كتاب 11

09:23 مساءً EET

عفريت العلبة اليمنية‎

ان القبول دائماً  بقدرة إيران على تغير اي واقع سياسي عربي في اي وقت تختاره هي يعني ان نسلم بفشلنا و نجاح إيران بشكل مطلق في تحديد الزمان و المكان ، و ليعذرني البعض ان اختلفت معه ،  فبالرغم من تعقد و تداخل المشهد اليمني الان ،  و لربما ان للتعاطي الإعلامي الانفعالي دور كبير في ذلك ، الا ان ذلك يفرض علينا إعادة قراءة المشهد بروية اكبر . نعم انصار الله ( حزب الله اليمن ) بات مسيطرا على القصر الرئاسي و مقر رئيس الوزراء حتى جهاز الأمن السياسي ، لكن مع كل ذلك لم يتوقف اي إعلامي  ليتساءل : لماذا توقف التمدد الحوثي في مناطق اخرى و بالذات في مناطق تمثل هدفا اقتصادي حيوي بالنسبة للحوثيين ( منابع النفط ) ، و الانكفاء لتأمين أهداف سياسية ( العاصمة صنعاء ) و لوجستية ( الحديدة ) و موانئ اخرى .

 
ان الانهيار الماثل أمامنا الان لكل مؤسسات الدولة اليمنية ليس سببه هشاشة تلك المؤسسات ، بل ان انهيارها بذلك الشكل هو تأكيد على عدم وجودها من الأساس  كما كان علية الحال في ليبيا إبان حكم القذافي او السودان قبل التقسيم ، الدولة بالنسبة لرئيس اليمن السابق هي عاصمة و موسسة امنية قادرة على تأمين بقائه هو ، و مؤسسات تورث فيها المناصب بما فيها الرتب العسكرية . فالبحرية و خفر السواحل اليمنية كانتا تشرفان على اعمال القرصنة و التهريب لا حماية اليمن . علي عبدالله صالح اصل كل ما يحقر من شأن الانتماء الوطني ، و استغل القبائل بما فيهم الحوثيون و تاجر فيهم . و ها هو علي عبدالله صالح عفريت العلبة يدير المشهد بحرفيته المعهودة عبر النفخ في صورة الحجم الحوثي عسكريا و مدنيا ، و قريبا سوف يطل براسه عبر ترشيح ابنه احمد ليكون الشخصية التوافقية و التي سيقبل بها عبدالملك الحوثي لإنتاج دولة سياسية مذهبية معطله مثل لبنان ، ثانيا النكوص على البرنامج الفيدرالي المتفق علية تحت شعار صيانة الوحدة الوطنية ، و اعادة الكره بحرب تأديبية جديدة مماثلة لعامي ١٩٩٤ / ١٩٩٥ 
 
علي عبدالله صالح لا زال يملك ولاء مؤسستي الدفاع و الأمن بما فيها الأمن السياسي بفضل شراء الولاءات عبر تمويل لا محدود من احدى الدول الخليجية ، و غطاء سياسي و خطوط إمداد لوجستي لعلي عبدالله صالح و الحوثيون عبر دولة عربية اخرى ، و كلى تلكم الدولتين مارستا نفس تبادل الأدوار كلما تطلب الامر ذلك لافشال مشروع الوحدة الخليجية . ربما ان  الوقت قد حان ليوضع اليمنيون امام مسئوليتهم الوطنية  في هذا الامتحان ليحددو هم مصير وطنهم قبل اي تدخل عربي او دولي مما سوف يزيد من تعقيد المشهد لا حلحلته ، و الأهم ان ازاحة هذة الفوضى القائمة هو شأن منوط بهم هم اولا حتى يثق بهم شركاء و اشقاء لهم في المصير ، و يجب ان يكون التعبير عن تلك الارادة واضحا لا لبس فيها متى قررو هم ذلك 
 
الحوثيون أوقعوا أنفسهم في مأزق بعدم قدرتهم على فرض ( الاعتراف بالواقع كما هو على الارض ) مما حرمهم  حق سياسي و دستوري و مما سوف يحتم على مجلس الأمن استصدار قراراً جديد قد يكون تحت طائلة البند السابع يسمح بالتدخل العسكري ان تطلب الامر ذلك ، خصوصا بعد فشل المبعوث الاممي جمال بن عمر في تحقيق اي اختراق للازمة اليمنية او فرض اي التزام من قبل الانقلابين الحوثيين احترام اي شكل من اشكال الشرعية الوطنية .

التعليقات