مصر الكبرى

07:30 صباحًا EET

دولة القرع واحتقار الذات

 
"زي القرع يمد لبره" هكذا يصف المصريون حالهم الذي كان واضحا في الفارق الصارخ بين البحث عن بطولات تلفزيونية لتأييد غزة وبين الفشل الذريع في التعامل مع كارثة اسيوط التي راح ضحيتها أكثر من خمسن طفلا مصريا نتيجة الإهمال والرعوية وسوء الإدارة . في الدول المحترمة، كما كتب الدكتور مأمون فندي ، تكنس الإعلام في حادثة مصل هذه ولكن من يدعون أنهم من قيادات مصر غير الأخلاقية التي كانت هي إنتاج عصر مبارك المنحط ذهب الجميع لعزاء مرسي في وفاة أخته ولم يذهبوا الي اسيوط، احتفلوا بخالد مشعل والتفوا حوله ولم يقفوا مع أمهات معلومة فقدت أطفالها في اسيوط. والسؤال هنا يا ترى لماذا يحتقر المصري ذاته الي هذا الحد؟

يتحدث مثقفي صفوت الشريف الذين تعلموا كلمتين أو تلاتة في السياسة عن مفهوم جلد الذات عندما كان أي فرد ينتقد سياسات مبارك والاخوان لا يختلفون عن مبارك فهم يستخدمون نفس المصطلحات . وأقول هنا أن مصر لا تعاني من جلد الذات وإنما نعاني كشعب من مرض عضال هو احتقار الذات ولهذا نحن كشعب ودولة تغلغلت فينا قيم احتقار الذات والمد لبره لذلك كانت نسبة تغطية كارثة اسيوط مقابل اللت والعجن حول غزة تقريبا 5 الي 100 من وقت الأخبار والتعليقات والتوكتوك شو في مصر.
نحن لا نقلل من قيمة العدوان على غزة  غطينا ذلك بما يناسب الحدث ولكن كانت بالنسبة لنا كارثة اسيوط هي الأهم من اجل أن نوصل للمصريين أن عهد دولة القرع والمد لبرة قد انتهي ومعه انتهي احتقار الذات ولكن لان الصحافة في مصر مازالت هي صحافة صفوت الشريف بلون إسلامي فسنقف في مواجة دولة القرع حتي يعود لأهل البلاد الأصليين حقهم. وهذه هي النقطة التي ظهرت من اجلها مصر11 صحيفة للبدون في مصر  من هم خارج القاهرة ومن يهتمون بمصر ولا يحتقرون ذواتهم صحيفة تمد لجوه وليست صحيفة من صحف دولة القرع نهتم بالداخل أكثر ومهتم أيضاً بالخارج ولكن أبدا " مش حنمد لبره"، أي كانت الإغراءات فهدفنا هو كسر شوكة صحافة صفوت الشريف في مصر.
جمال فندي
 

التعليقات