تحقيقات
الأحزاب ليست على قلب رجل واحد لدعم الدولة ضد الإرهاب
تعددت دعوات الأحزاب المدنية لعقد مؤتمرات لدعم الدولة ضد الإرهاب، دون أن يكون هناك تنسيق أو تواصل لتوحيد الجهود للخروج بتوصيات ونتائج
إيجابية ومؤثرة بشكل أكبر فى مواجهة الإرهاب، الذى يهدد الأمن القومى للبلاد، الأمر الذى ينذر بفشل تلك المحاولات لعدم تكتل القوى المدنية والتفافها حول مائدة حوار واحدة، واستمرار تشتتها فى ظل المواجهة مع هذا الخطر، حيث نظم حزب الوفد مؤتمرا شعبيا سياسيا لدعم الدولة ضد الإرهاب، وما لبث أن خرجت دعوة أخرى من حزب المحافظين وعدد من الأحزاب لنفس الغرض.
وأكد سياسيون أن تعدد المؤتمرات ليس بالأمر الإيجابى لمساندة الدولة فى حربها ضد الإرهاب، وأنه دليل على رغبة كل حزب فى الاستئثار بـ”الشو الإعلامى” لنفسه للترويج لنفسه على أنه الرائد بين القوى الوطنية، بالإضافة إلى رؤية بعض الساسة أن تعدد الدعوات ورغبة كل حزب خروج المبادرة منه، يأتى فى إطار استغلال الحدث للدعاية الانتخابية المبكرة، خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية.
باحث: مؤتمرات دعم الدولة ضد الإرهاب تؤكد تشتت وتشرذم الحياة الحزبية وقال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الدعوات المتعددة من الأحزاب لتنظيم مؤتمرات لدعم الدولة فى مواجهة الإرهاب، تؤكد التشتت والتشرذم فى الحياة الحزبية، وأن كل حزب يريد أن يكون الرائد وصاحب كلمة والمؤثر فى الشارع المصرى، مضيفا أن دعوة الأحزاب لعدم ممارسة العنف لا يجب أن يكون عن طريق المؤتمرات، لأن هذا الأمر يكون من شأن المراكز البحثية والهيئات الرسمية والمثقفين، مؤكدا أن دور الأحزاب يجب أن يركز على الانتشار على الأرض للتوعية بين الشباب ونبذ أفكار التعصب، وضم الشباب للأحزاب المدنية حتى لا يتركوا مساحة لتجنيدهم فى الأحزاب المتطرفة وذات المرجعية الدينية.
وأكد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،أن الأحزاب السياسية تستغل الحدث الذى تمر به البلاد من أعمال إرهابية، للدعاية الانتخابية المبكرة للانتخابات البرلمانية المقبلة، من خلال مؤتمراتها التى تعلن فيها دعم الدولة ضد الإرهاب، خاصة أن الرئيس أقر القوانين المنظمة للانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن مؤتمرات الأحزاب ليست مؤثرة بالمرة لأن من يحضرها هم نفس الأشخاص من أعضاء الأحزاب ووسائل الإعلام فقط، دون أن يكون لها مردود أو تأثير فى الشارع.
وأوضح “العزباوى”، أن دعم الأحزاب السياسية للدولة فى حربها ضد الإرهاب يجب أن يأتى فى إطار خطط استراتيجية ورؤى واضحة لمواجهة التنظيمات الإرهابية، والأمر يحتاج إلى وقت كبير لإعداد رؤية يمكن تطبيقها، مضيفاً، “ولكنى أعتقد أن الأحزاب ليس لديها القدرة على ذلك”.
حزب التجمع يجب تشكيل كيان ثابت لمواجهة الإرهاب على غرار جبهة الإنقاذ
من جانبه، قال مجدى شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، إن الحزب شارك فى مؤتمر حزب الوفد ضد الإرهاب، وسيكون متواجدا فى أى عمل مشترك بين القوى المدنية لمواجهة الإرهاب ودعم الدولة والقوات المسلحة فى حربهم على التنظيمات الإرهابية.
وأكد الأمين العام لحزب التجمع،ضرورة تكوين كيان ثابت للقوى المدنية لدعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب، على غرار “جبهة الإنقاذ الوطنى”، التى تشكلت لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وأن يتم التنسيق فى تنظيم مؤتمرات وندوات جماهيرية، ونشر التوعية بين المواطنين.
الحركة الوطنية: مؤتمر “مصر ضد الإرهاب” استكمال لمبادرة حزب الوفد
وفى السياق ذاته، قال المستشار يحيى قدرى، النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية، إن مؤتمر “مصر ضد الإرهاب”، هدفه إبداء التوصيات من المشاركين للخروج بخطة حقيقية مدروسة لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن هذا المؤتمر استكمال وإثراء لمؤتمر حزب الوفد، وليس هدفه وضع تميز لحزب عن آخر.
وأضاف النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية، أن تعدد الدعوات لمؤتمرات تواجه الإرهاب تثرى الفكرة ولا تضعفها، مؤكدا أن آراء السياسيين الذى يتهمون الأحزاب باستغلال الحدث للدعاية الانتخابية المبكرة، يريدون الخروج من دائرة الدستور التى تقرر أن الديمقراطية هى الأحزاب، حسب تعبيره.