تحقيقات
زيارة السيسي إلى ألمانيا والمجر .. ما بين الطموحات والتحديات
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى العاصمة الألمانية برلين، ثم يتجه منها إلى المجر، فى زيارة تستمر حتى السادس من يونيو الجارى، تلك الزيارة التى
أحاطتها المخاوف والقلاقل من قبل أن تبدأ.
حيث سبقها قرار محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى لفضيلة المفتى، وحددت المحكمة للنطق بالحكم موعدا، يسبق زيارة السيسى لألمانيا ب24 ساعة، وبين الحدثين كانت تصريحات رئيس البرلمان الألمانى التى هاجمت مصر بسبب الحكم، حتى أنه أبدى عدم إرتياحه لإستقبال السيسى، وردت الخارجية المصرية ردا صارما، كاد يؤدى إلى إلغاء الزيارة.
فى البداية قال الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن زيارة السيسى لألمانيا والمجر فى رحلة واحدة، مؤشر يدل على عمق رؤيته وتفهمه لأبعاد العلاقات الدولية، على الصعيدين الإقتصادى والسياسى.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن ألمانيا والمجر مرتبطين ببعضهما البعض إقتصاديا، وغالبية الصناعات الألمانية المتطورة متوطنة فى المجر، ومن ثم فتعاقد مصر مع الكيانات المجرية التى تعمل بتكنولوجيا ألمانية، سيكون أسهل وأرخص وبشروط أيسر.
ولفت عودة إلى أن العلاقات المصرية مع ألمانيا كانت متوترة لفترات؛ لأن مصر بشكل عام، ترتبط بدول أوروبا اللاتينية مثل اليونان وقبرص وإيطاليا، بعلاقات أقوى من علاقاتها مع دول الجناح الإنجلوساكسونى، وفى مقدمتها ألمانيا وبريطانيا.
وعن أسباب التوتر فى العلاقات مع ألمانيا حاليا قال عودة، إن العلاقات الألمانية التركية قوية جدا، لكن الأهم هو عدم وضوح المسار السياسى لمصر، من وجهة نظر الألمان.
مشيرا إلى أن إتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، تبدأ بالجانب السياسى المتعلق بالحقوق السياسية والمدنية والحريات، قبل الجانب الإقتصادى، مشددا على أن رئيس البرلمان الألمانى لم يعترض بسبب الحكم بإحالة أوراق مرسى للمفتى، كما يتردد فى الإعلام، ولكن الرجل قال إن هناك عدم وضوح فى تصوره للهياكل السياسية والحقوقية فى مصر، وهو ما يسمى فى العلوم السياسية بعدم وضوح المسار السياسى.
وأكد عودة على أن إيضاح تلك الصورة هو الهدف الأهم من زيارة السيسى لبرلين، فى هذا التوقيت، و هو أيضا التحدى الأبرز الذى يواجهه.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية، إنه كان لابد أن يذهب الرئيس السيسى لألمانيا؛ لأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وجهت إليه الدعوة، لافتا إلى أن ألمانيا هى الرمز الإقتصادى للإتحاد الأوروبى، وهى التى تمول 75 فى المئة من ميزانيته، وكما زار السيسى فرنسا بوصفها الرمز السياسى لأوروبا، كان من الأهمية أن يزور ألمانيا كرمزإقتصادى له دور عالمى.
وأضاف اللاوندى أن الرئيس السيسى فى كلمته أمام مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادى، أشاد بالتجربة الألمانية المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا، ومن ثم فالهدف الأساسى للزيارة هو تنمية التعاون بين البلدين إقتصاديا وسياسيا، وأن تستفيد مصر من تلك التجربة الرائدة، وتجلب إستثمارات ألمانية، للمناطق الصناعية المصرية خاصة المحيطة بمحور قناة السويس، الذى إقتربنا من إفتتاحه.
وعن أبرز التحديات التى تواجه زيارة الرئيس قال خبير العلاقات الدولية أن تصريحات رئيس البرلمان الألمانى تعبر عن رأيه الشخصى كمواطن، وليس عن رأى البرلمان؛ لأنه لم يطرح الأمر للتصويت أساسا، أما التحدى الثانى فهو الجالية التركية الضخمة الموجودة فى تركيا، وعلاقاتها مع الإخوان فى ألمانيا وكذلك مع المتعاطفين معهم.
وأخيرا أشار اللاوندى إلى أن التحدى الثالث هو اللوبى اليهودى المقيم فى ألمانيا، والذى من الممكن أن يلعب دورا فى تعبئة الأجواء ضد السيسى .