آراء حرة
عمرو عبدالرحمن يكتب: الإخوان والسلفيين.. سرطان الشرق الخبيث
وفي البدء تأتي الأسئلة …….
إذا فرضنا جدلا أن سوريا هي أرض الثورة الوحيدة الباقية علي اشتعالها حتي الآن من بقايا ما يمسي بـ”الربيع العربي”، فالسؤال الذي يعاجلنا علي الفور :
من الذي أشعل هذه “الثورة” ؟
ومن الذي يدرب عناصرها ويمدها بالسلاح ؟
وأي الأنظمة العالمية التي تحتضن قادتها ؟
وما نتيجة المعركة حتي كتابة هذه السطور ؟
وتتوالي التساؤلات ؛
بعد أن أعلنتها تركيا – إردوغان ، صريحة بانحيازها لكل خو إخواني في كل مكان ، ولا تخفي سعيها الدؤوب لتكرار التحربة السورية في مصر علي وجه التحديد !!!
فمن هي تركيا ؟
ولماذا هي المتهم الرئيس بدعم تنظيم داعش الارهابي .. تماما مثل حليفتها أميركا ؟
وبالمناسبة : من هي أميركا ؟
ولماذا هي الداعم الأول للإخوان في العالم ؟
وإذا كان ليس من اللائق ترك كل هذه التساؤلات علي نار ، دونما إجابات ، فلنسرد معا تلك المسلمات والبديهيات لعلها تقودنا إلي … الإجابات ؛
أولا : أليس من يقود الحرب علي النظام السوري ، هو تحالف من الجماعات المسلحة ، تتراوح هوياتها ما بين الإخوان والسلفيين ، ضمن تنظيمات الجيش السوري الحر ، القاعدة (النصرة) – داعش – جيش الفتح ؟؟؟
ثانيا : ألا تدعم أميركا (ثوار) سورية بالسلاح “علنا” ، وتدرب عناصرها “عسكريا” ، وتحتضن قادتها “سياسيا”، إلي جانب ما تواتر من أدلة استخباراتية بما فيها عن مصادر بالـ”CIA ” تفضح الدعم الأميركي لـ “ISIS” أو داعش ؟؟؟
ثالثا : ألم تصبح سوريا الآن مرشحة بقوة للتقسيم ، علي غرار العراق ، وذلك علي اساس محاصصة طائفية (سنة وشيعة) تحديدا كما صدرت الأوامر الماسونية العليا عن سادة النظام العالمي الجديد ، لكي تنفذها أذرعم في المنطقة ، وفقا لخارطة سايكس بيكو – 2 ؟؟؟
رابعا : أليست تركيا عضو بحلف النيتو ، ومطاراتها مفتوحة الآن علي مصراعيها لطائرات اميركا كي تقصف سورية ( بحجة داعش ) .. تماما كما انصطلقت نفس الطائرات من قاعدة أنجيرليك التركية كي تقصف العراق أيام الغزو الغربي البربري للبلد العربي الشقيق ، والذي تمت إبادته من علي وجه خريطة المنطقة ، لتحل محله عدة دويلات طائفية ، كما هو مرسوم بالنص ؟؟؟
خامسا : وأليست نركيا نفسها هي التي كشفت الانباء والصور والفيديوهات والتصريحات والصحف التركية ، أنها دعمت داعش سرا وعلانية ، بفتح حدودها أما المنضمين للتنظيم الارهابي من شتي بقاع الارض ، إلي جانب تدريب مقاتليه وعلاق قادته علي أرضها ؟؟؟
سادسا : ألا يذكرنا هذا الدعم الذي توقف أخيرا فقط لكي تتفرغ تركيا لإبادة الأكراد ، بدعوي الحرب علي داعش ، فتمت إبادة الآلاف من الأكراد مقابل ولا داعش واحد .. ألا يذكرنا هذا الدعم بنظيره الذ تقدمه ” إسرائيل ” سرا – قبل أن يفضحه أهل سوريا من الدروز – حينما ضبطوا سيارة إسعاف تحمل عناصر إرهابية من جبهة النصرة للعلاج في تل ابيب ؟؟؟ ( يا لها من إنسانية اصابت قلب العدو الصهيوني علي غفلة !!!) .
سابعا : أليست العلاقات العسكرية بين تركيا الاخوانية و “إسرائيل” تبلغ حد التحالف الاستراتيجي ( بعيدا طبعا عن الجعجعات الميكروفونية والمتاجرات السياسية بسفن غزة ومرمرة وخلافه ) … ؟؟؟
إذن ……. هل هناك شك في أن دائرة شيطانية تجمع بين القوي التالية : أميركا – تركيا – إسرائيل – الإخوان – السلفيين وباق الجماعات الإرهابية ؟
وهل هناك ريب في أن الهدف الذي يجمع كل هذه القوي ، واحد ، وهو تخريب الشرق الأوسط وإعادة رسم خريطته ، علي أساس عرقي أو طائفي ؟
وهل من مشكك في أن ” إسرائيل ” هي المستفيد الأول من خراب الشرق وإبادة العرب لأنفسهم بأنفسهم ، دون إطلاق رصاصة واحدة من “إسرائيل” ولا إطلاق رصاصة واحدة عليها من هؤلاء الذين يتاجرون بعدائها .. بينما سرا وعلانية يعادون كل ما هو غير إسرائيلي أو يهودي ؟؟؟
الم يكن الاخوان هم وقود الثورات الملونة – في نسختها الجديدة علي غرار سابقتها الشرق أوروبية – ضد الأنظمة العربية التي سقطت عام 2011 ، وكانت بالفعل أنظمة آيلة للسقوط ، لكن الذين ثاروا لم يثوروا من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش كما زعموا ، بل من أحل الصعود إلي سدة الحكم ، ولو علي جثث الملايين ، حتي ولو خربت البلاد وانهارت الجيوش ، وحتي لو سقطت الدول تحت سنابك الخيل لقوي الاحتلال الصهيو أميركي ، والفارسي ، والعثماني ؟؟؟
كما هو الحال الآن في سورية – أرض الثورة المزعومة – وهي (الثورة) التي قادها الاخوان والسلفيين ، وهم بلا تردد في الوصف : سرطان الشرق الخبيث .
*** وأترك لعقلية قارئي الكريم ، الإجابة علي تساؤلات عابرة ، في سياق ما سبق من سطور ؛
من الذي حارب جيش بلاده وقتل جنوده ، قبل وأثناء وبعد حكم الإخوان ، وروج لأكاذيب العدو ، حتي في شأن أعظم انتصاراته في التاريخ الحديث : حرب أكتوبر 73 ؟؟؟
متي سمعنا عن زنا النكاح والجهاد المقدس في السرير .. إلا في الأيام السوداء التي طفحت فيها قوي الاخوان والسلفيين علي سطح حياتنا السياسية والدينية ؟؟؟
من الذي أفتي بأن تزوير الانتخابات وكذب المرأة علي زوجها عمن أعطته صوتها الانتخابي ، طالما كان لصالح (النور) أو (الحرية والعدالة) ؟؟؟
ومن الذي أفتي بجواز هروب الرجل لينقذ حياته ، وليذهب شرف زوجته وحياتها إلي الجحيم ؟؟؟
هل لهؤلاء نبي غير النبي محمد – صلي الله عليه وسلم ؟
ألم يقل رسول الله أن مات دون عرضه فهو شهيد .. كما نهي عن قول الزور ؟؟؟
أم أنهم دعاة دين جديد لا يؤمن به سوي الخراف والخنازير (البشر سابقا) ؟؟؟
الإجابات أتركها لكم .. وللتاريخ .
عمرو عبدالرحمن
محلل سياسي
المستشار الإعلامي للاتحاد المصري للعمال والفلاحين