آراء حرة

04:33 صباحًا EET

محمد العطار يكتب : المعنى السياسي والحضاري لتحركات مصر فى حوض المتوسط.

*- أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب مباحثاته اول أمس مع فيللبى السادس ملك إسبانيا ،أن مصر تسابق الزمن لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وتراثه الثقافي يوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق حرية واستقرارا وعدالة اجتماعية.

مشيرا الى أن البحر المتوسط يجب أن يبقي رمزا للحضارات، وليس مقبرة لابتلاع أرواح الناس ،وان التقارب بين الشعوب صاحبة الحضارات في وقت الخطر هو رسالة للعالم بأسره أن هناك ما يجب أن نقف جميعا دفاعا عنه، ألا وهو الموروث الإنساني والحضاري المشترك.


أن خيارات مصر لبناء علاقات خارجية جديدة تقوم علي المصالح المشتركة وبناء السلام في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط .وكانت تحركات الرئيس السيسى الاخيرة في هذا الاتجاه ،حيث تحتل اسبانيا واليونان وقبرص مكانة متقدمة في تطوير تلك العلاقات والزيارات الرئاسية، والقمم الثلاثية التي جرت مؤخرا تعكس رغبة في تطوير العلاقات إلي مستويات مختلفة. كما أن هناك استجابات متبادلة بين القاهرة وعدد من الدول الأوروبية المحورية مثل إسبانيا وإيطاليا، تقوم علي الشعور بوجود تهديدات حقيقية للمصالح القومية، ومخاطر متصاعدة تعبث بأمن المنطقة، ولم تعد قنوات الدبلوماسية العادية أو التجمعات الإقليمية، التي لم تحقق الكثير رغم الاجتماعات الكثيرة التي حفلت بها الأجندات الرئاسية والوزارية العربية والأوروبية في السنوات الأخيرة، مناسبة في مواجهة كل ما يجري من عنف وإرهاب وهجرة غير شرعية تؤرق مضاجع الجميع .
*- ويقول الخبراء : يخطئ البعض عندما يحسبون علاقات مصر بدول الجوار الأوروبي على أساس المصلحة الاقتصادية وحدها، فاليوم تتشابك المصالح والتهديدات، وأصبح من الضروري للقيادة المصرية أن تبحث ـ مثل غيرها ـ عن أصدقاء وشركاء يمثلون رصيدا حقيقيا للعمل المشترك فى حوض المتوسط بعد أن ضربت جماعات الإرهاب شرقه، وغدت شواطئه الجنوبية مرتعا لعصابات الاتجار بالبشر، وبعد أن تمكنت جماعات إرهابية من الوصول إلى تلك الشواطئ فى ظل موجة مريبة تهدف فى المقام الأول إلى زعزعة استقرار المنطقة، وتوصيل رسائل للقارة الأوروبية من أجل الاعتراف بتلك التنظيمات الإرهابية التي خرجت جميعها من عباءة واحدة كما نعرف وكما علمتنا التجربة فى السنوات الأخيرة..

*- ويرى المحللون: أن تطوير علاقات خاصة للسياسة الخارجية المشتركة والأمن السياسي للاتحاد الأوروبي تجاه دول البحر المتوسط مسألة ضرورية وتحمل أهمية خاصة، وهو ما يسهم فى تحسين قدرة الأوروبيين على العمل بجدية لتطوير سياسة الجوار التى اعتمدها الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من عشر سنوات ولم تحقق الكثير، رغم كل ما جرى فى مياه المتوسط من تطورات مقلقة. كما أن العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تحالف الشعوب والحضارات فى مواجهة التطرف والكراهية التى تمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، مع ما يمثله من تهديد لأسس وقيم الحضارة الإنسانية.ومن هنا نجد إن العلاقات التى تجمع بين مصر ودول حوض المتوسط فى مجالات الثقافة والتعليم توفر أساسا متينا لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية وإقامة شراكة تجارية حقيقية .

التعليقات