مصر الكبرى
خدعة المأزق.. ولعبة اختيارالمنافس
ما ان اعلنت نتائج الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة المصرية بشكل غير رسمى، وكنت قد وصفتها فى مقال سابق بانها " انتخابات مضروبة "، حتى بدأت ولولة الكثيرين من ابناء الشعب المصرى خاصة ممن قاطعوا الانتخابات أصلا معتبرين وصول شفيق لجولة الإعادة كارثة ومع رفضهم لمحمد مرسى تصبح مأذقا ! وهكذا يضعون القوى المتأرجحة فى حيرة جديدة ما بين اختيارين احلاهما مر ، ولكن علينا ان نعيد قراءة المشهد الانتخابى ونتائجه بهدوء واضعين فى اعتبارنا اننا امام لعبة سياسية يديرها محترفون وليس كما يبدو على السطح من انها عملية عشوائية ،
اطراف اللعبة واضحة أمامنا، الطرف الاول المجلس العسكرى والذى أخطأ الكثيرون فى تقدير وفهم موقفه الحقيقى بعد كل ما خاضه من تجارب على مدى العام ونصف الماضيين فحدد هدفه بدقة وهو باختصار إدارة عملية انتخابية نزيهة وحرة لا يساند فيها احد ولا يقدم لها مرشح ظاهر او خفى لانه لا مصلحة له فى ذلك بعد ادراكه انه لا عودة للخلف ولا مجال لاستمرار النظام وأيضاً ضمانه لمكانة القوات المسلحة تحت كل الظروف يبقى ان ينهى المرحلة الاستثنائية بتسليم مشرف للسلطة يذكر له ويزيل الاثار السلبية لادائه المضطرب خلال إدارة البلاد بل وتتيح له تكريما لائقا وهذا عكس ما يعتقد او يدعى او يتمنى البعض ، الطرف الثانى فى اللعبة قوى الثورة المضادة وهى اكبر كثيرا مما نتصور فهى ليست فقط فلول النظام من الفاسدين من رجال الاعمال او من رموز الوطنى المستفيدة ولكنها تشمل قطاعا كبيرا من رجال الادارة والبيروقراطية الفاسدة والمرتشية التى ترى فى تغيير النظام كارثة على حياتها ومصادرها فهم يعيشون على منظومة فساد متشعبة وطفيلية وتلك القوى تدرك انها تخوض معركتها الاخيرة فحشدت كل قواها واستخدمت كل وسائلها بعد ان اختارت شفيق ليكون رجلها وتفضيله عن موسى وبالطبع من هذه القوى عناصر من الجهاز الادارى والامنى للدولة ولكنها كانت تعمل بدوافعها وليس فى اطار ممنهج وهو ما ذاد الشكوك حول تصرفاتها وألقى بالشبهات على السلطة التى كان عليها ان تتدخل بحسم لمنع ذلك على أى الأحوال كان ذلك اقصى ما تملكه قوى الثورة المضادة واعتقد ان النتيجة لمرشحها جاءت اقل من طموحاتها وبتعبير آخر .. جابت آخر ما عندها.. وهو الخمسة ملايين صوت اى٢٤٪ من الناخبين المشاركين ولن يضاف اليها شيئ فى جولة الإعادة وربما سينتقص منها وهو الاحتمال الاكبر لتحول الفئات الانتهازية عنها بعد انخفاض احتمال الفوز واتجاهها معتزرة الى القوة صاحبة الفرصة الاكبر! الطرف الثالث هى القوى التى تضم التيارات المعارضة للإخوان او بالأصح  لاستحواز الاخوان على كل السلطات وهى تضم تيارات يسارية وناصرية ووسطية وإسلامية أيضاً وكلها منضوية تحت عباءة قوى الثورة والتغيير وذلك الطرف عن قصد او دون قصد انقسم ما بين مرشحين ابو الفتوح بزخمه كاسلامى وسطى مختلف مع الاخوان تنظيميا وليس منهجيا وحمدين الناصرى المتجدد نحو اليسار بتاريخه فى المعارضة وخطابه الشعبوى وهذا الطرف حاز على النسبة الاكبر من الأصوات ولكنها انقسمت ما بين المرشحين فضاعت فرصة كل منهما فى دخول جولة الإعادة الحاسمة وراحت الى شفيق بينما آجمالى ما حققه هذا الطرف اقترب من ٩ مليون صوت أى ما يقرب من ضعف اصوات شفيق أو مرسى ! الطرف الرابع لا مجال لتقييمه فى هذا السياق فهو لم يحقق شيئا ملموسا وكان ابرز منتسبيه عمرو موسى وسليم العوا وكلاهما تواجد ولكن لم يحقق شيئا لاسباب ربما نعود اليها وان كان موسي قد استحوز على عدد لا بأس به من الأصوات يمكن ان يكون اضافة لاى من مرشحيى الإعادة ومشكوك فى هذا لاحتمال عزوفهم عن التصويت والباقين لا يمكن حسابهم من وجهة القيمة التصويتية وليس الشخصية ، الطرف الاخير هو الاخوان الذين أدركوا متأخرا ضرورة عدم ترك الرئاسة للمجهول بالنسبة لهم فدفعوا بمرشح أيا كان وأدركوا آىضا انهم ذاهبون الى جولة اعادة ، فمن هو أكثر المرشحين مناسبة للإعادة معه؟ اعتقد ان هذا هو السؤال الذى كان يشغلهم؟ وسواء لعبوا دورا او ان الظروف وأخطاء الأطراف الأخرى هى التى خدمتهم وفى مقدمتها خطآن الاول انقسام القوى المنافسة لهم .. ولا اقول المعارضة.. ما بين ابو الفتوح وحمدين والثانى رهان وتبنى قوى الثورة المضادة لشفيق بدلا من موسى وكان الأخطر بالنسبة لهم ! والآن لا نملك الا القول ان الاخوان اختاروا من ينافسهم فى انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية ! ولكن علينا ان تكون لنا وقفة مع الاخوان .. قبل جولة الإعادة وليكن الامر المطروح فى تلك الوقفة هو .. الدستور نعم الدستووووووووور ونظام الحكم .. ونحن لسنا فى مأذق كما يحاول البعض ان يروجوا ومنافس الاخوان فى الإعادة ليس مفاجأة لهم .. وأفيقوا يرحمكم الله