عرب وعالم
وزير خارجية عمان يكشف أسباب عدم المشاركة بـ”عاصفة الحزم”
صرح يوسف بن علوى ، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنه عمان ، أن هناك أسسا ارتكزت عليها السلطنة فى عدم المشاركة بـ(عاصفة الحزم)، موكدا أن هذه الأسس تقوم على أن الخلافات لا تحل إلا بالسلم ولا يوجد هناك داعٍ لاستخدام أسلوب آخر إلا بعد استكمال الحوار، كما أن السلطنة تدعو إلى السلم فلا يمكن أن تناقض نفسها وتشترك فى حملة عسكرية.
وأكد بن علوى خلال لقاء إذاعى بسلطنة عمان اليوم ، أن السلطنة لا تريد أن يكتب التاريخ عنها أنها اشتركت فى هذه الحرب، بالإضافة إلى وجود المشاعر الجياشة المشتركة بين المواطنين فى عمان واليمن والتى حالت دون مشاركة سلطنة عمان فى هذه الحرب، موضحا بأن السلطنة تركز حاليا على الإغاثة الإنسانية وهى حريصة على ألا يتحدث أحد عنها بأنها تنتصر لطرف دون آخر، مشيرا إلى أن المهم الآن كيف نجمع القوى السياسية لإنهاء هذا الصراع، ملمحا إلى أن السلطنة تقوم بدور لكن لا يمكنها الآن الإعلان عن مبادرة لأنه ليس من تقاليدها.
وأضاف أن بعض الأطراف العربية جاءت إلينا لاحقا، وقالت إننا كنا على حق وموقفنا سليم وجيد من الأزمة اليمنية، وهذا الرد جاء حتى من العالم كله وإنَّ اتصالاتنا مع دول الخليج أوضحتْ أنَّ الكلَّ يسعى لإنهاء الأزمة دبلوماسيا، وهذا مسعانا أيضا.
وعن اجتماع مجلس الوزراء الذى ترأسه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ، عبّر بشكل عميق عن تقديره لمشاعر العمانيين وقال بأنه متأثر بهذه المحبة، التى تؤكد إجماع الشعب العمانى على السياسة الحكيمة للسلطان، خاصة وأنَّ الناس خرجت بعفوية وتلقائية دون تدخل من الحكومة أو الإعلام، للتعبير عن مدى حبهم لقائدهم.
وأوضح بأن اجتماع مجلس الوزراء كان يغلب عليه الطابع العائلى وليس الرسمى وأشار إلى أن توجيهات السلطان كانت استمرارا لتوجيهاته السابقة عندما كان فى فترة العلاج بألمانيا حيث كان يوجه بتوجيهات مكتوبة بخط يده.
وحول الاتفاق النووى أكد بن علوى أن الأطراف ما كانت لتصل إلى هذا الاتفاق لولا تدخل السلطان قابوس موضحا بأنه اتفاق لا يتعلق بالأطراف فقط وإنما له علاقة بالسلم والحرب عالميا، مضيفا أن الانتقال من زمن الرئيس بوش إلى أوباما جعل الطريق مفتوحا للاتفاق لأن أوباما أعطى الحق لإيران فى الحصول على الطاقة السلمية.
وحول الوضع فى العراق، قال هناك حرب مستعرة فى العراق، وأن القصص التى نسمعها عن «داعش» سببها الإعلام بشكل كبير، ولسنا متأكدين من حقيقة كل ما يتم تداوله، وأرى أنَّه فى مرحلة من المراحل سيخرج من «داعش» أناس معتدلون.
وعن الوضع فى سوريا أشار إلى أن الأزمة السورية ما زالت فيها محاولات لكنها بسيطة بسبب تجاذب المصالح الخارجية، موضحا أن مطالب المتدخلين فى سوريا هى التى قد تكون مستحيلة، مضيفا أن الدمار فى سوريا وقع، وملايين شردوا ومئات الآلاف قتلوا، مؤكدا انَّ السوريين تواقون إلى حل مشكلتهم؛ لأنهم يعانون، إلا أنَّ المصالح الخارجية هى من تحرِّك الصراع.
وقال بن علوى إنَّ الفشل فى الجامعة العربية عائد إلى طبيعة العرب؛ لأننا ندمر بَعضنا ولا نبني، مضيفا أن الجامعة العربية بنيت على أسس فى الخمسينات، وكان الهم الأكبر منذ تشكيلها هو قضية فلسطين، وكان المتاح فيها قليلًا. وتابع: إنَّ القادة العرب توَّاقون لتنمية الدول العربية، لكن المشكلة فى الإدارات الحكومية.