كتاب 11

06:30 مساءً EET

بيان الخليج لمصر

لا ريب، هناك من يغضبه أي تقارب وتعاون بين دول الخليج ومصر، في هذه المرحلة.

هناك من هو في صف جماعة الإخوان، و«إكسسواراتها» من الشباب الثوري، وعليه فهم منخرطون في دعاية الإعلام الإخواني في تصوير ما يجري بمصر، ومحاربة الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي.

هؤلاء يسعون بكل قدراتهم لضرب هذه العلاقة، والهرولة في دروب الفتنة، سواء في لعبة التسريبات المزعومة، أو في الكذب، ثم تصديق هذا الكذب حول تخلي السعودية ومعها «جل» دول الخليج، عن دعم المسار الجديد في مصر.

السعودية من خلال كلمات خادم الحرمين الملك سلمان، جددت وقوفها الصلب لجانب مصر، وعبر السفير السعودي في القاهرة، الذي كان حاسما.

رغم ذلك لم تتوقف آلة التشويش الإعلامية الإخوانية، وهي آلة ضخمة تغوي.

في مثل هذه الظروف، ومصر تحارب الإرهاب على جبهتين؛ في الشرق سيناء، وفي الغرب ليبيا، وما بين ذلك في نجوع مصر وربوعها، لا يجوز أبدا ترك الأمور دون يقظة تامة، حتى لا تتضخم هذه الدعايات السوداء، وربما يتصرف بعض السذج، أو أصحاب الهوى الإخواني المبطن، وفق هذه الترهات، وتحويلها إلى واقع يعاش عليه وينطلق منه!

التحالف مع مصر، كما قلنا سابقا، ليس شخصيا، هو تحالف مبني على مراعاة المصالح العليا للخليج، وفي مقدمه السعودية، ومصر، ومن ثم العرب كلهم.

الحرب على الإرهاب، وحماية الاستقرار، وتعزيز السلم الأهلي، وتنمية الاقتصاد، كلها أهداف مشتركة بين غالبية دول الخليج، ومصر. وهذه الأهداف لا تتحقق في ظل حكم «الجماعة» القطبية صاحبة حلم الخلافة، والتي نبذها الشعب المصري أمام سمع العالم وبصره.

هذه حقيقة، فماذا سيغيرها؟

من هنا، فإن ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس عن حقيقة اللغط الذي دار حول بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، يجب التوقف عنده.

جاء في الخبر أنه قد تكشفت معلومات جديدة، حول البيانين الصادرين من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ أبلغ «الشرق الأوسط» مصدر مطلع أن البيان الأول أصدر بطريقة أحادية، موضحا أنه «خلق امتعاضا خليجيا ولم يكن يمثل وجهة دول الخليج كاملة». وأضاف المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – أن دول الخليج دائما ما تؤكد وقوفها ودعمها الكامل للحكومة والشعب المصري، مفيدا «يبدو أن البيان صدر بطريقة أحادية، وبشكل متسرع».

لمن لم يتابع، آلة الإخوان الدعائية طارت كل مطير ببيان نسب لأمين مجلس التعاون الخليجي، خلاصته توبيخ لمصر في أزمتها مع قطر، لكن سرعان ما بادر الأمين العام لنفي هذا البيان، رغم صدوره من الأمانة العامة، وعاد ببيان آخر يجدد فيه الموقف الخليجي المعروف في الانحياز لمصر.

بصرف النظر عن حقيقة ما جرى، المهم هو أن هذا اللغط كان فرصة لتعميق الموقف الخليجي مع مصر، وذهبت أراجيف المرجفين مثل ورق الخريف المصفر.

التحالف مع مصر ضرورة وليس اختيارا.

التعليقات