مصر الكبرى
تفاصيل خطة الإخوان لضرب المعارضة المصرية
تمر العاصمة المصرية القاهرة بموجة من الاتهامات لحركة الإخوان المسلمين تتضمن أن الرئاسة المصرية أصبحت ضمن مسؤوليات مكتب الإرشاد العام لجماعة الإخوان المسلمين وأن المكتب يتعامل مع الرئاسة باعتبارها أحد فروع الجماعة، بل إن القرارات التي تصدر عن مكتب الإرشاد وما يسمى بلجنة الخطة يتم تمريرها للقصر الرئاسي والرئيس مرسي الذي يعتمدها للتنفيذ دون مراجعة. وأشارت قراءة للأحداث الأخيرة في مصر، حصلت "العرب " عليها من أحد الأحزاب المصرية، إلى أن قياديين مؤثرين في قرارات الرئيس مرسي يتعاملون مع القصر الرئاسي كأحد مكاتبهم الخاصة ومنهم خيرت الشاطر نائب المرشد العام، ومحي حامد السيد عضو مكتب الإرشاد ومستشار الرئيس مرسي وعضو جهاز التخطيط العالمي في جماعة الإخوان الذي يملك تأثيرا قويا على الرئيس، ومحمد ابراهيم عضو مكتب الإرشاد وضياء فرحات عضو لجنة الخطة التابعة لجماعة الإخوان. وأشارت قراءة الحزب المصري إلى أن خيرت الشاطر اتصل بالسفيرة الأميركية بمصر آن باترسون وطلب منها معلومات وتفصيلا عن الموقف الأميركي من الأزمة الدستورية وحالات التصعيد والتظاهرات. وأشارت القراءة إلى شكوك الشاطر في أن الموقف الأميركي من الإخوان تغير وأن لدى الأمريكان معلومات موثقة عمن يحرك الشارع المصري ضد الإخوان ولا يريدون إحاطة الإخوان علما بها. وأضافت القراءة أن الشاطر ومن ورائه الإخوان المسلمون ومكتب الإرشاد يريدون معرفة آليات تحديد الموقف في الشارع المصري لدى الإدارة الأميركية وما يمكن أن يقدمه الأميركيون لمساعدة الإخوان ورؤيتهم لمستقبل الأمور في ظل المعلومات المتوفرة لديهم. وأشارت الدراسة إلى أن عضو مكتب الإرشاد محمد إبراهيم يتولى إدارة المعلومات الأمنية والمراقبة اليومية للشارع المصري وذلك عبر جهاز الطلاب في الجماعة. لكنه دائما يؤكد أن هناك نقاط ضعف ضخمة في عمل الجماعة منها القصور الإعلامي الكبير ومزاحمة السلفيين للإخوان في المساجد التي تستعمل كمراكز تجنيد وتحشيد، وكذلك موقف القطاعات الكبيرة المساندة للمرأة الذي يرى في الإخوان عدوا لحقوق المرأة، وأيضا تناقص سيطرة الإخوان المسلمين على الجامعات. وكشفت القراءة عن أن الإخوان يستعدون لهجمة منظمة على المعارضة بغية إرباكها ودفعها إلى ترك الشارع حتى ينجح الرئيس محمد مرسي في تنفيذ خطط الجماعة بالهيمنة على مختلف المؤسسات، وأن الإخوان بنوا خطة تفصيلية تضم عددا كبيرا من النقاط لإرباك المعارضة، وبينها الهجوم على الشخصيات البارزة التي يستقطب خطابها الشارع. وسيكون محمد البرادعي الشخص الأول على رأس القائمة المستهدفة، وتركز الخطة على اقتطاع أجزاء من تصريحات له وترتيبها بشكل يجعل منه شخصية "صهيونية"، والزعم بأنه كان عضوا في جمعيات أميركية تابعة للوبي الصهيوني. بالإضافة إلى النبش في ملف وكالة الطاقة النووية الدولية التي كان يرأسها، وتضخيم دوره في اتهام العراق بامتلاك أسلحة كيمياوية، وفي محاصرة النووي الإيراني، يضاف إلى ذلك تحريف ترجمة مقاله الأخير إلى صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية، والزعم بتأكيده على علاقات وثيقة بالفلول. وأضافت القراءة أن الخطة الإخوانية جاءت بعد استفتاء أجراه مكتب الإرشاد حول أداء الرئيس مرسي كشف عن تراجع كبير لشعبيته، وهو ما يهدد بأن تكون نسبة الإقبال على الاستفتاء ضعيفة جدا، في مقابل ارتفاع واضح لنسبة المستجوبين الغاضبين من قرارات مرسي وخاصة الإعلان الدستوري. وأكدت أن مكتب الإرشاد أصيب بالصدمة بسبب ارتفاع نسبة التعاطف مع المعارضة خاصة من الفئات الشبابية، ولهذا اتخذ قرارا بالهجوم المفاجئ والمركز على المعارضة، وكذلك الإعلان عن قرارات نوعية يستعيد من خلالها ثقة الشارع. وفقد الإخوان تعاطف فئات كثيرة من الشارع المصري بعد تكاثر أخطائهم، فقد خسرت الجماعة خمسة ملايين صوت بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية. من جهة أخرى، تنبني الخطة الإخوانية على ما أسمته القراءة "إرباك الفلول " بفتح ملفات قضائية سريعة ضد رجال الأعمال الذين جاهروا بعدائهم للتنظيم، والنبش في ملفاتهم مع الضرائب والبنوك وعلاقتهم بالحزب الوطني المنحل، والتسهيلات التي حصلوا عليها بفضل ذلك، مع تضخيم إعلامي لجهود الحكومة بخصوص استرداد الأموال المهربة إلى الخارج وتسويقها كحل لأزمة الاقتصاد. وفي سياق التشهير بالمعارضين، تقترح الخطة على رموز الجماعة تكثيف الحضور الإعلامي في الفضاءات المختلفة والتركيز على مهاجمة الإعلاميين المناهضين لسياسات التنظيم، ونشر كل ما له صلة بعلاقاتهم برجال الأعمال و "فلول" مبارك، بغية تخويف مختلف وسائل الإعلام لتكون إلى جانب الجماعة أو تلازم الصمت. يشار إلى أن مجموعات إسلامية تعتصم منذ أسبوع أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وتمارس ترهيبا على الإعلاميين والفنانين، وتطلق فتاوى التكفير والتشويه، ما أحدث حالة خوف لدى هؤلاء على مستقبل حرية الإبداع والرأي. وبالتوازي مع محاولة شيطنة المعارضين والإعلاميين المناوئين، فإن الخطة تدعو إلى استثمار الحضور الإعلامي المركز للرد على الاتهامات التي توجه للجماعة والإكثار من الحديث عن المؤامرة الداخلية والخارجية وذكر معطيات وأسماء ولقاءات حتى لو كانت افتراضية لإقناع المشاهدين. يضاف إلى ذلك مهمة تبرير مختلف القرارات التي اتخذها الرئيس الإخواني محمد مرسي في الفترة الأخيرة، ومزايا الدستور الجديد، وأن المعارضة تقف ضدها لا لشيء سوى لأنها تكره الإخوان. أخطر رجال الظل في قيادة الإخوان *خيرت الشاطر نائب المرشد العام، مكلف بالعلاقات الخارجية خاصة مع واشنطن، العقل الاستثماري والمالي للجماعة *محي حامد السيد عضو مكتب الإرشاد، ومستشار الرئيس مرسي وعضو جهاز التخطيط العالمي، ويملك تأثيرا قويا على الرئيس *محمد ابراهيم عضو مكتب الإرشاد، يتولى إدارة المعلومات الأمنية والمراقبة اليومية للشارع المصري