كتاب 11
إرهابيون وسفلة
مشهد إعدام الواحد وعشرين مصريا في ليبيا يؤكد أن مصر بحاجة إلى أن تؤهل نفسها للتدخل في ليبيا على رأس تحالف عربي، وإبادة عصابة داعش المجرمة ، بالتزامن مع حرب صعبة وذات تكلفة عالية قد يطول أمدها مع الإرهاب في الداخل.
الولايات المتحدة التي صنعت تنظيم داعش تبيع الوهم للعالم بالزعم أنها تحارب التنظيم في سوريا والعراق، والحقيقة أنها لا تحارب تنظيم صنعته بإيديها بل تدمر محطات كهرباء ومياه ومخازن أسلحة ومصانع في سوريا، وتستهدف مواقع إستراتيجية في العراق، ويردد الرئيس الأميركي باراك أوباما دائما أن الحرب ستستمر فترة طويلة ربما أكثر من ثلاث سنوات ، في حين أن أمريكا أسقطت نظام الرئيس العراقي صدام حسين في ثلاثة اسابيع، ومعه الآف العراقيين الأبرياء ، وتركت هذا البلد العريق يئن تحت وطئة طائفية بغيضة لم يكن يعرفها من قبل ، والأمم المتحدة تكذب على العالم بالادعاء أنها قررت وقف مصادر تمويل هذا التنظيم الإرهابي في سلسلة أكاذيب لا تنطوى إلا على الجهلة والسفهاء .
وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون فجرت في كتاب صدر لها مؤخرا بعنوان «خيارات صعبة» ، مفاجأة من العيار الثقيل، حين اعترفت بأن إدارة اوباما أسست ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ”داعش”، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، وقالت هيلاري كلينتون ” دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وکل شيء کان يسير على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة 30/6 – 3/7 في مصر وکل شيء تغير خلال 72 ساعة”.
وقالت هيلاري : “کل شيء کسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!!، فکرنا في استخدام القوة ولکن مصر ليست سورية أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدا”.
وأضافت كلينتون : “عندما تحرکنا بعدد من قطع الأسطول الأميرکي ناحية الإسکندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميغ 21 الروسية القديمة، ولکن الأغرب أن راداراتنا لم تکتشفها من أين أتت؟ وأين ذهبت بعد ذلك؟، ففضلنا الرجوع، مرة أخرى، ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه، وتحرکت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع، وتم رجوع قطع الأسطول، والى الآن لانعرف کيف نتعامل مع مصر وجيشها”.
التحرك الامريكي في ذلك الحين قابله ترحيب من جانب المعتصمين في رابعة من الإخوان ، وظنوا أن أمريكا جاءت لإعادة “محمد مرسي”، بعدها شرع الإرهابيون الذين عفا عنهم مرسي في استهداف الجيش والشرطة خدمة لأسيادهم ومموليهم في الداخل والخارج وظهر تنظيم داعش الإرهابي ضمن المخطط الأميركي لتقسيم المنطقة.
دحر تنظيم داعش والتنظيمات المرتبطة به في ليبيا مسألة هينة للغاية، وحسم الحرب لا يستغرق سوى أيام ، فى مثل هذا النوع من الحروب فإن الضربات المتتالية من قبل تحالف عربي ستقضي على التنظيم، وأى تصور آخر مثل الاعتماد على تحالف الخيبة والعار التي تقوده الولايات المتحدة هو الوهم مجسدا.
المسئولية يتحملها العالم العربي الذي يبدو أنه لا يدرك الحقائق والتحديات التى تحاصره، ويرتكب أخطاء بالجملة فى السياسة والأمن.
أمامنا إرهابيون وسفلة، أما الارهابيون فهم داعش والجماعات التكفيرية ومن يمولونهم خدمة لمشروع صهيو أميركي، والهدف تدمير مصر رمانة الميزان بعد سوريا والعراق وليبيا واليمن، وأما السفلة فهم أعضاء إدارة أوباما ومن يدور في فلكهم في الغرب وفي الشرق الاوسط، والعاقل يدرك ذلك جيدا، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تسنى لتنظيم داعش الإرهابي والجماعات التكفيرية التي تخضع للقصف من جانب ما يسمى قوات التحالف أن تتمدد وتستولي على الأراضي والبنوك، وتبيع النفط، وتبسط سيطرتها على المدن ، وتطور عملياتها نوعيا من وقت لآخر؟
الافتراض الرئيسى أن الغطاء الأميركي يحمي داعش، وأن السلاح يتدفق عبر الحدود مع تركيا ، وأن الشباب المغرر بهم يتدفقون من كل الدول بصحبة مقاتلين على درجة عالية من التدريب والقدرة القتالية وكل هذا لا يتم بالمصادفة، ألم أقل لكم أننا أمام إرهابيين وسفلة.