تحقيقات
بالصور : 50 عام على رحيل آخر ملوك مصر ” الملك فاروق “
تمر اليوم الأربعاء الذكرى الخمسين على رحيل آخر ملوك المملكة المصرية، وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، الملك فاروق الذي توفي في 18 مارس 1965 عن عمر يناهز 45 عاما، والذي استمر حكمه 16 عاما.
ولد فاروق في ١١ فبراير ١٩٢٠ وعندما بلغ الرابعة عشرة سافر إلى بريطانيا في بعثة تعليمية ورافقه أحمد باشا حسنين رائدا له والذى سيكون له دور كبير في حياته بعد ذلك، وعزيز المصرى كبيرا للمعلمين وقد كان وجود أحمد باشا حسنين كمرافق للأمير في رحلته عاملا مساعدا للأمير على الانطلاق أو الانفلات مفسدا كل محاولات عزيز المصرى في خلق رجل منضبط ومؤهل للعرش،ولما اشتد المرض على الملك فؤاد أراد أن يرى ابنه لكنه توفى في ٢٨ إبريل سنة ١٩٣٦ فيما عاد فاروق لمصر في ٦ مايو ١٩٣٦ وتم تتويجه في ٢٩ يوليو ١٩٣٧ واستمر حكمه ١٦سنة إلى أن أرغمته ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذى كان عمره ستة أشهر.
عقب ثورة يوليو 1952، أجبر على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، الذى ما لبث أن خلع فى 18 يونيو 1953 وتحولت مصر من ملكية إلى جمهورية.
وقال الباحث الأثري ولاء الدين بدوى – رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومي للحضارة – في تصريح اليوم – إن عصر الملك فاروق كان به الكثير من الانجازات والاخفاقات خلال فترة حكمه التى امتدت ل 16 عاما والتي يمكن وصفها بالفترة الصعبة على الملك الشاب وعلى مصر أيضا، مشيرا إلى الكلمة الشهيرة التي قالها فاروق للواء محمد نجيب (ليس من السهل حكم بلد كمصر) وهى الكلمات التي اثبتتها الأيام حتى الآن.
وأضاف أنه طوال حكم فاروق، الذي جلس على عرش مصر فى 6 مايو 1936، تشكلت 24 وزارة على مصر فى دلالة واضحة على صعوبة المرحلة والحراك السياسي القوى في البلاد آنذاك، مشيرا إلى انتهاء حكم الملك الشاب بحركة الضباط الاحرار ونهاية الحكم الملكى على مصر حيث ارغم على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذى كان عمره حينها 6 أشهر.
وتابع ولاء الدين بدوی أنه فى السادسة من مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك مصر على ظهر اليخت الملكى ” المحروسة “، ولسخرية القدر هو نفس اليخت الذى غادر به جده الخديوى اسماعيل عند عزله عن الحكم، موضحا ان فاروق طالب بأن يحافظ على كرامته فى وثيقة التنازل عن العرش فطمأنه على ماهر باشا رئيس الوزراء فى ذلك الوقت وذكر له انها ستكون مثل الوثيقة التى تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه.
وكان في وداع فاروق اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه إلى أن توفى في منفاه «زي النهارده» في ١٨ مارس ١٩٦٥ وكانت وصيته أن يدفن في مصر وتحديدا في مسجد الرفاعى وفى ٣١ مارس ١٩٦٥ وصل جثمانه لمصر ووافق الرئيس السادات على طلب الأسرة وسمح بنقل رفاته إلى مسجد الرفاعي.
ويقول الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة لقد كان فاروق ضحية أكثر من شئ وخاصة أنه تولي الحكم وعمره 16 سنة أو أكثر بقليل وحين تم خلعه كان له من العمر 32 سنة وكانت التربية الصارمة لفاروق وانعدام صداقات حقيقية من أقران يماثلونه ثم مسئولية أحمد حسنين باشا عنه ثم ملازمته له كرئيس للديوان الملكي فضلا عن علاقة الأم بأحمد حسنين باشا كل هذا كان له تأثير سلبي كما كانت مصر كانت تمر بظروف صعبة وأحداث جسام بعد الحرب العالمية الثانية كل هذا شكل عبئا مضافا عليه أما عن وفاته فستظل غامضة دون قطع فيها أو تأكيد وهناك أحداث كثيرة في التاريخ ظلت غامضة إلى الآن ومنها مثلا حريق القاهرة.