عرب وعالم

11:43 صباحًا EET

“فرنسا”تتهم “قطر” بدعم الجماعات المتطرفة في “الشرق الاوسط”

دعا محللون وسياسيون إلى إعادة النظر في الدبلوماسية الفرنسية في الخارج وتصويب العلاقة مع بعض الدول العربية، وعقد تحالفات جديدة مع دول أخرى مثل روسيا وإيران.

باريس: هل يتعين على فرنسا اعادة النظر في دبلوماسيتها ولا سيما في علاقاتها مع بعض الدول العربية بعد الاعتداءات  التي شهدتها الاسبوع الماضي؟ وما مصير تدخلاتها العسكرية؟

المحللة الايرلندية جودي ديمبسي في مركز كارنيغي في بروكسل تقول “عندما نرى ما تفعله قطر في منطقة الساحل الافريقي، حيث تدعم المجموعات الاسلامية نرى بوضوح أن ذلك يتعارض بديهيًا مع مصالح فرنسا”.

قطر، التي تتهم بانتظام بمساعدة “الجهاديين” في منطقة الساحل الافريقي، رغم انها حليف قوي لباريس، متهمة ايضًا بدعم الجماعات المتطرفة القريبة من جماعة الاخوان المسلمين في الشرق الاوسط.

من جانبها تنشر فرنسا اكثر من ثلاثة الاف جندي في منطقة الساحل الافريقي في اطار عملية واسعة لمكافحة الاسلاميين المتشددين المنتشرين بقوة في خمس دول (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد وبوركينا فاسو). ويشدد المسؤولون الفرنسيون على ضرورة استمرار هذه الحملة على المدى الطويل في مواجهة “صوملة” ليبيا، التي اصبحت مقصدًا للعناصر المسلحة.

من جهة اخرى، صوتت الجمعية الوطنية بشبه اجماع، في ظاهرة نادرة الحدوث في فرنسا، على استمرار الضربات الجوية الفرنسية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. هذا الانتشار الجوي، الذي يندرج في اطار ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة، يضم 800 جندي فرنسي.

رئيس الوزراء الاسبق المحافظ فرنسوا فيون يرى أن اعتداءات باريس تجبر فرنسا على “اعادة النظر في تحالفاتها”. واوضح الثلاثاء في تصريح لاذاعة فرنس انتير أن سبب هذه الاعتداءات هو “سيطرة الارهاب على دول كاملة، سوريا والعراق واليمن وليبيا وجزء من الساحل”.

سعيد كواشي، احد الشقيقين اللذين نفذا الهجوم على اسبوعية شارلي ايبدو تدرب مع تنظيم القاعدة في اليمن، فيما شارك شقيقه شريف في تجنيد جهاديين للقتال في العراق.

ودعا فيون خاصة الى مراجعة علاقات فرنسا مع الدول العربية “المبهمة اللهجة” بشأن التطرف الاسلامي.

مع قطر؟ التي قد تشتري قريبًا الطائرات المقاتلة الفرنسية رافال، والتي استلمت للتو الطائرة الايرباص الاحدث ايه350؟ يرد فيون “لست ادري، لكنني اريد وضع الناس امام مسؤولياتهم وأن تكون الدول العربية في الخط الاول”.

الخيار الاخر الممكن لباريس: ضم اطراف أخرى فاعلة مثل روسيا او ايران الى هذه المعركة.

يقول خبير فرنسي في الاستخبارات طلب عدم ذكر اسمه “تركنا لمدة 35 سنة ايران خارج اللعبة، لكن اذا كنا نريد حل هذا النوع من المشاكل سيتعين التعامل مع الايرانيين القادرين على تحريك كل الشيعة في المنطقة”.

لكن لا يوجد لفرنسا، شأنها شأن اوروبا، سوى هامش محدود عندما يتعلق الامر باعادة النظر في تحالفاتهما.

فكيف يمكن العمل مع روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، عندما تفرض عليها عقوبات بسبب دعمها الانفصاليين في اوكرانيا؟ او مع ايران، العنصر القوي النفوذ في سوريا والعراق او في لبنان، الخاضعة ايضًا لعقوبات غربية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل؟.

وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان قال في كانون الثاني/ديسمبر الماضي “الامل في الحصول على دعم اكبر من ايران في جهودنا ضد تنظيم الدولة الاسلامية مقابل تغاضي من جانبنا عن انتهاكات ايران لتعهداتها في مجال عدم الانتشار النووي سيكون خطأ كبيرًا”.

ومن وجهة النظر الغربية لا يمكن توقع الكثير من روسيا “عندما نرى الصعوبات الحالية مع اوكرانيا”، كما تقول جودي ديمبسي.

اذا كانت فرنسا لا تستطيع التوجه الى روسيا فهل يمكنها على الاقل الاعتماد على التضامن الاوروبي في مواجهة التهديد الاسلامي؟

ليس على الصعيد العسكري على اي حال كما يشدد الان شوييه، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الفرنسي.

يوضح هذا الخبير في مؤسسة روبير شومان (بروكسل) ان “الحمل الثقيل للتدخل العسكري متروك لفرنسا ولبريطانيا” لا سيما في الائتلاف العسكري ضد الدولة الاسلامية، مشيرًا الى ان “هذا الجهد العسكري يثير من جهة اخرى الشكوك في البلدين من قبل زملائهما الاوروبيين في “تبعية مفرطة للحلف الاطلسي أو في اهداف استعمارية جديدة”.

التعليقات