تحقيقات
الأسباب الكامنة وراء التوافق المصري القطري حول “عاصفة الحزم”
طرحت العملية العسكرية “عاصفة الحزم” ضد معاقل جماعة الحوثي فى اليمن، تساؤلا جديدا عن إمكانية إحداث العملية العسكرية نوعًا من التوافق بين مصر وقطر، لمشاركة البلدين في التنسيق العسكري واللوجستي لها ، فالخلاف”، دائما ما تصدر العلاقات بين مصر وقطر خلال الفترة الأخيرة، نظرًا للدعم القطري الواضح لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها في مقابل الانتقادات المتكررة التي يتم توجيهها للسلطة المصرية وسياستها عقب ثورة 30 يونيو 2013.
فالتقارير، التي نشرتها بعض وكالات الأنباء العالمية، أفادت بأن دولة قطر أعلنت تدعيمها لعملية “عاصفة الحزم” العسكرية عبر مشاركتها بـ10 مقاتلات حربية، فيما ترددت أنباء عن تحريك مصر عددًا من القطع البحرية العسكرية من السويس باتجاه جنوب البحر الأحمر في إجراء احتياطي، إلى جانب إعلان وزارة الخارجية المصرية استعدادها للمشاركة في الحملة جويا وبحريا وبريا أيضا إذا لزم الأمر.
أشار الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن المشاركة القطرية في عملية “عاصفة الحزم” العسكرية ضد الحوثيين لا تعني توافقا مع مصر واتخاذها لنفس موقفها، موضحًا أن قطر ليست بالدولة الكبيرة أو القوية التي يمكن إدخالها مع مصر في جملة مفيدة، حد قوله.
وأضاف ربيع “قطر تربطها علاقات قوية ووثيقة بإيران التي تعتبر الداعم الأكبر للحوثيين في اليمن، ودائما ما تتعمد إثارة القلاقل، ولا تعمل لصالح حلفائها من دول الخليج في المنطقة، وهذا يدل على أن موقفها الأخير من العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين ليس موقفا أو مبدأ قطريا أصيلا”، مرجعا دعمها لتلك العملية إلى رغبتها في الوجود الشكلي والاستجابة لضغوط عالمية عليها، وتأييدًا للحرك الدولي ضد الحوثيين باليمن.
ومن جانبه أوضح الدكتور يسري العزباوي الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن التحالف العسكري ضد الحوثيين، تقوده المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، وهي ما تدير كافة الأمور الخاصة بالضربة العسكرية، وكذلك هي من تنسق مشاركات القوى المختلفة سواء على مستوى الغارات الجوية أو الإنزال البري، ولذلك فلن يكون هناك تنسيق مباشر بين مصر وقطر خلال تلك الضربة.
وقال العزباوي، لـ”الوطن”، أن الأمر الثاني يتمثل في أن الأمن الخليجي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مضيفًا “هناك أخطار كبيرة على مصر ودول الخليج، حال سيطرة الحوثيين على اليمن، ما يمثل ضررًا كبيرًا لأمن قناة السويس في مصر، بسبب أن باب المندب البوابة الجنوبية للقناة، كما يهدد الخليج بأخطار المد الشيعي”.
استبعد العزباوي، أن يحدث تغيير في العلاقات بين مصر وقطر، بعد مشاركتهما معا في التحالف ضد الحوثيين، مؤكدا أن قطر حينما وقعت على اتفاقية الرياض ومبادرة التصالح مع مصر، لم يكن لديها نية حقيقية لتحسين العلاقات.
وأضاف “بوفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز نقضت الاتفاقية، وعادت ريما لعادتها القديمة، وكذلك الموقف المصري لن يتغير حيال قطر، بسبب سياستها المعادية لمصر، ولذلك من المستبعد تماما أن نقول إن أعداء الأمس أصبحوا حلفاء اليوم”.