مصر الكبرى
هل تغير نظام مبارك ؟
كنا ننادي في التحرير ولمدة ثمانية عشرة يوما " الشعب يريد تغيير النظام " ، فهل تغير النظام ؟ ام ان الصيحة مازالت هي هي ؟
تغيير النظام الذي كنا ننشده هو تغيير المنظومة القيمية الحاكمة للمجتمع المصري من مجتمع مكافأة الي مجتمع كفاءة ، من مجتمع قهر وعبودية الي مجتمع حر ، من مجتمع وجمهورية الخوف الي جمهورية الطمأنينة على العرض والأرض والمال والأولاد ، من جمهورية الرجل الأوحد الذي لا ينطق عن الهوي وتطبل له الصحافة خوف ويلهج باسمه كاسم الله في الأذكار الي مجتمع كل فرد مساو للآخر . والسؤال هنا ما الذي تغير في هذه القيم بعد الثورة .
قرارات مرسي الأخيرة تعني أننا نجري ف المكان وان الفرعون الاله مازال قائما وكما كان من يلهجون باسم مبارك اثناء ثورة يناير في مصطفى محمود الآن نفس التجمع الذي يسبح باسم الرئيس ولكن في الاتحادية . تغيرت الوجوه وتغير المكان ولكن نفس السلوك ونفس طقوس التسبيح بحمد الحاكم هي هي .
هل انتهت جمهورية الخوف بعد الثورة ؟ بالطبع لا فالأخوان يخيفون كل من يخالفهم الرأي وما يملك الرئيس من سلطات الآن تخيف العفاريت ولي البشر فقط.
هل انتقلنا من مجتمع المكافأة الي مجتمع الكفاءة ؟ الناظر الي نائب الرئيس الذي هو أخ لوزير العدل ونسيب النائب العام يدرك ان المكافأة اهم من الكفاءة في عهد الاخوان .
هل انتقلت مصر من مجتمع التطبيل للحاكم الي مجتمع حر ؟ بالطبع لا كما يشاهد كل منكم التطبيل بأنواعه المختلفة ولكن على استحياء ومن تدرب في مدرسة مبارك مازال ممسكا بالعصا من المنتصف ينشد الحرية في النور ويسير سير العبيد في الغرف المغلقة.
هل منكم من يذكر مصر عندما هاجت على الملابس الداخلية لفتاة تضرب وتعرى في ميدان التحرير وكان نص مصر يلوم الضحية والنصف الآخر يتحدث عن العباية أم كباسين ؟
هذه قيمة من قيم المجتمعات المنحطة لا المجتمعات الحرة.
إذا كان تغيير النظام يعني تغيير المنظومة القيمية الحاكمة للمجتمع لا تغيير أشخاص، إذن مازالت الصيحة قائمة " الشعب يريد تغيير النظام " لان النظام الذي نحيا في ظله لا يؤمن بالحرية فقط هو استبداد من نوع جديد، استبداد باسم الدين . لكن العفن هو هو.