كتاب 11
ابن مين في مصر ؟!
فارق كبير بين وصف الواقع المرير بكل تفاصيله ومعتقداتة وممارساته,وبين التمسك بوصف الواقع بعد وضع مساحيق ،التجميل ووضعه في اطار من القيم الرائعة التي تعمل علي ستر العورة ودرء الشبهه..نعم نحن نتعامل مع عدد هائل من ،مشكلاتنا بهذا المنطق كمن يحترف وضع راسة في الرمال ليتجنب النقد ويرضخ للواقع الذي احترف التعامل معه بميزانه المقلوب .
اقول ذلك علي هدي من تصريحات اثارت الراي العام المصري صرح بها السيد وزير العدل السابق المستشار محفوظ ،صابر في احد البرامج بعد اصرار من المذيع السائل علي سؤال حرج خاص بامكانية تعيين اولاد عمال النظافة في السلك ،القضائي ! ياللعجب من السؤال المستفز والمستنفر وياللعجب من الاجابة الاكثر استفزازا للمشاعر العامة في وطن مازال ،يتنفس مفاهيم ثورة يوليو ويترنم بقيم ثورة يناير ويتستر بعنفوان ثورة يونيو …بعد عقود من التمييز واقتصار المؤهلات اللازمة لشغل اي وظيفة (حسب قيمتها ومكانتها وترتيبها في سلم التطور البشري) علي اهم مؤهل وهو –انت ابن مين ؟وعيلتك اية ؟وواسطتك اية ؟وهكذا صارت المؤهلات التي تعمل للاسف علي تشغيل من لا يملك في المكان الذي لا يستحق …صرنا علي ذلك العرف حتي اصبح قانونا خفيا خافتا ينظم تعاملاتنا وتنتظم به حياتنا دون شكوي او امتعاض الا صوت الم خافت يضيع في اصوات الزحام من شاب مكلوم فقد املا لاجتهادة وصبرا في متاهات البحث عن وظيفة تليق بمشاق الاجتهاد والمثابرة و مكانا ينتشله من طبقة ويسكنة في طبثة اجتماعية اخري لم تكن ابدا حكرا علي من يعتلوها في كل المجالات —فالحراك الاجتماعي الصاعد شكل دائما طوق النجاة لكل مجتهد في هذا البلد حتي ان رؤساء مصر جميعا –دون استثناء لم يولدوا وفي افواههم ملاعق ذهبية ولدوا وعاشوا وتربو في اسر تنتمي للشعب المقهور لاسر متوسطة او عادية حتي اانا لم نسمع عن الرئيس فلان ابن فلان من العيلة الفلانية –لم نسمع بهذا –
في لحظات التقفت وسائل التواصل الاجتماعي هذا التصريح الذي حرك جبلا جاثما علي صدور المصريين وفي لحظات انقلب الراي العام في ثورة كامنة لا تجد متنفسا لها الا علي صفحات الفيس بوك والتويتر –وفي لحظات استجابت واستشعرت السلطة هذا النبض وتمت المعالجة السريعة —- ولا اجد امامي الان الا خياران فالاول في حالة استقالة الوزير فشكرا له علي استشعارة الحرج وشكرا علي جراته وحسمه –والخيار الثاني في حالة اقالة الوزير في هذه الحالة شكرا للرئيس السيسي ابن الطبقة الكادحة في مصر…..