آراء حرة
د. ماهر حبيب يكتب: التار ولا العار
مريم حدوتة صعيدية من الدرجة الأولى لبنت مقهورة نفسيا وموضوعه تحت ضغط هائل يجعلنا نراجع قصتها وأن ننظر لها بطريقة مختلفة تجعل مساندتها و مساعدتها بطريقة أكثر إفادة لها فنحن أمام شخصية على وشك الإنهيار والضياع ونحن نراها وندفعها لطريق الفشل مع كثير من العناد وسط أضواء الشهرة التى تحرق من يقترب منها وخصوصا فى مواجهة شخصية تبدو ضعيفة فى مواجهة الأزمات وتخفى كثيرا من نقاط إهتزاز الشخصية وجبروت المخ الصعيدى الذى يقف وراءها يدفعها لمواجهة العالم بإمكانات ضعيفة أو معدومة.
ومريم قصة تعاطف معها وشارك فيها الكثير والكثير وكل واحد بأجندته فالأقباط على سبيل المثال رأوها صورة من صور الإضطهاد الدينى والتمييز العنصرى وفرصة قوية لإثبات ذلك عمليا و تحول أى حل لا يؤدى إلى حصولها على 100% بدلا من الصفر هو غاية لإثبات هذا الاضطهاد وهاص الكثيرون فى الهيصة و أنتشر الأمر على مستوى العالم فدخل أقباط المهجر على الخط وتحول صفر مريم إلى مشكلة كونية سوف تهدأ بعد قليل وستتبخر تلك الوعود فالمتغطى بهؤلاء عريان.
وعلى الجانب الأخر هناك دولة ترفض أن تعترف بالخطأ بدأ من صفر مريم إنتهاء بقتل السياح المكسيكيين فهى لا تريد أن يفتح ملف فساد وزارة التعليم وفساد منظومة التعليم كله فإعترافهم بأن هناك خطأ فى أوراق مريم سيفتح نار جهنم على الوزارة ونتائجها و فتح الباب للتشكيك فى النتائج و توجيه أصابع الإتهام لمصلحة الطب الشرعى بالتواطئ فيعيد علينا فتح خراج خالد سعيد الذى أطاح بالدولة والنظام وأوصلنا لحافة الإنهيار وزاد من فقر الدولة ونشر الفوضى وحول دولتنا إلى دولة هشة ترتكب الخطأ وتستميت فى الدفاع عنه فأصبح تراجع الدولة فضيحة كبرى فتمت التضحية بمريم لكى تعيش منظومة التعليم الفاسدة و مصلحة الطب الشرعى المتلونة.
أما ما أراه من مريم فهى شخصية ضعيفة ومحطمة ليس بسبب الصفر ولكنها ضعيفة فى مواجهة أى أزمة فوفاة والدها أطاح بها من الإمتحان ولم تستطع أن تكمله والشخصية القوية الناجحة ليست هى فقط القادرة على إسترجاع المعلومات فى ورقة الإجابة بل هى الشخصية القادرة على إمتصاص الصدمة وتخطيها فكم من أشخاص ناجحين مروا بنفس الظروف فذهبوا لدفن أحباءهم والذهاب للإمتحان بعزيمة أقوى لتحقيق هدف الأحباء الذين رحلوا ليكون نجاحهم هدية لهم ولأرواحهم ولكنها فشلت فى تجاوز الأزمة فهربت من الإمتحان كما يهرب الجندى من الميدان ويبدوا أن هناك ضغوط متعصبة فى داخل تلك الأسرة والتى تحتوى على طبيبين على الأرجح أنهم قد أثاروا جوا من الرعب داخل مريم على طريقة إحنا دكاترة وأختنا لازم تطلع دكتورة وإنتى حا تجيبى لإخواتك العار أنتى إزاى فاشلة كده وحا نقطع رقبتك لو ما طلعتيش زى إخواتك وإحنا مش أقل من بنت فلان وبنت علان وإنتى حا تخلى رقبتنا قد السمسمة أنا الدكتور فلان وما ينفعش أختى تسقط سنتين ورا بعض أودى وشى من الناس فين ….فولد هذا ضغطا لتلك الشخصية الضعيفة فهربت من الإمتحان وإنهارت ثم حدث ما حدث فتصورنا أننا أمام ضحية ولم نكتشف أنها مريضة نفسية ولكن كل ذلك إفتراضيات لا أستطيع أن أجزم من الجانى هل هى الدولة أم مريم وأخيها الطبيب.
ولكن يا مريم نصيحة من والد لو كنت ضحية ولو كنت مظلومة فلكى تثبتى لنفسك ولنا هذا عليك أن ترمى تلك الأزمة وراء ظهرك وتثبتى لنا أنك متفوقة ولست مريضة بالإكتئاب والهلاوس العقلية وعليكى أن تتخلصى من نظرية أنا مظلومة علشان قبطية وأنهم بيضطهدوكى إنتى بالذات وعليك أن تدخلى الأمتحان مرة أخرى وأخيرة أو أن تذهبى إلى طريقة أخرى للإمتحان كالدبلومة الأمريكية أو الإنجليزية وتورينا شطارتك فإما أنت أو الدولة كذابين فلو دخلتى الإمتحان وفشلتى فلا تلومى إلا نفسك وأخيكى الذى بهرته الشهرة حتى أصبح نجما دائما على البرامج الحوارية …ونصيحة أخرى لو كنتى تحلمى بأن تصيرى طبيبة وناجحة فتلك الشخصية الإنطوائية لا تصلح لتلك الوظيفة والطبيب الناجح بصفة خاصة والشخصية الناجحة بصفة عامة هى القادرة على القيام من السقوط بسرعة وتجاوز الأزمات أما الشخصية التى تفشل فى تجاوز الأزمة فلا تصلح حتى للزواج والقعاد فى البيت فلن تنجح وستسقط من فشل لفشل أكبر ….فيا بنتى الحياة مليانة تجارب ونجاح وفشل ويا ما دقت على الراس طبول ….واجهى الحياة وإنتصرى أو أقعدى فى البيت وما تخليش أخوكى يخوفك ويقول لك يا تبقى دكتورة زيي يا أقطع رقبتى على طريقة التار ولا العار