تحقيقات

10:16 صباحًا EET

الاسباب الخفية من وراء زيارة اردوغان لا ايران ,,,

دائما ما يأتى إسم  تركيا أو إيران أو كلاهما كقاسم مشترك فى جميع المؤامرات التى تحاك ضد مصر والأمة العربية ، من تمويل وتسليح الإرهاب الداعشى ، إلى دعم ورعاية الخطر الحوثى والمد الشيعى ،

ولكن هذا لم يمنع الدولتين من أن تتضارب مصالحهما إزاء بعض القضايا ، كما لم يمنع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن يزور الدولة الفارسية اليوم ، رغم زعمه الإنحياز لـ”عاصفة الحزم” الموجهة ضد جماعة الحوثيين فى اليمن ، والمدعومة لنظام الخومينى .

وعن تلك الزيارة قال السفير نبيل بدر ، مساعد وزير الخارجية الأسبق ،وسفير مصر فى سوريا سابقا، إن الإتصالات بين أنقرة وطهران ليست جديدة ،ولكنها هذه المرة تأتى فى إطار التنسيق ثم التنفيذ ، بما يستهدف مصالحهما ، ويتعارض مع المصالح العربية والمصرية ،لأن تركيا تريد أن تكون فى الصورة خلال المرحلة الحالية كحليف غربى تقليدى ،وكدولة لها إمكانيات تؤهلها للتحرك ، وإقتسام الأدوار فى مناطق عربية مثل سوريا التى إختلفت حولها الدولتين ، ما بين دعم إيران لنظام بشار الأسد ، مقابل محاولات تركيا لإسقاطه .

وأضاف سفير مصر الأسبق لدى دمشق أن تركيا يهمها شمال سوريا ،وتعمل على أن تسيطر عليه كما سيطرت إيران على جنوب لبنان ،ولديها على الحدود السورية مشكلة لواء “الأسكندرونة” التاريخية ،وترى أن الأن هو الوقت الأنسب لإنتزاع هذا الجزء ،أما إيران فهدفها الأساسى هو حصار منطقة الخليج ، بالسيطرة على شمال اليمن عن طريق الحوثيين ،وجنوب لبنان عن طريق حزب الله ، كما تتلاقى المصالح التركية مع الفارسية فى العراق بشأن إقليم كردستان الذى يسعى للإنفصال، وهو ما لا تريده لا أنقرة ولاطهران.

وربط بدر بين زيارة الرئيس التركى الحالية لإيران  وقبلها بأيام كانت رحلاته إلى دول القرن الإفريقى ” الصومال وأثيوبيا ” ، ليقدم نفسه كقيادة عالمية لها تواجد على الساحل الإفريقى لمضيق باب المندب ، الذى تطمع إيران فى إحتلال شاطئه اليمنى .

وفى سياق متصل قال الدكتور طارق فهمى ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ،أن السعودية تسعى للتحالف مع تركيا والإستقواء بها فى مواجهة إيران ، بدليل زيارة أردوغان للرياض قبيل “عاصفة الحزم “،وبالتزامن مع زيارة  السيسى ،رغم أنه لاتوجد خلافات بين أردوغان ونظام روحانى ، حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بين الترك والفرس20 مليار دولار سنويا ،ومخطط أن يقفز خلال العام المالى الجديد إلى 30 مليار.

وأضاف فهمى أن أردوغان يقدم نفسه الأن كصديق سلمى لكل الأطراف ، حيث أعلن تأييده لعاصفة الحزم ،ولم يشارك فيها ،وهو عضو التحالف الدولى للحرب  على داعش ،رغم أن الدواعش يتدربون فى معسكرات بلاده، ويهدف الخليفة العثمانى من تلك التحركات إلى سحب البساط من تحت أقدام مصر السيسى ، الذى  يراه العالم الأن بطل يحارب الإرهاب الداعشى والإخوانى والشيعى ،ويحظى بإحترام معظم الأطراف ، بما فيها طهران التى مازالت تحلم بإستعادة علاقاتها مع القاهرة .

وأخيرا أكد مختارنوح الخبير بشئون التيارات المتأسلمة ،أن بين إيران وتركيا الأن هدف واحد مشترك ، هو تفتيت وإضعاف الوطن العربى وتقسيم دوله إلى دويلات ، ليتقاسما الأرض العربية ،ويقيما على إنقاضها الإمبراطورية الفارسية والخلافة العثمانية ،ومن ثم  فإن لهما أدوات مشتركة إستخدماها لتحقيق هذا الهدف ،هى جماعة الاخوان وباقى الجماعات المتطرفة ، فى إطار الدعم الأمريكى الذى يسعى هو الأخر لنفس الهدف لصالح إسرائيل.

 

ورأى نوح أنه من الطبيعى أن تلتقى الدولتين من أجل تبادل الأدوار ، لكن المؤكد أنهما سيفشلا ، لأن المعركة بدأت على الأرض ،والتحالف العربى حقق إنتصارات ،وإقترب من دحر الحوثيين بالفعل، وهو ما يعنى نجاح الإرادة العربية الموحدة فى مواجهة الأطماع ومحاولات شق الصف التركية أوالإيرانية .

التعليقات