عرب وعالم
متى تنتهى «عاصفة الحزم» ؟
مع دخول عاصفة “الحزم السعودية” التي تشنها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن، يومها الخامس على التوالى تتزايد أسئلة المراقبين والمهتمين بالشأن العربي والخليجي، حول مصير تلك العاصفة، ومتى تهدأ؟ وما الأهداف التي إن تحققت ستعلن المملكة العربية وقتها أنها حققت مرادها من تلك العاصفة؟ ومتى ستحسم السعودية وحلفاؤها موقفهم من التدخل البري؟ وهل ستواصل المملكة جهودها السياسية بالتزامن مع الجهود العسكرية لحل الأزمة في اليمن؟ أم أنها ستترك اليمنيين فريسة للاقتتال والحروب الداخلية بعد انتهاء تلك العاصفة، وتكتفي فقط بإضعاف قوة الحوثيين في اليمن؟.
وبحسب نشطاء ومغردين ممن يؤيدون “عاصفة الحزم” فإن هناك تخوفات من قبل مؤيدي العاصفة قبل معارضيها من أن تعود تلك العاصفة بنتائج سلبية على اليمنيين أنفسهم، وأن يكون هدف المملكة فقط منها هو كسر شوكة الحوثيين، وتوقف تمددهم في اليمن من أجل الحفاظ على الحدود السعودية آمنة مستقرة دون الوضع في الحسبان مجريات العملية السياسية التي يفترض أن تتم عقب توقف تلك الحرب على الفور، ما قد يهدد بتحول اليمن إلى عراق جديد، أو حتى سوريا، أو يصير وضعها إلى طرفين متصارعين كما في ليبيا دون أن تكون هناك حلول سياسية فاصلة لتلك الصراعات الدموية.
وتأتي ضربات عملية “عاصفة الحزم” ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، إلى جانب دعم شرعية الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على معظم المناطق الرئيسية في الجنوب، مع تجاهل جميع التحذيرات المحلية والدولية والإقليمية من خطورة هذه المغامرة.
العاصفة مستمرة حتى متى؟
وفي الوقت الذي أعلن فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال مشاركته بالقمة العربية استمرار عاصفة الحزم حتى تحقيق أهدافها، لم يشر إلى أهداف تلك العملية بالتحديد.
كما أن العميد ركن أحمد العسيري المتحدث الرسمي باسم عمليات عاصفة الحزم، يصر على التأكيد في كل مؤتمراته الصحفية أن العمليات الجوية ستستمر خلال الأيام المقبلة، حتى تحقق أهدافها دون أن يحدد ما هي الأهداف التي من خلالها نستطيع الحسم بأن العاصفة نجحت في تحقيق ما تصبو إليه.
ويتخوف مراقبون من أن تتحول تلك العاصفة إلى حرب طويلة المدى، تستدرج فيها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في مستنقع شيعي يتم التخطيط له في طهران، ويتم الإعلان عن أن الحرب ستستمر أسابيع بدلا من أيام، ثم أشهر ثم إلى سنوات، كما هو الحال في الوقت الراهن مع قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم الدولة “داعش”.
وبحسب جون مكارثي رئيس معهد أستراليا للشئون الدولية، فإن السعودية تخشى أن يصبح اليمن وكيلا لإيران ويسيطر في الأساس على بلد تهيمن عليه السعودية ومهم للمصالح السعودية، خاصة وأن السعودية تنظر دائما لما تحققه إيران من تقدم في العراق.
وقال رودجر شانهان، الأستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي: «سأندهش إذا التزموا بأي عملية برية واسعة النطاق لأنه مجتمع ذو تركيبة معقدة، وآخر مرة تصدوا فيها للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص».
وأشارت سوزان دالجرين، الأستاذ المساعد الزائر للأبحاث بمعهد الشرق الاوسط في الجامعة الوطنية بسنغافورة إلى ما حدث عام 2009، عندما استخدمت القوات الجوية السعودية لمساعدة الجيش اليمني في قتال الحوثيين، وقالت: “إنه يتعين على السعوديين أن يكونوا أكثر حرصا الآن. حتى الآن لم يقصفوا الجنوب المزدحم بالسكان. وأرجو أن يظلوا على هذا المنوال لفترة طويلة. فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري”.