تحقيقات

08:38 صباحًا EET

المصريون القدماء أول من عرفوا “شم النسيم”

قال الباحث الأثرى أحمد عامر، إن الحضارة المصرية القديمة خلّفت الكثير من الأعياد التى تطابقت مع عصرنا الحالى مثل عيد الكريماس وعيد فيضان النيل الذى يُعرف حاليا باسم عيد وفاء النيل وعيد الحب وعيد شم النسيم.

ويرجع بدء احتفال الفراعنة بعيد “شم النسيم” رسمياً إلى عام 2700 ق.م أى فى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة “أون” وكانوا يحتفلون به فى عصر ما قبل الأسرات، ونجد أن عيد “شم النسيم”عادة ابتدعها الفراعنه، وبالفعل كان له اسم آخر فنجد أنه كلمة “شم النسيم” ترجع إلى الكلمة الفرعونية “شمو”، وهى كلمة هيروغليفية قديمة لها صورتان وهو عيد يرمز عند القدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون، وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة، وقد احتفل المصريين القدماء به فى هذه الفتره تحديداً لأنه يتم التوافق مع الحصادوقد أطلق عليه اسم “شم” من الفصل “شمو”،أما كلمة “نچم” بمعنى “طيب” أو “عطر” كرمز لتفتح الأزهار.

وأوضح الباحث أحمد عامر أن على مستوى الدين الإسلامى لا يوجد ما يسمى بعيد “شم النسيم” باعتبار أن المسلمين يحتفلون بعيدين هما “عيد الفطر”و”عيد الأضحى”، أما فى الدين المسيحى فقد جاء “عيد القيامة”موافقاً لاحتفال المصريين بعيدهم، فكان احتفال الأقباط بـ”عيد الفصح”أو”عيد القيامة” فى يوم الأحد ويليه مباشرةً عيد “شم النسيم”يوم الاثنين وذلك فى شهر “برمودة” من كل عام، وكلمة “فصح” أو “بصخ” تشير إلى النجاة ولا تزال تستخدم فى المسيحية عندما قام المسيحيون بذبح الخروف ورشوا دمه على ديارهم، كما أننا نجد أيضاً نجد أن فى الديانة اليهودية قد أخذ اليهود عن المصريين القدماء احتفالهم بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر فى عهد سيدنا “موسى” عليه السلام مواكبا لاحتفال المصريين بعيدهم، وقد اختار اليهود على حد زعمهم ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم، حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم، لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم، ويصف ذلك “سفر الخروج” من “العهد القديم” حيث أنهم : “طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهباً وثياباً، وأعطى الرب نعمة للشعب فى عيون المصريين حتى أعاروهم، فسلبوا المصريين”ومنذ ذلك اليوم فقد اتخذ اليهود ذلك اليوم عيداً لهم وجعلوه رأساً للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم “عيد الفصح” حيث أن كلمة “فصح” بالعبرية تشير إلى النجاة، ونجد أنه بعد ذلك أن “شم النسيم” أصبح عيداً لكل المصريين من المسلمين والمسيحين.

وتابع “عامر” أن المصريين القدماء كان احتفالهم مثلنا الآن وكانوا يأكلون الأسماك المقددة والمملحة والبيض والبصل والخس، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يقومون بحمل الأزهار وشمها وركوبهم القوارب المصنوعة من البردى والخروج وسط الأحراش من النباتية لممارسة صيد الأسماك والطيور، وكانوا يقومون بالتغنى حيث يقول”متع نفسك مادمت حيا ودع العطر على رأسك، والبس الكتان الجميل، ودلك يدك بالروائح الذكية المقدسة، وأكثر من المسرات، ولا تدع الأحزان تصل إلى قلبك”.

أما عن تناول المصريين القدماء للبيض فى أعياد شم النسيم قال أحمد عامر فيرجع السبب فى ذلك إلى أن المصريين القدماء اعتقدوا أنها تمثل البيضة الأزلية التى جاء منها الإله الأول الخالق بكلمة “سا” وتعنى “ابن” حيث أن البيضة ترمز للبعث والحياة الجديدة هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، أما عن سر تناول المصريين القدماء للبصل وتعليقه حول رقابهم وعلى أبواب ديارهم فيرجح هذا لرائحته النفاذة التى تفيق الغائب “الميت” من غيبوته “موته” وهذا يتربط بالبعث والانتصار على الموت ويتفق هذا مع عيد الإله “سوكر” وعيد “النتريت” يوم 29 كيهك فى الربيع، كما أنهم عرفوا الخس وتناولوه وكان يُعرف عندهم باسم”عبو” وهو رمز للجنس والإخصاب وكان يُعد رمزاً للإله “مين”، أما عن فكرة تلوين البيض بألوان مختلفة نجد أن هذا أيام الفراعنة كانت هذه العادة غير موجودة ولكن مع دخول المسيحية أصبح تلوين البيض أمراً أساسياً فمثلاً نجد أن اللون الأحمر على البيض يرمز إلى دم المسيح عليه السلام الذى سال من فوق الصليب،كما أننا نجد ألوان آخرى مثل اللون البنفسجي،اللون الأزرق،اللون البنى وغيرها من الألوان.

التعليقات