عرب وعالم

11:34 صباحًا EET

لماذا رفض البرلمان الباكستانى المشاركة فى عاصفة الحزم؟!

رفض البرلمان الباكستاني اليوم الموافقة على طلب سعودي بمشاركة قوات من بلاده في عاصفة الحزم التي يقودها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن ، مكتفيين بلعب دور الوسيط ” كما صرح بيان البرلمان ” والدعوة لحل سياسي للصراع في اليمن ، ملتزمين في نفس الوقت على حماية المملكة من اي تعدي عليها – وهو ما لم يحدث حتى الأن –

.

جاء هذا القرار المحبط للطلب السعودي بعد يوم واحد من تصريحات مشتركة ياكستانية ( حليف السعودية ) – ايرانية ( حليف الحوثيين ) على الاتفاق على الحلول السياسية في اليمن بدون تصعيد العمليات البرية داخل اليمن .

وباكستان كانت محط انظار وزيارات مسئولين من مصر والسعودية واخيرا من ايران لكي تتخذ قرارها بالمشاركة او عدم المشاركة في عاصفة الحزم ، لكن اعلان البرلمان الباكستاني اليوم وبعد يوم من مباحثاتها مع ايران انها توصلت لاتفاق ” سياسي ” حول اليمن لا يفسره سوى النظر الى الحدود الجغرافية الباكستانية الايرانية والافغانية .فالتوتر الذي تشهده حدود باكستان مع الهند وأفغانستان وإيران بشكل متقطع في الشهور الأخيرة يزيد صعوبة اتخاذ الحكومة لقرار حازم بشأن المشاركة في عملية عاصفة الحزم، والايرانيون يمتلكون بعض من مفاتيح لعبة الحدود ، وربما ضغطوا على باكستان أن تقتصر مشاركتها على تقديم النصائح التكتيكية وإرسال الخبراء الذين قد يشاركون في إدارة المعارك ، وبغير ارسال جنود وقوات لمنطقة العمليات كما تريد السعودية التي طلبت رسميا من حكومة اسلام اباد طائرات عسكرية وسفنا حربية وجنودا ، كما أن إيران حملت عبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي زار باكستان عرض بناء خط أنابيب لتصدير الغاز إلى باكستان المتعطشة للغاز، وهو مشروع تَأَجّل بسبب تهديد العقوبات الأمريكية، وافتقار باكستان إلى الأموال والمستثمرين.وباكستان هي الاخرى حائرة بين الالتزام ” السني ” والمالي مع السعودية التي تمثل حليف مهم لباكستان. فتفشي التهرب الضريبي يجعل باكستان بحاجة لضخ منتظم للنقد الأجنبي لتفادي حدوث انهيار اقتصادي ،وهو ما قامت السعودية بتأمين عدم حدوثه وإنقاذ الاقتصاد الباكستاني اكثر من مرة ، ففي العام الماضي قدمت السعودية لباكستان 1.5 مليار دولار. واستضافت السعودية شريف بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 1999 .كما أن السعودية ساهمت في تمويل البرنامج النووي الباكستاني، وردت إسلام أباد بإرسال جنودا لها للسعودية إبان عملية عاصفة الصحراء في تسعينات القرن الماضي، فالسعودية طالما نظرت إلى باكستان على أنها شريك أمني، تستطيع أن تلجأ إليه وقت الأزمات الأمنية ، حتى قطر دخلت على خط ما اسمته مجلة  فورين بوليسي في تقرير لها ” القوة في مقابل الدولار ”  وذكرت إنّ أمير قطر ذهب أيضا إلى إسلام آباد، “متحدثا عن مليارات الدولارات من الاستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية مع باكستان، وبمجرد أن غادر الأمير «تميم»، وصلت ناقلة تحمل الغاز الطبيعي القطري المسال هي الأولى من نوعها إلى باكستان، ما يشير إلى بداية صفقة تقدر قيمتها بحوالي 22 مليار دولار، حيث كان هناك شيء يختمر مع هذه الصفقة ” ، لكن يبدوا أن العرض الايراني بخط الانابيب ” الدائم ” كان أكثر نجاحا لدى الباكستانيين من مليارات الخليجيين والصفقات المحدودة للغاز .

القرار الباكستاني اليوم هو محاولة ايرانية لعدم تدخل بري في اليمن مع اقتراب اسطولها البحري من باب المندب ومساندة منها لحلفائها الحوثيين ، وهو ما سيجعل الدفة السعودية تتحول لمساندة برية من دول ” حليفة ” أخرى ، والتأثير الحقيقي لامتناع باكستان عن ارسال قوات لليمن هو مشاركة قوات مصرية في الحرب البرية المرتقبة على ارض اليمن .

التعليقات