عرب وعالم
هولاند يدين زيارة برلمانيين فرنسيين لسوريا
أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الزيارة التي قام بها أربعة برلمانيين فرنسيين، إلى سوريا منددا خصوصا بلقاء ثلاثة منهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفه بانه “ديكتاتور”، في حين قال رئيس الوزراء مانويل فالس إن الزيارة “خطأ جسيم”. وهدد رئيس الحزب الاشتراكي كريستوف كامبديليس النائب المشارك في الزيارة بفصله من صفوف الحزب.
مقابل التهليل الذي أطلقه النظام السوري حول عودة الغرب صاغرًا إلى مصالحة دمشق، مبرزًا قدوم أربعة برلمانيين فرنسيين إلى سوريا في الأسبوع الماضي واللقاء الذي جمع ثلاثة منهم برئيس النظام بشار الأسد، دان رئيس الجمهورية الفرنسي فرنسوا هولاند، هذه الزيارة واصفا الأسد بالديكتاتور.
وصرح هولاند في مؤتمر صحافي في مانيلا “اندّد بهذه المبادرة لانها اللقاء الاول بين برلمانيين فرنسيين بدون تفويض مع ديكتاتور هو السبب في إحدى أسوأ الحروب الأهلية في السنوات الاخيرة والتي اوقعت مئتي الف قتيل. 200 الف!”. وكان رئيس الحكومة مانويل فالس ندد بمبادرة البرلمانيين التي شكلت برأيه “خطأ اخلاقيا”.
في الوقت ذاته، انتقد مانويل فالس، رئيس الحكومة الفرنسية بشدة هذه الزيارة، وقال: “أريد التنديد بشدة بهذه المبادرة، فأن يقوم برلمانيون من دون سابق إنذار بلقاء جزارخطأ أخلاقي جسيم”.
وضم الوفد النائب الاشتراكي ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السورية جيرار بابت، والنائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض جاك ميار، والسيناتور عن الحزب ذاته جان بيير فيال، والسيناتور عن حزب الديمقراطيين والمستقلين فرانسوا زوشيتو.
وهدد جان كريستوف كامباديليس رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم، النائب جيرار بابت، أحد البرلمانيين الذين شاركوا في الزيارة، بفصله من صفوف الحزب. وقال: “أدين هذه الزيارة تمامًا، فالأسد ليس ديكتاتورًا مستبدًا، بل هو سفاح، وقد أرسلت رسالة مكتوبة إلى بابت، وسأستدعيه وأفرض عقوبات عليه، ولجنة الانضباط التابعة للحزب هي التي ستتخذ قرارًا بشأن فصله من الحزب أو إبقائه”.
قال ألكسندر جيورجيني، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، الاثنين الماضي إن زيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى سوريا مبادرة شخصية، “لم يجر التنسيق من أجلها مع الوزارة، وهؤلاء النواب لم يحملوا أية رسالة رسمية من طرف الحكومة الفرنسية”.
وكذلك قال ستيفان لوفول، الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، إن مبادرة البرلمانيين الأربعة شخصية غير رسمية، “لا تدخل في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها فرنسا على المستوى الخارجي”.
وزيارة البرلمانيين الفرنسيين هذه هي الأولى من نوعها منذ قطع فرنسا علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في 2012، تنديدا بعنف نظام الأسد ضد معارضيه وشعبه.
من ناحيته، قال جيرار بابت إن الزيارة الشخصية التي قام بها إلى دمشق تحركها الرغبة في إيجاد حلول ملموسة لإنهاء الأزمة السورية، “فحل الأزمة يمر عبر الحوار مع النظام السوري”.
أضاف في حديث إذاعي: “ثمة حاجة ماسة لإنهاء الحرب في سوريا، وبدء محادثات سياسية جدية مع نظام بشار الأسد، وزيارة عدد كبير من الأميركيين والأوروبيين سوريا خير دليل على أن التعامل مع النظام السوري بات ممكنًا”.
وتابع قائلًا: “عندما تصل إلى دمشق، تشعر بأن نظام الأسد قوي وغير مهدد بالسقوط، لذا دمشق قادرة على لعب دور هام في محاربة تنظيم داعش برفقة دول غربية وعربية أخرى، وسأقدم تقريرًا مفصلًا للحكومة الفرنسية حول الزيارة”، مؤكدًا عدم نيته انتقاد السياسة التي تتبعها بلاده إزاء سوريا