فن
رحيل ملك موسيقى البلوز الامريكى «بي بي كينغ»
وسط تهافت نجوم عالم الموسيقى على إعلان أسفهم وتعازيهم، تأكد نبأ وفاة أسطورة موسيقى البلوز الأميركية بي بي كينغ لدى نشر تدوينة على صفحة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي اليوم (الجمعة) مرتبطة بابنته كلوديت، ما أثار صدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخسارة علم موسيقي وتسارع الناس للإشادة بفنه وموهبته.
وأفادت التقارير بأن بي بي كينغ قد توفي في لاس فيغاس عن عمر يناهز 89 عاما.
ودخل كينغ إلى المستشفى في أبريل (نيسان) وقضى بها أياما قليلة بعد إصابته بالجفاف الناتج عن النوع الثاني من السكري. وذكر كينغ في مايو (أيار) في تعليق على «فيسبوك» أنه يخضع للرعاية الصحية المنزلية.
وانهمكت وسائل الإعلام بتغطية خبر وفاة كينغ ونعيه، حيث عنونت صحيفة «الغارديان» البريطانية خبر رحيله بـ«وي أُل هاف ذا بلوز» أي كلنا حزينون. وكتبت شبكة «سي إن إن» على موقعها «صبي البلوز في شارع بيل يرحل عنا»، وأما مجلة «رولينغ ستون» العريقة المعنية بالموسيقى فكتبت في ذكراه «من الصعب تخيل عالم بلا بي بي كينغ»، وأكد موقع «موثير جونز» على ذلك بعنونة خبره «الحماس اختفى.. ارقد بسلام يا بي بي».
من جانبهم، تسارع نجوم عالم الغناء والمشاهير برثاء وتذكر ملك موسيقى البلوز، فوفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقال المغني والشاعر البريطاني إيريك كلابتون «أشكرك يا بي بي لدعمك لي، ولن أنسى أوقاتنا سويا وستظل علما في عالم البلوز». وغردت المغنية الأميركية الشهيرة غلاديس نايت «كنت رجلا عظيما ولن ننساك للأبد، فقد ألهمت ملايين الناس حول العالم». ودعا الممثل الأميركي الشهير سامويل جاكسون متابعيه على «تويتر» إلى سماع أغاني كينغ اليوم لإحياء ذكراه.
ونقل كينغ خلال مراحل مهنته موسيقاه من مجرد مقطوعات ووصلات في الحانات الريفية لتصبح فنا سائدا شكل إلهاما لجيل من عازفي الغيتار مثل إريك كلابتون وستيف راي فوجان.
يذكر أن رايلي بي كينغ المشهور باسم بي بي كينغ ولد في 16 سبتمبر (أيلول) عام 1925. واقتنى أول غيتار في حياته حين كان في الخامسة عشرة من عمره، وبحلول أواسط الأربعينات من القرن الماضي، انتقل إلى ممفيس، ليتدرب على يد ابن عمه عازف الغيتار في موسيقى البلوز بوكا وايت. وسرعان ما ابتدع كينغ أسلوبه الخاص في العزف على الغيتار، مبتكرا نغما متهدجا لم يسبقه إليه أحد، إذ استحوذ على المستمعين، الذين كانوا يميزونه فور سماعه.
وبعد أن أتيحت له فرصة المشاركة لمدة عشر دقائق في برنامج إذاعي محلي، أطلق عليه اسم صبي البلوز في شارع بيل، وهو اللقب الذي اختصر ليصبح «بي بي».
وعلى مدار مسيرته الفنية، أصدر كينغ ما يزيد على عشرة ألبومات دمج فيها موسيقى البلوز مع البوب والروك.
وتحدث كينغ في سيرته الذاتية «بلوز أول أراوند مي» عن النظرة الدونية إلى موسيقى البلوز مقارنة بالروك والجاز. وأضاف: «في الوقت الذي كانت فيه حركة الحقوق المدنية تكافح من أجل كسب الاحترام للسود كنت أشعر أنني أكافح من أجل كسب الاحترام للبلوز».
وفي عام 2003 صنفت مجلة «رولينغ ستون» ملك البلوز في المرتبة الثالثة بين أعظم مائة عازف غيتار على الإطلاق بعد هندريكس ودواين أولمان.
وفاز كينغ في حياته الفنية بجائزة غرامي 14 مرة، وأدرج اسمه عام 1984 في قاعة مشاهير مؤسسة البلوز، في حين أدرج عام 1987 في قاعة مشاهير الروك آند رول، وجرى التصديق رسميا على شهرته، عندما احتفى الرئيسان الأميركيان بيل كلينتون، وجورج بوش، بإنجازاته في حفل تكريم خاص في مركز كيندي.
وسيرتبط اسمه إلى الأبد بنوع من آلات الغيتار من نوع بلاك جيبسون التي أطلق عليها اسم «لوسيل»، ولم تكن تفارقه.