آراء حرة
محمد حمادى يكتب : هيا بنا نقرأ
القراءة هى منارة العقول ، وروح الوجدان ، فى كل زمان ومكان ، التى منها عرف الانسان شتى انواع العلوم والمعرفة منذ بدء الخليقة ، فالقدماء المصريين هم اول من عرفوا الكتابة والقراءة ، فبداوا بالكتابة على الحجر بالنقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد ثم بداوا بعد ذلك بالكتابة على ورق البردى والتى من خلالها تم تدوين الخطابات الادارية والعلمية الهامة التى من خلالها عرف الانسان العلوم.
ايضا عرف الانسان القراءة من خلال الاديان فلقد ارسل الله سبحانه وتعالى الانبياء الكرام وانزل عليهم كتبه ليعرف الانسان ربه الذى خلق هذا الكون الفسيح وليعبده العبادة الصحيحة ، فقد انزل الله سبحانه وتعالى الى نبيه الكريم محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ القراءان الكريم فقد كان اول من نزل من القران الكريم قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذى خلق ) فلقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم وامته الاهتمام الاول وهو القراءة حتى يتيسر لهم بعد ذلك فهم الايات القرانية بما تحتويه من احكام وتشريعات .
الاهتمام بالقراءة شىء ضرورى وهام جدا ، فى مجتمعنا الحاضر لابد من تسليط الضوء عليه وحث الناس على ضرورة الاهتمام بالقراءة .
نريد استعادة مهرجان القراءة للجميع الذى غاب منذ سنوات فكان لهذا المهرجان دورا بارزا فى تثقيف المجتمع المصرى على مدى سنوات ولدت فكرة المهرجان خلال فترة مؤتمر الاتحاد الدولى للناشرين الذى عقد فى لندن عام 1991 حيث نوقشت به ظاهرة مكتبات الاطفال فى مصر والدور الاجتماعى والثقافى الذى يمكن ان تلعبه فى حياة الطفل ، كان اول احتفال لهذا المهرجان عام 1991 فى مكتبة عرب المحمدى وتحت شعار “القراءة للجميع ” وفى عام 1992 ومع عام ” طفل القرية ” انطلق المهرجان لياخذ بعدا جديدا من الاهتمام باطفال مصر عموما سواءا بالمدن او القرى ، وافتتح المهرجان بقرية البراجيل وبدات تجربة المكتبات المحمولة .
وجاء نجاح التجربة ليؤكد ايمان المصريين باهمية القراءة ، واخذ المهرجان بعدا جديدا الا وهو اعلان جوائز ادبية وثقافية من خلال جمعية الرعاية المتكاملة ، وفى مهرجان 1993 كان الشعار ” مكتبة فى كل مكان ” واعلنت ادارة المهرجان عن ادخال الحاسب الالى وتعليم اللغات الاجنبية ضمن فعاليات المهرجان ، وياتى عام 1994 ليدخل مرحلة جديدة حيث يحمل شعار ” للطفل .. للشباب .. للاسرة ” وبذلك يشارك الجميع فى فعاليات المهرجان وتاتى مطبوعات مكتبة الاسرة لتؤكد هذا المعنى وياتى مشروع مكتبة الاسرة والذى شارك فيه عدد من الوزارات بجانب جمعية الرعاية المتكاملة الذى يعد اضخم مشروع للقراءة فى تاريخ مصر الحديثة ، وفى العام الخامس للمهرجان عام 1995 وتحت عنوان ” نحو قراءة عربية سليمة ” افتتح المهرجان قاعة يوسف السباعى بمسرح التليفزيون بمصر الجديدة وتم افتتاح المكتبة السمعية لفاقدى السمع ، وجاء المهرجان السادس لتواصل النجاح وبتحول المهرجان الى اهم واكبر مشروع ثقافى تشهده مصر.
ثم عام 2004 كان الاحتفال بمرور عشر سنوات على انشاء مكتبة الاسرة واصدرت ملايين النسخ لما يقرب من الف عنوان ، وتنوعت اصداراتها بين القديم والحديث وقامت المكتبة باصدار مجموعة من الموسوعات التاريخية واعادت تقديم مصر القديمة وقصة الحضارة ووصف مصر .
وقد عمل المهرجان على توفير اكبر عدد ممكن من المكتبات العامة لكل افراد الاسرة والمكتبات المحمولة والمتنقلة ومكتبات الشواطىء كما ظهر العديد من الافكار والبرامج لتحقيق الغرض ذاته مثل انشاء نوادى القرن الــ 21 والركن الاخضر واقرا لطفلك وغيرها ، كما تم التوسع فى انشاء فروع لمكتبة مصر العامة فى اقاليم مصر ضمن برنامج قومى يجرى استكماله خلال السنوات القادمة ضمن انجازات مهرجان القراءة للجميع .
نريد من الدولة الاهتمام مرة اخرى بمهرجان القراءة للجميع والانشطة المصاحبة معه لتاسيس الطفل على حب القراءة والاطلاع ، ونشر المكتبات المتنقلة فى عموم مصر ، ان خلاص مصر من الافكار المتطرفة والسلوكيات الخاطئة يبدا من هنا ـــ القراءة فهى قادرة على تغيير وتوسيع المفاهيم والمفردات فى عقول الناس وتهذيبه وتقويمه وتحصينه من الافكار الظلامية والسيئة .