الحراك السياسي
السيسي يقول إن مواجهة الارهاب «ستستغرق وقتا طويلا»
قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن الحرب على الإرهاب صعبة وستستغرق وقتا طويلا وأن ثمنها يدفعه الجيش والشعب.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس المصري عقب لقائه مع المجلس الأعلى للقوات المُسلحة وظهر خلالها محاطا بقيادات عليا بالجيش.
وأضاف عقب اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أسفر عن قرار جمهوري يعيد هيكلة قيادة العمليات العسكرية في سيناء “طلبت تفويضا لمكافحة الإرهاب لأنني كنت أعلم أن هذا هو المسار الذي سنتخذه”.
وقال السيسي إن “مصر تجابه أقوى تنظيم سري في العالم” في إشارة إلى جماعة الإخوان.
وأضاف أنه تلقى تهديدات من قيادي وصفة بـ “الأخطر” بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين في يونيو/حزيران 2013، أي قبل عزل الرئيس محمد مرسي، تضمنت أنه حال عزل مرسي سيواجه الجيش المصري هجوما شرسا من مجموعات سوف تتوافد على مصر من جميع أنحاء العالم لنصرة الجماعة والرئيس.
يأتي هذا الاجتماع بعد يومين من تعرض قوات الجيش المصري في سيناء لأعنف هجوم إرهابي منذ الثالث من يوليو/تموز 2013، إذ تجاوز عدد ضحايا الهجوم 40 من جنود وضباط الجيش والشرطة بالإضافة إلى إصابة ما يربو على 60 من بينهم مدنيين.
وحمل الرئيس المصري المواطنين مسؤولية التصدي للإرهاب وحثهم على دعمه أثناء الحرب على الإرهاب مؤكدا أن التصدي لهذه الظاهرة كان اختيارهم من البداية في إشارة إلى التفويض الذي دعا إليه بعد عزل مرسي بأيام.
وأشار السيسي إلى أن هناك إمكانية كبيرة لتكرار الهجوم الإرهابي قائلا “في أفغانستان والعراق ومناطق عدة حول العالم، كانوا يتركون مناطق بأكملها للإرهابيين، أما نحن في مصر فلن نترك سيناء، إما أن تكون سيناء مصرية أو نموت.”
وأكد السيسي على أن المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر، الذي من المقرر انعقاده في مارس/ آذار المقبل، سوف ينعقد ولن يتأثر بما تشهده البلاد من هجمات إرهابية واصفا المؤتمر بأنه “ذراع مصر”.
نتائج اجتماع المجلس
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المنعقد برئاسة السيسي قد أصدر قرارا بتشكيل قيادة موحدة لـ”منطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب” وتعيين اللواء أسامة رشدي عسكر قائدا للمنطقة وترقيته إلى رتبة فريق.
ويتضمن القرار سحب قيادة العمليات في شمال سيناء من الفريق محمد الشحات، قائد الجيش الثاني الميداني، الذي يسيطر جغرافيا على الشمال ومنح قيادة العمليات في شمال سيناء إلى قائد الجيش الثالث الذي كان مسؤولا عن جنوب سيناء فقط.
ويؤدي القرار إلى تغيير هيكلي في قيادات القوات المسلحة بصفة عامة، وقيادة العمليات في سيناء على وجه التحديد.
ومن الجدير بالذكر أن أسامة عسكر يعرف عنه حسن التعامل مع المدنيين.
ولكن لا زال من غير الواضح إذا ما كان الفريق الشحات، قائد الجيش الثاني، سيحال للتقاعد بالإضافة على عدم توافر معلومات عن بقاء عسكر في منصبه كقائد للجيش الثالث فضلا عن كونه قائدا لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد عاد إلى القاهرة بعد قطع زيارته إلى إثيوبيا التي تستضيف قمة الاتحاد الافريقي لمتابعة الأوضاع عقب الهجوم.
وشنت قوات الجيش المصري حملة عسكرية واسعة النطاق لملاحقة منفذي هجمات العريش.
وكانت عشرات المدرعات التابعة للجيش المصري داهمت أحياء مجاورة لحي المساعيد بمدينة العريش، بالإضافة إلى أحياء “زارع والسبيل”، اليوم السبت، وأغلقت عناصر الجيش الطرق المؤدية إلى موقع المداهمات.
وكان الجيش المصري قد شن حملة مداهمات على قرى جنوب الشيخ زويد، فجر السبت، وقصفت الطائرات المروحية تلك القرى، مما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الجماعات المسلحة وإصابة 4 آخرين، بحسب مصادر رسمية.
وبحث المجلس الاعلى “الأوضاع الامنية فى شمال سيناء وتوسيع العمليات وتكثيفها خلال الساعات المقبلة،” فى أعقاب الهجمات التي تعد الأعنف ضد الجيش المصري منذ سنوات في مدن العريش ورفح والشيخ زويد.
واجتمع المجلس لليوم الثاني على التوالي بعد اجتماع الأمس الذي غاب عنه الرئيس المصري الذي قطع مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي بأثيوبيا لمتابعة تداعيات الهجمات الدامية.
وبحث الاجتماع الذي حضره قادة الفروع الرئيسة بالقوات المسلحة “اتخاذ إجراءات جديدة للقوات المشاركة في العمليات، وسبل تتبع العناصر المسلحة والقضاء نهائيا على بؤر وجودها من خلال توسيع نطاق العمليات وتكثيفها بشكل كبير”.
واستعرض الاجتماع الجهد المبذول لمكافحة ما وصفه بيان للمتحدث الرئاسي بـ”الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه، خصوصا شمال سيناء في إطار الالتزام ببسط السيطرة الامنية على كامل التراب الوطني”.
وكان المجلس قد أكد في بيان عقب اجتماعه بالأمس على مواصلة وتكثيف أعمال الدهم والملاحقات للعناصر المسلحة بسيناء وبقية البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية.
وقالت مصادر طبية فى شمال سيناء إن مجندا أصيب بطلق ناري فى القدم صباح اليوم عندما استهدفه مسلحون مجهولون بمنطقة القسيمة بوسط سيناء ونقل لمستشفى بالسويس لإسعافه.
من ناحية أخرى قالت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان إن موظفا مدنيا بإداره مرور شمال سيناء لقي مصرعه برصاص مسلحين مجهولين اقتحموا عليه منزله بحي العبور فى جنوب مدينة العريش.
وأضافت المصادر أن القتيل قبطي.
“الدولة الاسلامية”
وكان فرع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مصر، الذي يُعرف بـ”ولاية سيناء”، قد قال في وقت سابق إن قرابة 100 شخص شاركوا في الهجمات المتزامنة التي وقعت في سيناء.
وزعم التنظيم أنه اخترق منطقة أمنية تابعة للجيش والشرطة في مدينة العريش بثلاث سيارات مفخخة تحمل عشرة أطنان من المتفجرات مستهدفا موقع الكتيبة 101 التابع للجيش ومربعا أمنيا آخر يضم مقار أمنية ومبنى تابع للمخابرات الحربية وفندقا للقوات المسلحة، وفقا لبيان نشر على صفحة التنظيم على موقع “تويتر”.
وهدد البيان بمزيد من الهجمات.
وكان المتحدث باسم الجيش المصري قد قال إن الهجمات استخدم فيها “بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون”، مضيفا أنه حدث “تبادل إطلاق النيران” مع المهاجمين.
واعتبر أن هذه الهجمات “نتيجة للضربات الناجحة التى وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية خلال الفترة الأخيرة بشمال سيناء”.
وأضاف المتحدث أن أحد أسباب الهجمات أيضا “فشل جماعة الإخوان الإرهابية والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير”.
“انتقام للسجينات”
وقد استعرض بيان التنظيم تفاصيل الهجمات وأهدافها في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ووصفها بأنها “غزوة مباركة”.
وقال إن عدد القتلى بلغ “المئات، وعشرات المصابين، بينهم ضباط كبار”.
نشر التنظيم صورا قال إنها لهجماته على المواقع , وأشار إلى أن الهجمات جاءت انتقاما للسيدات المعتقلات في السجون المصرية، وضمن سلسلة عمليات ثأرية “انتصارا للمسلمين” ولهؤلاء السيدات.
وتضمن البيان صورتين قال إن إحداهما لتفجير استهدف مقر الكتيبة 101 العسكرية في شمال سيناء.
ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من تفاصيل الهجمات، التي أصيب فيها أيضا 60 شخصا غالبيتهم من الجيش والشرطة.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول محافظة شمال سيناء منطقة عسكرية مغلقة فرضت فيها حالة الطوارئ وحظر تجوال ليلي عقب هجمات استهدفت كمائن ونقاط عسكرية وأودت بحياة ما لا يقل عن 31 جنديا.
وبحسب بيان التنظيم، فإن مسلحيه هاجموا أيضا كمائن أمنية جنوب وجنوب شرقي العريش، عاصمة المحافظة، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي.
لكنه لم يوضح ما إذا كان أي من مسلحيه قد قتل خلال الهجمات. لكنه ذكر أن اثنين من مسلحيه نفذوا هجوما بأحزمة ناسفة.
وأضاف التنظيم – الذي كان يعرف بـ”أنصار بيت المقدس” قبل أن يبايع تنظيم “الدولة الإسلامية” – أنه شن الهجمات بعد بدء حظر التجوال الليلي في المنطقة “حفاظا على حياة المسلمين”.
زعم فرع تنظيم “الدولة الإسلامية” أنه اخترق منطقة أمنية تابعة للجيش والشرطة في مدينة العريش بثلاث سيارات مفخخة تحمل عشرة أطنان من المتفجرات.
وكان الرئيس المصري قطع زيارته إلى إثيوبيا التي تستضيف قمة الاتحاد الافريقي، وعاد إلى القاهرة.
وشدد السيسي على أن مصر تحارب “أقوى تنظيم سري في القرنيين الماضيين”، متوعدا بالثأر لضحايا الهجمات.
وقال – في تصريح أدلى به قبل عودته إلى القاهرة – “كان هناك ثمن أفدح ستدفعه مصر لو استمر الوضع شهرين وإذا استمر الإخوان في الحكم”.
ودأبت جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها السلطات المصرية تنظيما “إرهابيا”، على نفي أي صلة لها بأعمال العنف التي زادت وتيرتها منذ أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية واسعة.
وتعقيبا على هجمات سيناء، قالت الجماعة إنه “لا حل لهذا الوضع إلا بعودة الجيش إلى ثكناته وإعادة الاعتبار والحقوق لأهلنا في سيناء، ومحاسبة كل المجرمين والقصاص لكل الدماء”، بحسب بيان نشر على موقعها الرسمي على شبكة الانترنت.
وكان السيسي قد أوضح في تصريحاته عقب الهجمات أن “الجيش يضع قواعد وأسس حتى تعيش الدولة، والجيش على استعداد لأن يدفع ثمن ذلك”.
وشهدت مصر قبل أيام مقتل 18 شخصا في اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين خرجوا إحياء للذكرى الرابعة لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.