مصر الكبرى
من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
هكذا هي حرية التعبير والاعتقاد كما جاءت في القران الكريم ، مطلقة، وهذه هي المسطرة النهائية لقياس الأمور . فكيف لدستور مصري جاء بعد ثورة مازال منغلقا ومتخلفا فيما يخص الحريات وهي: حرية العقيدة وحرية الرأي والتجمع والتظاهر .
الدستور الذي أمامنا قيد الحريات بشكل لا يختلف عن دساتير مبارك من قبله. إذن ولنكن صرحاء مع انفسنا " مبارك لم يكن دكتاتورا لوحده" ومبارك أيضاً لم يكن المشكلة وحدة، المشكلة للذي يريد ان يكون رجلا أو امرأة صريحا مع نفسه هي أننا ثقافة دكتاتورية أو ان قطاعا كبيرا من مجتمعنا لا يؤمن بالحرية كقيمة. الدكتاتورية ثقافة. في مصر لا احد يتركك تمشي في حالك. يتحرش بالفتاة بدعوى ان بنطلونها محزق أو مش لابسه حجاب والذي لا يتحرش يقحم نفسه طالبا منها ان تحتشم. ترى ماذا حدث للغرب بدون احتشامنا الكاذب؟ هل اكل الرجال الناس ؟ هل تحول الغرب الي مجموعة ذئاب بشرية كما نرى في شوارع القاهرة؟ ليست الحشمة أو عدمها هي السبب، التخلف هو السبب، والجهل هو السبب. بدليل ان سلوك الغرب هو سلوك الإسلام وسلوكنا ه سلوك البدائية والجهل والتخلف.
اين عرف بكار وبرهامي وغيرهما أو حتى مرشد الاخوان الحرية كي يحترمها أو يتقبلها؟ هؤلاء ولدوا وعاشوا وترعرعوا في مجتمع عبيد، مجتمع غير حر، مجتمع كنا متسول فيه حريتنا من الحاكم ومن ضابط الداخلية. لكي تكون حرا لابد وان تعمل كمرشد لأمن الدولة وتكون حريتك عل حساب حرية غيرك. مجتمع العبيد هذا لا يستطيع ليس كتابة دستور الحرية فحسب بل لا يستطيع ان يفكر في الحرية أو بها.
المجتمع الرث لا ينتج حريات. اما طريقة ترتيب مؤسسات الحكم وحمايتها للحريات فهذه قصة أخرى نكتب عنها فيما بعد، حيث لا توازن في السلطات وحيث نرى أعلى درجات الهمجية ممن يؤيدون الدستور وهم يحاصرون الدستورية العليا. كيف تؤيد الدستور وتحاصر الدستور ؟ الا ترى التناقض؟ الا تخجل ؟ هؤلاء الهمج لا يمكن ان يكون أنصار الحرية يوما. لو كنتم تؤمنون بالله فعلا وليس رياءا ، كلام الله واضح وفيه حرية بالمطلق : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فهل انتم مؤمنون ؟
جمال فندي