تحقيقات
هل تحدى معرض الكتاب الإرهاب الأسود؟
يعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب من أكبر معارض الكتاب فى الشرق الأوسط، بدأ في عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، ويتبع معرض القاهرة الدولى للكتاب، الهيئة العامة للاستعلامات المصري فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب، لهذا احتفلت دورته عام 2008 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام.
ويشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية ويقام به أيضا العديد من الندوات الثقافية بالأضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية، كما تم إضافة جزء من سوق سور الأزبكيه المخصص للكتب المستعملة والتي تباع بأسعار زهيدة.
ويعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب فرصة نادره للقاءات الثقافية وتبادل الأفكار حيث يقصده آلاف من جميع أنحاء الجمهورية بل ومن الخارج.ويعتبر واحد من أكبر المعارض في العالم والأكبر في العالم العربي وأقدمها كذلك، وفى هذا السياق اقيم معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام 2015 فى دورته والسادسة والاربعين تحت شعار الثقافه والتجديد وحول اختيار شعار” الثقافه والتجديد” عنوان لمعرض هذا العام وتفاصيل مشروع “كتاب ديلفري” الذي تقدمه الهيئة بالتعاون مع أخبار اليوم،قال الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئه العامه للثقافه “هناك لجنة تتفق على عنوان المعرض وبعد دراسات تم الاتفاق على أن يكون الثقافة والتجديد هو عنوان المعرض للاسباب الاتيه اولا : إننا في مرحلة بناء مجتمع جديد بعد ثورتين لابد وان يكون للمثقف دور اساسى وهام وتجديد الوعي في المقام الأول كما ان السبب فى اختيار الامام محمد عبده كشخصية المعرض هو امر اساسه الرغبة فى تجديد الخطاب الدينى والسياسى والثقافى واختيارنا لعنوان المعرض ايضا يقوم على قناعتنا ان هذا هو ما تحتاجه مصر فى الفترة الراهنة”.
اما فيما يتعلق بمشروع كتاب دلفرى قال “يتيح هذا المشروع وصول كتب الهيئة العامة المصرية للكتاب عن طريق توصيله للقراء في جميع أنحاء مصر بنفس سعره دون اضافات فى الثمن وذلك بالتعاون مع مؤسسة أخبار اليوم “.
وعن مشاركة الهيئه العامه للكتاب قال “اننا نشارك بالعديد من الكتب منها كتاب ابن عروس لعبد الرحمن الأبنودي، وحضن العمر لفتحية العسال، وقناة البحرين الإسرائيلية لجمال يوسف، جزءين من الأعمال الكاملة للكاتب جمال الغيطاني، الحرب في بر مصر ليوسف القعيد، وغيرها “.
اما فيما يتعلق بكتب القرضاوى والاخوان وما اثير حولها من مشاكل ورفض من قبل جماهير المعرض اضاف “أن وزير الثقافه امر برفع هذه الكتب التى تم عرضها بجناح دار الشروق، دون علم وزارة الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، ولكن الجمهور الوطنى الواعى رفض أن يكون لهذا الرجل الذى يناصب مصر وشعبها وجيشها كتب داخل المعرض، واستنكروا أن يعكر صفو هذا العرس الثقافى مثل هذه الكتب.” وعن الاهتمام بالطفل هذا العام شهد مخيم الأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إقبالا كبيرا من الجمهور على فعالياته التي تشرف عليها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وضمت الفعاليات ورشة فنية لعمل جدارية، وعرضا فنيا لفرقة كورال أطفال بهتيم، وورشة أطفال للأطفال، وورشة طين، وصلصال ومسابقة بعنوان «فكر واكسب. وعن دور الفن والموسيقى لم يغفل معرض الكتاب دورهم لقد أقام مخيم الفنون في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حفلا غنائيا لفرقة محمد عبدالوهاب للموسيقى العربية، وشهد حضورا كثيفا من جانب جمهور المعرض.
وقدمت الفرقة، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، خلال الحفل مجموعة من أشهر أغاني الفنان الراحل عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وايضا كوكب الشرق ام كلثوم وسط تصفيق واعجاب الجمهور وعن اهم الكتب التى تصدرت مبيعات المعرض هذا العام تصدرت كتب التنمية البشرية وتعليم الأطفال والمرأة المبيعات ،وأكد عدد من أصحاب المكتبات ودور النشر إن الإقبال على الكتب الدينية كان واضحا خلال الأيام الأولى للمعرض،وتزايد الإقبال على كتب”داعش”بعد واقعة مقتل الطيار الأردنى.كما شهدت كتب الطهى والحلويات إقبالا كبيرا حيث أقبلت كثير من النساء على شراء كتب الطهى والديكور والعلاقات الأسرية.
قد أقامت وزارة الثقافة المصرية جناحا مخصصا لإصدارتها المختلفة بتخفيضات لأكثر من 50 في المائة، وهو ما لاقى إقبالا كبيرا من الجمهور وساهم في نفاد كثير من الكتب المتميزة.
والجدير بالذكر أن هناك 40 دولة عربية وأجنبية تشارك في العام الحالي لمعرض الكتاب ولم تعتذر أي دولة، إضافة إلي وجود 50 ناشرا أجنبيا، مضيفًا:”لدينا 500 فعالية ثقافية وفنية في المعرض العام الحالي، وهو ما يجعله أكبر حدث ثقافي في العالم , ومن داخل احد الاجنحة قال محمود احمد وهو احد الناشرين ان الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي التي تباع بـ10 جنيهات،وموسوعة مصر القديمة بـ10 جنيهات، وعدد كبير من الكتب في النقد والأدب والمسرح والشعر والفن التشكيلي،سعرها يتراوح من جنيه واحد إلى خمس جنيهات.
كما افاد ان كتب داعش وبن لادن حققت مكاسب فى البيع كبيرة لم نكن نتوقعها وكان سعرها رخيص يتراوح من ستين الى سبعين جنيه وتخضع ايضا للخصم ويرى ابراهيم عفيفى مشرف بدار نشر أن المبيعات هذا العام أفضل من العام الماضي وأن الإقبال الجماهيرى فاق كل التوقعات، مما يؤكد أن مصر تسير نحو الاستقرار رغم كل ما يحدث كما أضاف أنه يوجد آلاف العناوين الجديدة التي تشبع كل الأذواق خاصة مع تبدل أذواق القراء من الكتب الخاصة بالثورة إلى كتب الشباب والكتب الخفيفة والروايات العربية والروايات المترجمة، وكتب التصوف ووقف احمد كامل ، أحد الباعة بمكتبات «سور الأزبكية»، ينادي على الكتب والروايات ذات السعر البسيط ينادى الزائرين، وحول الإقبال الشديد على الكتب المخفضة، قال هذا أمر طبيعي في ظل ارتفاع أسعار الكتب في دور النشر الكبرى، أن يعتبر المعرض فرصة لعشاق القراءة أن ينتقوا ما يريدون، ونحن نحرص على جمع أفضل ما لدينا من كتب لعرضها، خصوصا التي يسأل عنها زبائن السور طوال العام موكدا ارتفاع معدل اقبال الجمهور لهذا العام بالرغم مما تمر به من مصر من استهداف من قبل الجماعة الإرهابية ويرى أن إقبال الجمهور بشكل كبير بمثابة رسالة هامة للعالم بحبهم للمعرفة وللوطن وتقول منه طالبة بكليةالالسن :أتيت الى المعرض مع صديقاتى لشراء كتب فى اللغة الفرنسية تخصص دراستنا بالجامعة ،وأضافت أيضا أنها تحب قراءة الروايات الأدبية والقصص مؤكدة أنها سعيدة بالمعرض هذا العام.
وقالت:”أحرص على زيارة المعرض كل عام اكثر من مرة حيث أجد هنا تنوعا كبيرا في دور النشر العربية والأجنبية، والأعمال الروائية وأحرص على شراء بعض الكتب كهدايا للأصدقاء وقال احمد منصور طالب فى كلية الحقوق احرص وانتظر سنويا قدوم المعاض لا اتعرف على احدث الكتب والقواميس القانونية وكذلك سور الازبكية واعمل للمعرض ميزانية له و ابتسم وهو يقول: فى الغالب الميزانية لا تكفى واضطر الى الاخد من والدى لاشترى ماريده وهو لا يرفض طلبى لانه دائما ما يشجعنى على القرائه اما مروة طالبه فى كلية التجارة فقالت اشترى من معرض الكتاب مجموعة كتب لاقراء فيها حتى ياتى المعرض القادم وفى كل الاحوال انتظر قدوم المعرض ولا اشترى من الخارج الا ما يخص الدراسة فقط قالت ميادة على طالبة بكلية الآداب إنها تهتم بزيارة المعرض كل عام وأنها تفضل سور الأزبكية لرخص أسعار الكتب به عن كتب دور النشر الأخرى.
وأوضحت أن الرواية الإنجليزية والكتب النادرة تأتى فى بداية قائمة الشراء للكتب التى تقبل عليها اما الاعمال التاريخية والدينية هى الاكثر اقبالا لكبار السن كما قال لنا الاستاذ خالد المصرى حيث اكد انه يحرص سنويا على المعرض من اجل الحصول على الكتب الدينية الوسطية والتى تشرح الدين الصحيح كا كتب الشيخ الشعراوى والامام محمد عبده وكذلك الكتب التاريخية التى تحكى تاريخ الامم وعلى الجانب الاخر شهد معرض الكتاب حضور كثير من الاسر لقضاء يوم لطيف فى الهواء الطلق بصحبت اطفالهم كما اشارت السيدة عطيات ابراهيم وعندما طرحت عليها سؤال بعدم تخوفها واولادها لما تمر به البلد من عمليات ارهابية ردت قائله ” ان الاعمار بيد الله ” وانها جاءت لتعود اطفالها منذ الصغر على معرض الكتاب لينشاؤا نشاءه ثقافية سليمة شهد معرض الكتاب ايضا مشاركة اوربية واسيوية من كافة الدول حيث التقينا بمجموعه من الطلاب من اندونسيا والهند يدرسون فى الازهر ويتحدثون العربية وقد اشادوا بالمعرض والكتب التى يحتويها وكانت الاولوية لهم الكتب الدينية والتاريخية ولا نستطيع بالطبع ترك المعرض الا بالمرور على الا جنحة العربية المختلفة المشاركه فى المعرض هذا العام وكانت بالطبع اولى جولتنا داخل جناح السعودية وهى ضيف الشرف هذا العام.
ومن داخل جناح السعودية التقت “جريدة مصر 11:” بالدكتور خالد الوهيبى الملحق الثقافى للمملكة العربية السعودية الذى اشاد بالمعرض هذا العام ومشاركة السعودية كضيف شرف فيه وهو ما ادى الى التوسع فى مساحة الجناح السعودية بدرجة كبيرة وصلت من 2800 متر الى ثلاثة الالف متر فاقت الاعوام السابقه وذلك بسبب حرص كثير من دور النشر العامه والخاصة للمشاركة فى المعرض وقد حرصت السعودية هذا العام على هذه المشاركات كما أكد الدكتور خالد بن محمد الوهيبي اعتزاز المملكة العربية السعودية بمشاركتها كدولة ضيف شرف، في معرض الكتاب، موجها الشكر إلى الإدارة العامة للمعارض على ما تقدمه من دعم لجناح المملكة واختيارها ضيف شرف لهذا العام. وقال إن مشاركة المملكة العربية السعودية والملحقية الثقافية بالمعرض تأتي من دورها والمواقف الراسخة التي تنتهجها المملكة قيادة وحكومة وشعبا تجاه مصر.
وأشار إلى أن مشاركة المملكة انعكست على صعيد الإقبال الجماهيري على المعرض، حيث وصل عدد الزائرين إلى أكثر من 200 ألف زائر مضيفا ان مصر بلد تتمتع بالامن والامان وقد انعكس ذلك على مشاركة السعودية هذا العام بل وكانت هى ضيف الشرف بالاضافة الى الجموع الغفيرة من الجماهير التى تتوافد يوميا الى المعرض وقد تعدت النصف مليون زائر ومن الجناح السعودى الى الكويتى حيث مثلت الكويت فى المعرض هذا العام باكثر من موسسة ثقافية ودار نشر مختلفة وهذا ما اكده الاستاذ عيسى عبد لله المسئول عن الجناح الكويتى الذى يحتوى على مجموعه من اروع الكتب التى تتحدث عن الكويت وتاريخها عبر العصور ومامرت به من احداث مختلفة مؤكدا عشق الكويت لمصر والمصريين وضرورة المشاركة الثقافية الثانوية من خلال عرس معرض الكتاب ليتعارف الشعبين المصرى والكويتى على تاريخهم والى الجناح السورى.
حيث قال خالد امين صاحب اكبر دور نشر سوريه رغم ما تعانيه سوريا من احداث مؤسفه ورغم ما تعرضوا له من عوائق امنية لدخول مصر الا انهم يحرصون سنويا على مشاركة سوريا فى المعرض وجميع انواع الكتب المختلفة باختلاف تخصصاتها متواجده فى المعرض مؤكدا انه رغم الظروف الماسوية التى تمر بها سوريا الا انهم لابد ان يظلوا يعملون لدعم الثقافة العربية واكبر داعم لهم هو مشاركتهم هذا العام فى المعرض ومن الجناح السورى الى اللبنانى حيث اكد ماهر جبالى صاحب احد دور النشر اللبنانى حرصهم على المشاركة فى المعرض منذ 45 سنه وان معرض الكتاب يمثل لهم اهمية تقافية كبيرة من اجل التواصل مع القارئ المصرى على الرغم انه قد تكون المشاركة فى المعرض غير مربحة خاصة بعد ما توقف نشر كثير من الروايات المصرية التى كانت تصدرها دور النشر اللبنانى مثل نشر كتب للادباء احمد حمروش وثروت عكاشة وغيرهم كما كان فى الماضى الا ننا حريصون على التواصل الثقافى والتعارف مع الموزعين المختلفين فى مصر مشيدا بالاقبال الجماهيرى الرائع ومبشر الى ان مصر تسير على طريق الامن والامان.