عرب وعالم
«واشنطن بوست» الحرب قادمه بين إيران والمملكة العربية السعودية
حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية من احتدام التدخل العسكرى فى اليمن وتحوله إلى حرب إقليمية بين إيران والمملكة العربية السعودية وحلفائها، قائلة إن هذا الصراع سيتفاقم فى ظل الفراغ الناجم عن تراجع الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها التى نشرتها، الثلاثاء، إن التدخل العسكرى بقيادة السعودية، وإعلان قوة عسكرية عربية جديدة قد يمثل «نقطة تحول تاريخية فى الشرق الأوسط»، مضيفة أن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل السعودية ومصر، ضاقوا ذرعا من سلبية واشنطن فى مواجهة الاضطرابات المتصاعدة وينتابهم القلق بشأن دفع الرئيس الأمريكى باراك أوباما نحو التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران.
وأوضحت الصحيفة أن تلك العوامل هى التى تدفع حلفاء أمريكا نحو التحرك بقوة للدفاع عن مصالحهم دون الاعتماد على واشنطن.
ورجحت الصحيفة أن يكون هذا التطور موضع ترحيب من قبل الإدارة الأمريكية، التى سعت نحو استخراج الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط.
ولكنها قالت إن المبادرات العربية، «فى ظل نقص الموارد ووجود أهداف مشكوك فيها»، من المرجح أن تؤدى إلى تفاقم الحروب فى المنطقة أكثر من حسمها، محذرة من أن تؤدى إلى تقويض مصالح الولايات المتحدة فى نهاية المطاف.
وتابعت الصحيفة فى افتتاحيتها: «تحاول السعودية شن هجوم فى اليمن ضد الطائفة الشيعية التى تلقت السلاح والتدريب من إيران، وربما تكون السعودية على حق فى ادعائها بأن إيران تحاول استبدال حكومة صديقة للسعودية بميليشيات عميلة لإيران، فضلا عن أن الحوثيين يتشاركون مع أيديولوجية حزب الله فى لبنان».
ورأت الصحيفة أنه ليس من الواضح حتى الآن كيف ستنجح الحملة العسكرية المشتركة، التى تتألف حتى الآن من القصف الجوى والبحرى، فى إعادة القوات المحاصرة الآن فى ميناء عدن، أو كيفية تحقيق الأهداف المعلنة لاستعادة الحكومة السابقة فى اليمن وإجبار الحوثيين على نزع السلاح.
وذكرت الصحيفة أن مصر وباكستان ألمحتا بإرسال قوات برية إلى اليمن، وتم الإبلاغ عن حشد وحدات سعودية قرب الحدود، ولكن الخبراء العسكريين- حسب الصحيفة- لديهم بعض الشكوك فى قدرة تلك الجيوش على هزيمة الحوثيين، ذوى المهارات القتالية العالية، أو على تهدئة الأوضاع فى بلد بحجم العراق ينعدم فيه القانون.
ورأت الصحيفة أن القوة العسكرية العربية الجديدة، التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد القمة العربية، تمثل إشكالية أخرى بالمثل، موضحة أنه من الناحية النظرية، فإن تلك القوة تتكون من 40 ألف متطوع من الدول العربية، وأضافت: «ولكن مصر لم تتمكن حتى الآن من التخلص من القوى الجهادية فى شبه جزيرة سيناء، وعلاوة على ذلك، فإن الدول العربية تدعم حاليا طرفى نقيض، فمثلا مصر والإمارات العربية المتحدة تدعمان أحد الأطراف الليبية، فى حين أن قطر وتركيا تدعمان الطرف الآخر».
وعن الدور الأمريكى، قالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تعرض الآن تقديم الدعم الاستخباراتى بشأن التدخل السعودى، مضيفة أن ذلك لا يضمن نجاح الدخل أو التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، باعتباره الخيار الأفضل لليمن.