آراء حرة

07:00 صباحًا EET

عمرو عبدالرحمن يكتب: مصر بصدد الانتصار علي الجيش الارهابي العالمي

تحت عنوان (دراسة إسرائيلية: لماذا يتعثر الجيش في سيناء؟) نشر موقع يدعي ( مصر العربية ) مقالا للسفير الاسرائيلي السابق في مصر ( تسفي مزئيل ) زعم فيه ان مصر فشلت في حربها علي الارهاب وان تنظيمات مثل انصار بيت المقدس، قد نجحت في البقاء رغم محاولات الجيش المصري للقضاء عليها.

وبحسب المقال المنشور في الموقع المقرب لجماعة الاخوان الارهابية ، فقد واصل السفير الصهيوني ادعاءاته قائلا ان اميركا تتجاهل مصر ولم تساعدها في حربها علي الارهاب وان هذا من اسباب تعثر الجيش في مهمتهـ علي حسب مزاعمه.

من جانبنا وقبل تناول مقال السفير الصهيوني الذي هو كذلك باحث بارز بمعهد القدس للشئون العامة والسياسة، بالنقد والتحقيق، لا يجب ان يغيب عن وجداننا حقيقة ان ناشر المقال المترجم للعبرية، هو موقع منتمي للفكر الاخواني، ومن الغريب ان يتطوع للترويج لوجهات نظر الصهاينة الرامية لغرس بذور الشك في نفوس المصريين نحو جيشهم ، في لحظة هم الأكثر التصاقا به منذ مئات السنين.

وإلي تحقيق المقال عبر مقاطع السفير وتعقيب كاتب هذه السطور؛

* يقول مزئيل : (العملية الإرهابية المعقدة التي نفذها التنظيم الإرهابي الإسلامي “أنصار بيت المقدس” ضد بؤر الشرطة والجيش بالعريش في 29.1 والتي أدت لسقوط عشرات المصابين، طُرحت أسئلة مشروعة- كيف أن أكبر وأقوى جيش عربي بالشرق الأوسط، لا ينجح في السيطرة على تنظيم إرهابي يعمل داخل أرض تحت السيادة المصرية بعد أن أدخل لسيناء تعزيزات واسعة النطاق، تتضمن مروحيات، وحاملات جنود وغيرها من الأدوات.

حيث انفجرت بشكل متزامن عدة سيارات مفخخة في حي السلام بالعريش، بالقرب من نقطة الشرطة، ومقرات أمنية وعدد من المنشآت العسكرية، بالتوازي مع إطلاق قذائف هاون على تلك الأهداف).

ما لم يذكره السفير هنا ان القصف الذي صاحب العدوان بالسيارات المفخخة كان مصدره غزة – عاصمة اسرائيل العسكرية الثانية – حيث قدم العدو الاسرائيلي احداثيات لا يمكها حليفه الحمساوي عن موقع الكتيبة 101 سلاح الحدود، وذلك ضمن الحرب الكونية التي يشنها الجيش الارهابي الدولي ضد مصر، وقاعدته الكبري في واشنطن وقاعدته المتقدمة في أنقرة واذرعه جماعة الاخوان المسلمين وتابعتها حركة حماس وبدعم مالي ولوجستي واعلامي من قطر – الجزيرة، وهذه الأخيرة كانت في موقع الجريمة جاهزة لنقلها علي الهواء مباشرة، قبل أن تبدأ !!!

*ويقول مزئيل : ( قطع الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته لأديس أبابا حيث كان يشارك في القمة السنوية للاتحاد الأفريقي وعاد للقاهرة لإدارة الحدث. قال إن “مصر تواجه أقوى تنظيم سري في القرنين الماضيين” مشيرا بذلك وبقوة إلى تنظيم الإخوان المسلمين الذي تأسس في 1928، أي في القرن الماضي وواصل نشاطه في القرن الـ 21  من خلال “التنظيم السري” الذي أنشأنه حسن البنا مؤسس التنظيم حتى نهاية الثلاثينات بهدف إسقاط نظام الملك فاروق وإقامة حكم إسلامي يؤدي للخلافة.

هذه أول مرة في التاريخ يذكر أحد أن جماعة الاخوان كانت معادية لحكم الملك فاروق بل كانت وراء محاولة تنسيبه لبيت النبوة بلا سند ..

ومن موقع ويكيبيديا الاخوان المسلمين، نقرأ ما يلي في العلاقة بين الاخوان والقصر في عهد الاحتلال البريطاني لمصر:

(الإخوان المسلمون ينظرون إلى الملك باعتباره الحاكم الشرعي للبلاد، وهذا شئ لا خلاف عليه بسبب طبيعة الحكم في مصر، وهذا ما كان يتعامل الإخوان مع الملك فؤاد عليه، إضافة لذلك أنهم ما كانت تحدث حوادث إلا وأرسل الإخوان للملك بالنصح والإرشاد، سواء في قضايا التبشير أو انتشار الموبقات وغيرها.

ولم يقتصر الأمر على الملك فؤاد بل كانت أيضا العلاقة مع الملك فاروق كذلك خاصة في بداية حياته خاصة أنه كان يؤدي الفرائض ويعمل على إعزاز الإسلام، فكان موقف الإخوان منه الحب والولاء، وكان مكتب الإرشاد يصدر عن هذه الفكرة ويعمل على توثيق الرابطة، وإفهام رجال السراي هذه الحقيقة، وكل ذلك كان لا يمنع من توجيه النصيحة للملك عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).!!!!!

وليس معني أنهم لم يحاولوا مطلقا إسقاط نظام الملك فاروق أو فؤاد من قبله، ان الاخوان كانوا يتعاملون مع النظام الملكي وقتها او اي نظام آخر بنوايا صافية، بل كان سلوكهم دائما هو التقية (الشيعية) ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

*ويقول مزئيل : (خلال الأشهر الـ 18 الماضية منذ الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم اتسعت للغاية نشاطات تنظيمات الإرهاب الإسلامي بسيناء والتي اتحدت في غالبتها تحت اسم “أنصار بيت المقدس” الذي اتضح أنه ذو قدرة عملياتية مذهلة. يشار إلى أنه في أكتوبر الماضي نجح التنظيم في قتل 31 جنديًا في هجوم على موقع عسكري).

تهويل لا مبرر له لحجم تنظيم انصار بيت المقدس الذي بدون مساعدة حماس واسرائيل له فهو تنظيم من ورق.

وليس معني قدرة التنظيم علي ارتكاب جريمة كل ستة اشهر أنه (ذو قدرة تنفيذية هائلة) .. بمعلومية النجاحات التي حققتها القوات المسلحة المصرية علي الارض واعترف بها العدو قبل الصديق، الي جانب صعوبة حرب العصابات علي جيش نظامي وهو الأكبر والأقوي بفضل الله في المنطقة كلها، وكذا مراعات العقبات السكانية التي يواجهها في حرب مفتوحة بعرض مساحة كبيرة لشبه جزيرة سيناء.

وأحدث الأدلة علي ذلك ما نشرته وكالة رويترز علي لسان احد قادة تنظيم انصار بيت المقدس الارهابي قائلا أن الجيش المصري يصعب مواجهته واعترف بأن القائد عبدالفتاح السيسي قد نجح في حربه علي الارهاب في سيناء وجاءت نص كلماته كما يلي :

(الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي القائد السابق للجيش يحقق نجاحا في حملته لتضييق الخناق على الجماعات الاسلامية المسلحة)..

ويضيف :(أعدادنا أقل من قبل. فقد قتل كثيرون منا. واعتقل كثيرون. وقوات الأمن في كل مكان)


رابط التقرير للاطلاع

*ويقول مزئيل : (الجيش المصري الذي أدخل تعزيزات قوية لشمال سيناء بموافقة إسرائيل خرج في عملية واسعة النطاق: تم اكتشاف وتدمير 1850 نفقًا، وتصفية واعتقال مئات المخربين وضرب العشرات من بؤرهم. كان من المتخيل خلال الأسابيع الماضية تقلص عمليات التنظيم).

العملية الجارية حاليا بكافة الأسلحة التكتيكية والنوعية ضد فصائل الارهاب في سيناء وخاصة جبل الحلال تحت شعار “قتل العقرب” سيكون لها مردود حاسم علي صعيد حرب مصر وحرب المنطقة كلها ضد الارهاب الماسوني المتأسلم.

*ويقول مزئيل : (المصريون قلقون بلا شك. العمليات الإرهابية لم تعد تقتصر على سيناء بل وصلت داخل مصر نفسها. فمن وقت لآخر تنفجر أو يتم اكتشاف عبوات ناسفة بالقرب من نقاط الشرطة، والمنشآت العامة، وأعمدة الضغط العالي ومنشآت أخرى، سواء بالقاهرة أو المحافظات المختلفة. الأضرار لا تزال قليلة وبعض المخربين تم اعتقالهم. لكن العمليات تتواصل وعلى مر الوقت يمكن أن تضر بمعنويات السكان وكذلك النمو الاقتصادي).

 حقيقة سليمة (نظريا) لكنها تفتقد نقطتين أساسيتين :

اولا : ان المحلل العسكري الاسرائيلي تعمد بتر العلاقة بين ارهاب الخارج (في سيناء) وارهاب الداخل عبر المظاهرات المسلحة والقنابل والمفخخات في كل شبر من ارض مصر، مع ان المجرم واحد في الحالتين وإن اختلف في التكتيك.

ثانيا : ان ارهاب الداخل لا يزيد المصريين الا تكاتفا وإصرارا علي المواجهة ووضوحا في رؤية العدو الحقيقي الذي يسعي جاهدا لتجميل وجهه القبيح والظهور بمظهر الضحية والشهيد والمضطهد والذبيح، إلخ من هذه الهرتلات.

*ويقول مزئيل : (تواصل جماعة الإخوان المسلمين التي ﻻ تبدو مستعدة للإقرار بهزيمتها دعوة مؤيديها للتظاهر. صحيح أنها لا تنجح في حشد الجماهير وتضطر للاكتفاء بشكل عام بتظاهرات قوامها بعضة مئات من الأشخاص فقط، لكن تلك التظاهرات تصبح أكثر عنفا، سواء من جانب المتظاهرين الذين يعبرون عن خيبة أملهم أو قوات الأمن التي تفقد صبرها).

اعتراف بأن الجماعة فقدت شعبيتها في الشارع، الذي كان مصدر قوتها الحقيقي علي مدي عامين 2011 و2012.

*ويقول مزئيل : (لم تفقد مصر حتى الآن استقرارها النسبي وما زال السيسي يحكم البلاد بشكل جيد ويعمل دون أن يغمض له جفن- وبنجاح غير قليل- لدفع اقتصاد مصر. لكن الأجواء بين الجماهير ثقيلة إزاء الإرهاب المتواصل وعدم نجاح الجيش. مع ذلك، يواصل المصريون بشكل عام الاعتماد على السيسي ذلك لأنه ملاذ مصر الأخير للحفاظ على استقرارها ودفع اقتصادها).

اعتراف صهيوني أن برغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الراهنة لغالبية المصريين إلا ان قائدهم ورمزهم العسكري (عبدالفتاح السيسي) لازال في نظرهم هو الأمل الوحيد لإنقاذهم والأخذ بيد مصر خروجا من الأزمة.

*ويقول مزئيل : ( المثير للدهشة، أن مصر التي تصارع الإسلام الراديكالي، لا تحظى بمساعدة من الغرب. وعلى الأخص الولايات المتحدة التي ترتبط مع مصر باتفاقات للمساعدات الأمنية منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل. إدارة أوباما تواصل إبداء تأييدها للإخوان المسلمين وتعتبرهم تيار سياسي أصلي وشرعي في الإسلام. خلال الأسبوع قبل الماضي تجلى هذا التأييد بشكل لاذع يضر بمصر، عندما تم استقبال وفد من الإخوان المسلمين فر أعضاؤه من مصر لحديث بوزارة الخارجية بواشنطن.

أحد أعضاء الوفد تم تصويره بجوار شعار وزارة الخارجية بينما يشير بأصابعه بعلامة رابعة، ونشرت الصورة على الشبكات الاجتماعية في تحد واضح للسيسي. صحيح أن واشنطن أرسلت مؤخرا عشرة مروحيات أباتشي، كانت مصر بحاجة إليها في حربها بسيناء ضد المخربين، لكن المساعدات الأمنية التي علقت كعقاب للسيسي لم يتم استئنافها بشكل كامل. ويواصل أوباما تجاهله للسيسي ولا تحظى مصر بمساعدة في المجال القوات الخاصة وكذلك لم يبذل الاتحاد الأوربي أي جهدا لمساعدة مصر).

 يقلب المحلل الاستراتيجي الاسرائيلي الحقائق رأسا علي عقب حينما يتحدث عما يصفه بـ”تجاهل امريكا والغرب لمصر”!!

وكأنه لا يريد الرضوخ لاعتراف مفاده ان ثورة يونيو المصرية الكبري قامت بالأساس ضد النفوذ الاميركي وذراعه الاخواني المتاسلم الذي ينتهمي له الرئيس الاميركي باراك اوباما نفسه…

ولا يريد النظر بأكثر دقة تجاه العلاقات العسكرية التي أقامتها مصر مع اليونان والي صفقات السلاح التي تم ابرامها اخيرا مع فرنسا، وتضمنت طائرات رافال وفرقاطة …

والأهم أنه يتغافل عمدا عن حقيقة ان مصر هي التي تتجاهل امريكا في كثير من قراراتها رافضة الخضوع لمشيئتها، بدءا برفض القائد السيسي أية إملاءات أميركية استهدفت حماية او الافراج عن جواسيس المخابرات الاميركية من عناصر الجماعة الارهابية كخيرت الشاطر صاحب المقابلة الشهيرة والوحيدة من نوعها في التاريخ مع جون ماكين (في السجن) !!!

كما ان مصر – السيسي، كانت تعلم وهي تيمم وجهها قبل المشرق (الروسي) أنها بذلك تتحدي التاريخ المشبوه مع أمريكا والذي امتد لأكثر من اربعين عاما وانتهي بأن أصبحت أمريكا تتحول شيئا فشيئا من دولة صديقة ثم حليفة ثم شريكة إلي دولة معادية.. وهو الأمر ذاته الذي يكاد ينطبق علي الاتحاد الاوروبي وإن كان بدرجة أقل، نظرا للعلاقات الودية التاريخية التي تربط مصر بعدد من دوله مثل فرنسا وألمانيا وايطاليا.

*ويقول مزئيل : (في مصر هناك الكثير من عبارات التضامن مع الجيش الذي يرمز إلى وحدة البلاد أكثر من أي جهة أخرى، والذي يتم تبجيله بصفته المدافع حتى النهاية.

وفي هذا اعتراف كامل بتضامن الجيش وشعبه في حربه المقدسة ضد أعدائه.

*ويقول مزئيل : (من جهة أخرى كانت هناك انتقادات في سائل الإعلام في ظل وجود حرية تفوق ما كان في الماضي).

وفي هذا اعتراف آخر منه بأن الاعلام في عهد ثورة يونيو بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر انفتاحا أمام الآراء المخالفة، عن أي عهد سابق.

وختاما، من المهم الاشارة الي ان نجاح مصر المرتقب في معركتها ضد الارهاب، يعني انتصارها في اجيال الحروب جميعها، بما في ذلك الرابع والخامس والسادس وحتي السابع، وأن هذه الانتصارات المرتقبة بفضل الله، ستضطر العدو الصهيوماسوني العالمي إلي العودة للمربع رقم صفر، وبالأحري إلي مرحلة الجيل الأول من الحروب (التقليدية) أي جيش ضد جيش، بعد قطع جميع الأذرع المتأسلمة وسقوط الأقنعة الزائفة.

وسيكون علي جيوش الماسون (النيتو وغيره) مواجهة خير أجناد الأرض، في حرب يخوضها بالنيابة عن الانسانية كلها.

وحينئذ يكون لكل مجال مقال…

والله المستعان . إنه نعم المولي ونعم النصير.

التعليقات