كتاب 11
مصر.. ميسي القارة السمراء
افريقيا.. نعم اخترت افريقيا نقطة ارتكاز للمقال فلا عجب في هذا لاسيما ان مصر اصبحت تتعامل مع ملفات القارة السمراء بإهتمام بالغ وبقلب يحمل الود والحب والخير وعقل ذكي يتحرك بخطوات محسوبة.. فمن لقاء هنا إلى زيارة هناك .
ومن اشادة هنا إلى نجاح هناك استعادت المحروسة العلاقات الطيبة مع دول أفريقيا بل كان لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية كلمة السر في الدخول من خلال اتفاقيات إلى مرحلة التكامل الامر الذي يجعلنا كما اتوقع ان نصبح “ميسي” – لاعب كرة القدم الابرز عالميا – فك شفرات قضايا وازمات القارة السمراء ان استمرت سياسة الانفتاح وتعزيز التعاون مع الدول الافريقية في كافة الأصعدة ونحن فعليا نمتلك خطوط اتصال واسعة ومفتوحة مع قيادات القارة ونحفظ تماما ملفاتها وهذا يجعلنا الاجدر على قيادة الاشقاء الافارقة.
وتحقيقا على أرض الواقع لقدرة ابناء المحروسة على التفاعل الايجابي وقيادة قطار افريقيا السريع شهدت مدينة شرم الشيخ منذ اسبوع مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية الـ26 من الشرق والجنوب الأفريقي فضلا عن مشاركة عدد من رؤساء المنظمات الدولية من بينها منظمة التجارة العالمية والاتحاد الأفريقي والأونكتاد واللجنة الاقتصادية لأفريقيا بالأمم المتحدة والبنك الأفريقي للتنمية وتم الاتفاق على منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء في التجمعات الثلاث – الكوميسا والسادك وتجمع دول شرق أفريقيا – بهدف خفض التعريفة الجمركية بين هذه الدول وتحقيق التكامل الاقتصادي الكامل والاستفادة من الموارد الافريقية الهائلة والعظيمة التي تستغلها الدول الكبيرة لصالحها.. وحاليا يتواجد في جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للمشاركة فى قمة النيباد والقمة الأفريقية التى تعقد دورتها الخامسة والعشرين تحت شعار ” تمكين المرأة ” وذلك نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.. اذن حبال الود والمحبة والاحترام والتعاون المثمر الايجابي موجودة وممتدة.
فعليا تستحق القارة السمراء التحول الجديد في سياسة جمهورية مصر العربية الخارجية نحو إفريقيا تبعا لمقتضيات الأمن القومي وتأمين منابع النيل ومواجهة الإرهاب خارج الحدود واستقطاب الاستثمارات وغيرها من الاسباب وهذا كان واضح منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم مصر وباعتباره رجل عسكري كان يعلم ان القارة السمراء تعد عمق استراتيجي كبير لمصر لذا خلال الاشهر الستة مثلا التي تلت التنصيب، التقى الرئيس ب 12 رئيس دولة إفريقية وتواصلت الزيارات المتبادلة بين وفود رسمية وشعبية بين القاهرة مع العواصم الإفريقية، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما كما توالت المشروعات المشتركة بين الجانبين، واتجهت مصر بكل قوتها إلى دول القارة السمراء حتى إستعادت عضوية الإتحاد الأفريقى، وإستعادت الدور المصرى.
نعم عادت مصر الرسمية بقوة لأفريقيا واكتسبت العلاقات زخمًا كبيرًا لكن هل نرى عودة على المستوى الشعبي قريبا ؟ انتظر الاجابة من واقع سجل زيارات رجالات الاعمال، واهل القوة الناعمة من فن وادب وغيرهم من أصحاب المهن التي يعتبر عملهم جسر صداقة ورمز استعادة الدور الذي كان مفقود.. ارجوكم ساعدوا مصر لتصبح “ميسي” القارة السمراء.