تحقيقات
هل حققت عاصفة الحزم اهدافها المرجوه منها … وماهى اهدفها الحقيقية ؟
يبدأ عند منتصف ليل، اليوم الأربعاء، عملية “إعادة الأمل ” لليمن، بعد أن أعلنت السلطات السعودية إنتهاء ضربة “عاصفة الحزم” العسكرية،
التى قادتها قوات المملكة بمشاركة مصر ودول خليجية أخرى ، ووجهت ضربات جوية وبحرية قصفت معاقل الحوثيين المتمردين فى اليمن، ليظهر العديد من التساؤلات عن أهم أهداف العملية وما تحقق منها؟، وما لم يتم إنجازه عسكريا وسيطرح على طاولة المفاوضات.
فى البداية قال اللواء حسام سويلم ، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا،إن “عاصفة الحزم ” كضربة جوية حققت نجاحات وأنجزت أهداف إستراتيجية هامة من بينها تكبيد الحوثيين خسائر فادحة، وأوقفت زحفهم وإنتشارهم فى اليمن، وأمنت حدود السعودية ودول الجوار، وأمنت مضيق باب المندب وموانئ مدخل البحر الأحمر.
وأشار سويلم إلى أن جماعة الحوثى كانت تتجه نحو تهديد تلك الحدود والتحرش بها ، من خلال السيطرة على شمال اليمن ليتخذوا منه تمركزا لهم، على غرار سيطرة حزب الله على جنوب لبنان ، حيث كانت إيران تحاول محاصرة السعودية والخليج من كل الإتجاهات، والتحرش بإمتداد الأمن القومى المصرى، عن طريق القوى الشيعية الموالية لها ، وهو ما أعلنه نائب الخومينى حين قال “أننا نطوى سجادة الخليج”.
وأكد الخبير العسكرى أن “عاصفة الحزم” أحبطت كل هذه المخططات، بما فيها مخطط إعادة تقسيم اليمن إلى شمال شيعى وجنوب سنى حيث سيطرت على عدن، حتى لايعلنها الجنوبيين عاصمة لدولة مستقلة.
وفى سياق متصل قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى ،أن ضربة “عاصفة الحزم ” كان لها هدفان، الأول عسكرى تم إنجازه بالفعل عن طريق ضرب قواعد الصواريخ المضادة للطائرات “سام”، التى إستولى عليها الحوثيون من الجيش اليمنى ، كما دمرت صواريخهم الباليستية “سكوت”،وضربت الطائرات على الأرض فى المطارات، لأن طائرات الحوثيين لم تطلع إلا طلعة جوية واحدة.
وأضاف مسلم أن الهدف الأخر سياسى ، وهو إعادة الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادى وحكومته لممارسة سلطاتهم؛ لأن أى صراع عسكرى لابد وأن ينتهى على مائدة المفاوضات، والذى أطال أمد الحرب هو إيران، حينما ظلت تمد الحوثيين بالذخيرة والمعونات، ولكن بعد قرار مجلس الأمن بفرض حصار يمنع تسليح الحوثيين والموالين لعبدالله صالح من ناحية، ونجاح “عاصفة الحزم” من ناحية أخرى ،ستجلس كل الأطراف على طاولة المفاوضات، وتقبل بالحل السياسى الذى تنحاز له مصر وأمريكا.
وتوقع الخبير العسكرى أن تعيد السعودية طرح مبادرتها ،التى كان المبعوث الدولى للأمم المتحدة جمال بن عمر على وشك تفعيلها قبل أن يستقيل، وكانت كل الأطراف قد وافقت عليها ماعدا الحوثيين ،الذين إتجهوا للتصعيد العسكرى، وردت عليهم قوات التحالف العربى بعاصفة الحزم.
وأخيرا أكد مسلم أن الهدف الأهم الذى حققته العملية ،هو كونها نواة لتشكيل القوة العربية المشتركة، وتلك الفكرة تم إختبارها، ونجحت على الأرض من خلال التحالف السعودى المصرى الخليجى، وحاليا يعقد أمين عام جامعة الدول العربية إجتماعات مع رؤساء أركان الجيوش العربية، لوضع أليات التشكيل الفعلى للقوة العربية المشتركة.