مصر الكبرى

08:46 صباحًا EET

عندما يصبح البقال فرعونا

عندما يصبح البقال نصف اله او فرعون او حكيم القرية فهذه علامة من علامات الانحطاط وانهيار الامم. ورؤساءنا واخرهم مبارك هم بالعين والسن مجرد  بقال الحارة او القرية محدود الذكاء والذي يجد نفسه ونتيجة لفراغ سياسي انه حكيم القرية، يصلح بين الناس ويطلق هذه ويجوز تلك ويقرض الناس وفجأة يتحول من كان اهطلا الي الحاج محمد الذي تنفخ فيه الحارة او القرية فيصبح نصف اله في ثياب رثة. مبارك كان هو البقال الحاج محمد ، الرجل محدود الذكاء الذي نفخ الناس في صورته واصبح  الناس يهابونه، و فجأة  أصبحت  كلمته هي العليا لان القرية او الحارة ليس بها من لديهم الشجاعة للتصدي للشأن العام .

وهكذا مرسي الذي كان من قبل شيئا منسيا اصبح هو صاحب الحكم فعاث في الارض فسادا يلغي هذا ويطرد ذاك. طرد عنان وطنطاوي غير مأسوف عليهم وكشف ان العسكر جماعة من ورق. والان يبخ في القضاة وفي بقية شرائح المجتمع ولو سكتوا واستسلموا فسيركب ويدلدل رجليه كما نقول بالعامية المصرية. سلوك الرئيس محمد مرسي والاخوان وانقلابهم على الدولة وبهذه السرعة يوحي أن هؤلاء الناس لا يؤتمنوا على سلطة ويوحي أيضاً أنهم يحتقرون قدرات من حولهم وان غرور القوة قد تلبسهم مثلما يتلبس الجن الانس ويحوله الي انسان مهووس ، كما يحول البقال الي شخصية خرافية.  نحن امام مجموعة من البشر تلهث في اتجاه نموذج ولاية الفقيه الإيراني حيث يتصور الرئيس والمرشد والشاطر انهما،  وكما ذكرت في رأي سابق،  آلهة صغيرة على غرار الثالوث الطيبي أو الأب والابن والروح القدس. فلت العقل فظن الرئيس انه اله صغير.  ولكن الأمثال المصرية التي تكشف مكنون النفوس المريضة تحسبت لذلك في سؤال : يا فرعون مين فرعنك؟ قال مالقيتش حد يردني. فهل نستطيع أن نرد مرسي والاخوان بعد الثورة ونرد أيضاً كل من يظن ان به بذرة الفرعون أو على راسه ريشة او يعاني من عقدة التفوق على غيرة ؟ مصر دائماً قادرة. وكما يقولون مصر دولة عجوز ذات معدة قوية هضمت قبل الاخوان جبروت فراعنة بحق وأخرجتهم من الناحية الأخرى مجرد نفايات لا يذكرها التاريخ وغير صالحة حتى لإعادة التدوير مثل بقية الزبالة . 
 
جمال فندي

التعليقات