الحراك السياسي
السيسي يدعو الشركات البريطانية لتعزيز استثماراتها في مصر
أعلنت رئاسة الجمهورية، الخميس، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، التقى وفداً موسعاً من ممثلي كبرى الشركات البريطانية، برئاسة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توبياس الوود، بمقر رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأعمال «المصري البريطاني»، بحضور وزيريّ التعاون الدولي والاستثمار، وسفير المملكة البريطانية بالقاهرة، ورئيس الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالترحيب بالحضور، الذين يمثلون 46 شركة بريطانية تعمل في قطاعات الطاقة والخدمات والبنية التحتية وتجارة التجزئة والتشييد والبنوك.
وأطلع السيسي مجتمع الأعمال البريطاني على حقيقة الأوضاع والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى اقتراب مصر من الخطوة الأخيرة لخارطة المستقبل، المتمثلة في الانتخابات البرلمانية.
وطالب السيسي الغرب بضرورة تفهم ما يدور في مصر، إلى جانب تقييم الأوضاع من منظور شامل يأخذ في الاعتبار اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها، مؤكدا رفض الشعب المصري للأفكار المتطرفة وخروجه في ثورة 30 من يونيو دفاعاً عن هويته، وإدراكاً لخطورة العبث بالدين واستخدامه كأداة للوصول إلى السلطة.
كما تحدث السيسي عن الجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى التحذيرات العديدة التي سبق أن وجهها من ظاهرة المقاتلين الأجانب المنخرطين في صفوف التنظيمات المتطرفة، ومخاطر عودتهم إلى دولهم مرة أخرى، بالإضافة إلى أهمية تعزيز الجهود الدولية وتقديم الدعم اللازم للقضاء على الإرهاب، موضحا أن استقرار مصر ونجاحها سيساهم بشكل مباشر في استقرار المنطقة في ضوء دورها المركزي في العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف «يوسف»: أن «الرئيس السيسي شدد على أهمية الدور البريطاني بالنسبة لمصر، حيث تحتل بريطانيا المرتبة الأولى في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة، داعيا الشركات البريطانية إلى تعزيز استثماراتها في مصر، لما لذلك من آثار إيجابية على دفع التنمية الاقتصادية في البلاد، بما يصب في صالح دعم استقرار المنطقة».
وأشار السيسي إلى أن موقع مصر المحوري في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا يسمح لها بأن تكون نقطة ارتكاز حقيقية لانطلاق الاستثمارات والشركات البريطانية إلى أسواق ومناطق أخرى، كما استعرض فرص الاستثمار الواعدة في مصر في العديد من المجالات، مشيراً إلى أن الاقتصاد المصري يتمتع بثاني أعلى عائد للاستثمارات في العالم.
وأوضح السيسي أن الحكومة المصرية تعكف الآن على اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتحفيز المستثمرين، وذلك قبل إطلاق المؤتمر الاقتصادي، الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس المقبل، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية تقوم بالانتهاء من إعداد قانون الاستثمار الموحد، فضلا عن آلية «الشباك الواحد» للقضاء على البيروقراطية، والحد من الفساد، كما تؤكد مصر على التزامها بتعهداتها وحرصها على تسوية كافة المشكلات التي تواجه الاستثمارات الأجنبية في مصر، إلى جانب قيام مصر مؤخرا بسداد ما قيمته 4 مليارات دولار كمتأخرات مستحقة لشركات البترول، بما في ذلك المتأخرات المستحقة للشركات البريطانية العاملة في هذا المجال.
بدوره، أعرب توبياس الوود، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن شكره لقيام السيسي باستقبال الوفد البريطاني، مشيدا بالخطاب الذي ألقاه مؤخرا في الأزهر خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، الذي كان له صدى دولي واسع، مشيرا إلى العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، موضحا أن البعثة البريطانية تعد الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، كما تمثل أكبر بعثة اقتصادية بريطانية يتم إيفادها لأية دولة خلال الأعوام الماضية، مضيفا، أن نجاح البعثة في تحقيق أهدفها يؤشر إلى الإمكانيات الكبيرة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وأكد «الوود» على وقوف بلاده بجانب مصر في تحولها الديمقراطي واستقرارها، مشيرا إلى العديد من برامج التعاون القائمة، والتي تهدف إلى تعزيز القدرات المصرية في العديد من المجالات.
وأشار «الوود» إلى أن التطورات السياسية والتغيرات الاقتصادية التي تشهدها مصر في المرحلة الراهنة سيكون لها مردود إيجابي كبير على الاقتصاد المصري وقدرته التنافسية على جذب الاستثمارات، موضحا أنه الأمر الذي يصب في صالح البلدين، مشيرا إلى أن البعثة البريطانية جاءت لتتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، كما أنها تعد نقطة انطلاق لمشاركة بريطانية فاعلة في المؤتمر الاقتصادي، الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس المقبل.
وتابع: «اللقاء شهد حواراً تفاعلياً بين الرئيس السيسي وممثلي مجتمع الأعمال البريطاني، بمشاركة وزيري التعاون الدولي والاستثمار، لإلقاء المزيد من الضوء على الواقع الاقتصادي المصري، وفرص الاستثمار المتاحة والمشروعات التي يتم تنفيذها».
واختتم السيسي اللقاء بالإعراب عن تقديره لدور مجتمع الأعمال البريطاني فى تعزيز الاستثمار في مصر، وتنفيذ مشروعات تحقق مصلحة مشتركة للجانبين.