هذه الفرصة لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط.
وذكر بوتين أن زيارة أمير الكويت الراهنة، تعد الأولى له منذ توليه زمام السلطة في بلاده. لكنه أعاد إلى الأذهان أن الأمير الصباح معروف جيدا في روسيا منذ توليه منصب وزير الخارجية الكويتي.
وجاء توقيع الاتفاقات بين البلدين في قطاعات النفط والنقل والاستثمار والثقافة، عقب محادثات أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يوم الثلاثاء في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
وأهم الاتفاقات التي تم توقيعها، مذكرة تفاهم بين شركة “روس أوبورون أكسبورت” التي تدير 85% من صادرات روسيا من الأسلحة والمعدات العسكرية ووزارة الدفاع الكويتية لتطوير التعاون العسكري التقني بين البلدين.
ووفقا لبعض الخبراء العسكرين فإن الكويت مهتمة بشراء كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة.
ومن المتوقع إبرام عقد لتوريد الكويت مضادات طيران من طراز “S300″، و”الجيل الرابع ++” من طائرات سو 35، ومروحيات ومعدات عسكرية روسية أخرى.
كما وقع عملاق الغاز الروسي “غازبروم” ومؤسسة البترول الكويتية مذكرة تفاهم وتعاون في قطاع النفط والغاز.
وكانت “غازبروم” قد ناقشت مع الجانب الكويتي في وقت سابق الإمدادات الممكنة من الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى الدولة الخليجية، بالإضافة إلى التنفيذ المشترك لمشروعات في قطاع النفط والغاز.
وفي إطار الاستثمارات، اتفقت الكويت وموسكو على إنشاء منصة استثمار بهدف تمويل مشاريع مشتركة بين البلدين، ووقع على الوثيقة الصندوق الروسي للاستثمار والشركة الكويتية للاستثمار.
وقال صندوق الاستثمار المباشر الروسي إن الهيئة العامة للاستثمار (صندوق الثروة السيادي الكويتي) خصصت 500 مليون دولار إضافية للاستثمار في مشروعات في روسيا بالشراكة مع الصندوق الروسي.
ويأتي هذا بعد أن خصصت الهيئة 500 مليون دولار للاستثمار مع الصندوق الروسي في عام 2012.
ووقعت وزارة النقل الروسية ووزارة المواصلات في دولة الكويت مذكرة للتعاون في مجال النقل، كما اتفاق البلدان على إلغاء التأشيرة بين البلدين لحاملي الجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة.
يشار هنا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يزال ضئيلا ولا يتناسب مع ما يمتلكه الجانبان من إمكانيات ضخمة رغم العلاقات السياسية القديمة القائمة، حيث لا تتعدى قيمة الواردات الكويتية من البضائع الروسية 171 مليون دولار، (حوالي 52 مليون دينار)، وذلك وفقا لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة الكويتية لعام 2013.
ولا تتجاوز قيمة الصادرات الكويتية إلى روسيا 8.5 ملايين دولار، (حوالي 2.5 مليون دينار كويتي) للفترة نفسها. (دينار كويتي = 3.29 دولار).