عين ع الإعلام

07:07 مساءً EET

الزهار يكتب عن الخال عبدالرحمن‎

كتب الاعلامي محمد صلاح الزهار علي صفحته فيس بوك عن الخال عبد الرحمن الابنودي 

 
هدية الابنودي ! علي مدي السنوات العشر الماضية وكلما كان الخال عبد الرحمن الابنودي يتابع لي لقاء او مداخلة تلفزيونية كان يهاتفني تليفونيا ويداعبني ضاحكا ، ويقول : يا اخي انت اسود زيي ابقي البس بدل فاتحة، بلاش الغوامق دي .. ارد ضاحكا : ما عنديش يا خال ، مفيش فلوس هاتللي بدلتين ولا تلاته الوانها فاتحة زي ما انته عاوز ، وكان يضحك ويقول انشاء الله ابقي قابلني !
 
 
ومرت الايام وخلال السنوات الاخيرة انتقل الابنودي رغما عنه للاقامة في الاسماعيلية هربا من زيادة نسب تلوث الهواء، تلافيا للازمات الصدرية التي كانت تلاحقه بسبب ” العلة ” العويصة التي اصابت رئتيه ، كنا نتبادل المحادثات الهاتفية ولم تكن تخلو غالبية المكالمات بيننا من قصة البدل فاتحة اللون ، وكنت امازحه قائلا : انته روحت اسماعيلية عشان ما تجبليش البدل ، وكان يضحك ، ونتبادل القفشات .
 
 
وقبل اسابيع قليلة هاتفني الخال ، وكان جادا جدا هذه المرة علي غير عادته ، فوجئت به يقول : اسمع يا خال ، قولت : نعم ، قال : عم محمد الترزي عندي اهو ، خد معاك اهو كلموا ، انا قولتلوا يعملك بدلتين فاتحين اللون زي ما وعدتك ، فتعجبت وقلت : يا خال بدل ايه ده انا بأهزر معاك ، قال : اسمع بس ، خد عم محمد اهوه كلموا ، هايديك عنوان الورشة بتاعتوا في وسط البلد اتفق معاه وعدي عليه ياخد المقاس بتاعك ، ولم يترك لي فرصة لمراجعته ، وسمعت صوت عم محمد الترزي عبر الهاتف ، وقال : اهلا يا سعادة البيه ، ووصف عنوان ورشة تصنيع البدل وذكر مواعيد العمل بالورشة ، ثم اعاد السماعة للخال ، فوجئت به ولا يزال علي جديته غير المعهودة وقال : ياللا يا مولانا عدي بقي علي عم محمد ، هايعمللك بدلتين فاتحين مش تلاته وضحك بشدة !! .. ولم يدع لي فرصة لمراجعته وقال ربنا يكرمنا معاك يا مولانا سلم علي ولادك واغلق السماعه .
 
 
تأثرت جدا ، بعد ان وضعت السماعة ، ولم اشأ ان اذهب لعم محمد الترزي ، فقد كان الموضوع كله ومن اوله لاخره فكاهة وهزار، ولكن الخال اراد في النهاية ان يحوله الي هدية ايقنت الان انها كانت هدية وداع، لعلاقة وثيقة جدا دامت بين الخال وبيني علي مدي اكثر من عشرين عاما .
 
 
هدية مقبولة ياخال .. الي اللقاء

التعليقات