عين ع الإعلام
مواقف اماراتية صادقة تستحق التقدير
شهدت مصر منذ عام 2011 وحتى شهر يونيو 2013، حالة من عدم الاستقرار ، والتى كان لها تداعيات كبيرة أثرت سلبا على الاقتصاد والمجتمع المصري، ولانها كانت ولاتزال الركيزة الأساسية لأمن واستقرار وازدهار المنطقة العربية.
وهى القلب النابض للعالم العربي، وهى موطن التاريخ والفكر والثقافة والعلم حرصت بعض الدول على الوقوف بجانب مصر قيادة وشعبا للمساهمة في تحقيق الاستقرار وتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وياتى فى مقدمتهم دولة الامارات العربية الشقيقة التى سارعت لمساندة شقيقتها مصر دون أن تنتظر منها طلب المساعدة فقد تتميزت العلاقات بين دولة الإمارات ومصر منذ نشأتها بالخصوصية والاحترام المتبادل هذه العلاقات التى بُنيت على ركائز وأسس متينة والتى أرساها المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله .
أهم ما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية. وتعد دولة الإمارات من أكبر شركاء مصر الإقتصاديين وذلك منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن ويشهد التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعا كبيرا، حيث وصل خلال العام الماضي إلى 2.142 مليار دولار، مقابل 1.828 مليار دولار عام 2013.
وذلك بنسبة زيادة بلغت 17 في المائة، حيث حققت الصادرات المصرية إلى الإمارات عام 2014 زيادة غير مسبوقة بلغت 827 مليون دولار، مقارنة بـ608.5 مليون دولار العام السابق، أي بزيادة نسبتها 35.9 في المائة وفقًا لتقرير حكومي مصري.
وقد سلمت الإمارات مؤخرا مصر 4 مشاريع ضمن حزمة من المشروعات التي التزمت بها، حيث سلمتها 100 مدرسة في مختلف المراحل التعليمية بعد الانتهاء من بنائها وتجهيزها بالمناطق الريفية والنائية في 18 محافظة، و78 وحدة لطب الأسرة بالمناطق الأكثر احتياجاً في 23 محافظة مصرية بالإضافة إلى 4 جسور تم تشييدها في 3 محافظات، و600 حافلة للنقل الجماعي لصالح هيئة النقل العام بالقاهرة، حيث تأتي هذه المشاريع ضمن حزمة المشاريع التنموية الإماراتية في مصر والتي تهدف إلى إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 10 ملايين من المواطنين المصريين وتوفر ما يزيد على 900 ألف فرصة عمل ما بين مؤقتة ودائمة.
وقد تعددت أوجه دعم الإمارات لمصر حيث شملت الدعم السياسى لموقف مصر الدولى فى مواجهة الإرهاب، وكذلك الدعم الاقتصادى من خلال استثماراتها فى مصر، وما قدمته خلال المؤتمر الاقتصادى فى مدينة شرم الشيخ فى مارس الماضي، ولكن بحسب الخبراء، كان أكبر دعم من دولة الإمارات لمصر هو دورها فى تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، وما حولها من مشروعات تنموية قومية وحيوية مهمة.
وقد اثبتت دولة الإمارات من خلال دعمها لمشروع حفر قناة السويس الجديدة أنها لا تدخر وسعا في الوقوف إلى جانب مصر ودعمها مساهمتها في هذا المشروع العملاق عبر أحد أكبر الشركات الإماراتية “الجرافات البحرية الوطنية” التي ساهمت بشكل كبير في أعمال التجريف البحري في القناة الجديدة، بالإضافة للعديد من الشركات التي ستساهم في تنمية الإقليم الجديد والمشروعات العملاقة التي ستنطلق معه خلال المستقبل القريب.
تلك المواقف الصادقة من جانب الأخوة في دولة الإمارات تثبت يوما بعد يوم أنها تقوم على أسس راسخة وعلاقات تاريخية قوية، جعلت دولة الإمارات تحتل مكانة متميزة في قلب كل مصري نظراً لمواقفها العظيمة المساندة لمصر على المستويات كافة ولن ينسى الشعب المصري ما تقدمه دولة الامارات الشقيقة من مساندة لمصر سواء من خلال مشاريعها التنموية التي أسهمت في تعزيز التقدم في مختلف القطاعات الحيوية أو مواقفها التي تعبر بصدق وإخلاص عن العلاقات المتينة والراسخة التي تربط البلدين.