آراء حرة
09:27 مساءً EET
محمد حمادى يكتب:مسلمين الروهينغا ..يا عرب
ثارت حالة من القلق على المستوى الدولي بسبب محنة آلاف المهاجرين من ميانمار الذين يسود اعتقاد بأنهم عالقون قبالة سواحل تايلاند وماليزيا دون أن يكون لديهم ما يكفي من الطعام والماء.
فقد أبعدت إندونيسيا وماليزيا وتايلاند قوارب المهاجرين التي تحمل أشخاصا غالبيتهم من أقلية الروهينغا المسلمة.
ويقول المهاجرون إنه ليس بوسعهم العودة إلى ميانمار، المعروفة كذلك باسم بورما، حيث لا يُعترف بهم كمواطنين هناك كما أنهم يتعرضون للاضطهاد بصفة منتظمة.
“هناك سبب واحد فقط”، حسبما قالت كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا والمقيمة في بانكوك.
وأوضحت ليوا قائلة “المسلمون في ولاية راخين الغربية يواجهون قمعا مفرطا بحيث يشعرون أن لا خيار أمامهم سوى الرحيل – (وهو ما يكون) في العديد من الحالات بأي وسيلة ضرورية.”
ويرجع التمييز إلى استقلال بورما عن بريطانيا، بحسب مراقبين، لكنه ينتشر بصفة خاصة في راخين حيث يقول نحو مليون من الروهينغا إنهم يواجهون عداوة شديدة من الأغلبية البوذية.
ويقولون إنهم ضحايا سياسة رسمية من الفصل دفعتهم للعيش على هامش منطقة فقيرة أصلا.
بالمقابل، دأبت الحكومات المتعاقبة في ميانمار – ومنها ذات العقلية الإصلاحية في السنوات القليلة الماضية – على القول إن مسلمي الروهينغا ليسوا جماعة عرقية فعليا، وأنهم في واقع الأمر مهاجرون بنغال يعتبرون بمثابة أحد آثار عهد الاستعمار المثيرة للخلاف.
ونتيجة لهذا، لا يدرجهم دستور ميانمار ضمن جماعات السكان الأصليين الذين من حقهم الحصول على المواطنة.
وتصنف الأمم المتحدة الروهينغا باعتبارهم أقلية دينية ولغوية غربي ميانمار، وتقول إنهم من بين أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، ركب أكثر من 120 ألفا من الروهينغا قوارب في محاولة للهرب إلى دول أخرى، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ولأن كثيرين منهم لم ينجحوا في العثور على دولة مستعدة لاستقبالهم، أصبحوا في الواقع موضع صد ورد في أنحاء جنوب شرقي آسيا دون أن يعثروا على موطن دائم وانهم غير مرحب بهم على الإطلاق”، بحسب كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا.
السؤال هو هل يمكن حل مشكلة الروهينغا؟
“ليس حتى يضغط المجتمع الدولي على ميانمار من أجل تحسين حياة أقلية الروهينغا.. لأن بورما في نهاية المطاف هي الوحيدة القادرة على حل المشكلة.”، بحسب كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا.
ويشير منتقدون إلى أن ما يحدث الآن هو بعدة طرق نتيجة لإخفاق دول جنوب شرقي آسيا في التحرك على نحو حاسم. ويرى المنتقدون أن هذه الدول ظلت طيلة سنوات تتجاهل بهدوء محنة الروهينغا، وكنتيجة لهذا تجد هذه الدول نفسها الآن محاطة بأزمة إنسانية تزداد وطأة.
بالإضافة إلى هذا، يقول المنتقدون إن هذه الدول امتنعت عن مناقشة الأمر في مؤتمرات إقليمية خوفا من إثارة استياء ميانمار.