مصر الكبرى
اشتباكات بين الجيش وسكان «القرصاية»
قطع أهالى جزيرة القرصاية بالجيزة شارع البحر الأعظم صباح اليوم، وأشعلوا النيران بإطارات السيارات الفارغة، بعد اشتباكات مع قوات الشرطة العسكرية، بسبب النزاع على 5 أفدنة، أسفرت الاشتباكات عن مقتل شاب يدعى «محمد على»، وإصابة 13 من المجندين والأهالى، وتوقف الحركة المرورية بالشارع فى الاتجاهين لمدة 6 ساعات، وأعادت الأجهزة الأمنية تسيير الحركة المرورية بصورة تدريجية، بعد مفاوضات مع اللواء أحمد سالم الناغى، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، وتقوم شرطة المسطحات المائية بالبحث عن أشخاص يحتمل أن يكونوا مفقودين خلال الاشتباكات، أو قاموا بإلقاء أنفسهم فى نهر النيل أثناء إطلاق الرصاص
.
وقال شقيق القتيل إنه لن يتنازل عن حق «أخيه»، مطالباً رئيس الجمهورية، بالقصاص من القائد الذى أمر بإطلاق الرصاص على شقيقه، رافضا فكرة الخروج من الجزيرة، مؤكدا: «لن نخرج من القرصاية إلا على جثثنا».
وقال الأهالى: إن قوات الشرطة العسكرية اقتحمت الجزيرة فجر الأحد، لمصادرة أراض مساحتها «5 أفدنة»، واعتقلت القوات أثناء الاقتحام 15 من الجزيرة، وتم إحالتهم إلى النيابة العسكرية التى تتولى التحقيق، خاصة أن قوات الجيش استغلت قطعة أرض بالجزيرة، وتم تحويلها لثكنة عسكرية.
وأضاف الأهالى: أنهم استعادوا الأراضى مرة أخرى، ولكنهم فوجئوا بقوات الجيش تفتح النيران على الأهالى فى «القرصاية» بعد مداهمة قطع الأرض المتنازع عليها لإخلائها بالقوة، إلا أن أهالى الجزيرة تصدوا لهم، ورفضوا إخلاءها، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، مما أسفر عن مقتل شاب وإصابة 8 مجندين، وإصابة 5 من أهالى الجزيرة.
وأوضح الأهالى: أنهم قاموا بقطع الطريق وإشعال النيران فى الكاوتش، تعبيرا عن غضبهم من التعامل القاسى من القوات المسلحة، التى ألقت القبض على 15 منهم، وتمت إحالتهم إلى النيابة العسكرية للتحقيق، بعدالاعتداء عليهم وإطلاق الرصاص عليهم، وأن بعض الشباب قاموا بإشعال النيران بإطارات السيارات الفارغة، والاشتباك مع قوات الأمن.
انتقلت قوات الشرطة العسكرية إلى شارع البحر الأعظم وقاموا بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء لتفرقة أهالى جزيرة القرصاية بشارع البحر الأعظم، مما أحدث ذعرا بين سكان المنطقة، وذلك بعد قيام الأهالى بقطع الطريق منذ السادسة صباح، وذلك بسبب النزاع على قطعة أرض بين الأهالى والجيش، وقال أحد الأهالى: إن هذه الأرض ملك لأهالى جزيرة القرصاية وإن قوات الجيش وضعت يدها عليها منذ الثورة وحتى الآن، وقاموا بوضع معدات بداخلها.
وقال أشرف سيف، من أهالى الجزيرة، إن قوات الجيش استخدمت أثناء الاقتحام الرصاص الحى والمطاطى، وأضاف أن أحد الأهالى، يدعى أحمد محمد عبده 18 سنة لقى مصرعه فيما اعتقلت القوات حوالى 7 أشخاص.
وقام الأهالى بقطع طريق البحر الأعظم، فى السادسة صباحا، احتجاجا على اقتحام الجيش للجزيرة، حيث أشعلوا النار فى إطارات السيارات. وحضر إلى الطريق عدد من قيادات وزارة الداخلية بمحافظة الجيزة لاحتواء.
وقال «عمرو محمد على»، شاهد عيان ومصاب بطلق خرطوش، إن عناصر من الجيش أطلقت الرصاص الحى والمطاطى على الأهالى أثناء عملية الاقتحام مما أدى لوفاة شخص وإصابة ثلاثة أشخاص هم «محمود جلال أحمد» و«سيد عيسى هاشم»، نقل اثنان منهم إلى مستشفى القصر العينى، وقال مجدى يوسف، شقيق أحد المعتقلين، إن قوات الجيش اعتقلت حوالى 7 من أهالى الجزيرة.
التقت «المصرى اليوم» شقيق المتوفى وقال: فوجئنا فى الساعة السادسة فجرا بحوالى 3 آلاف عسكرى من القوات المسلحة، يقتحمون «القرصاية» لطردنا من أرضنا التى نقيم عليها منذ عشرات السنوين، وحصلوا على أحكام قضائية بأحقيتهم فى البقاء فيها.
وأضاف شقيق القتيل: إن قوات الجيش قامت بشد الأجزاء، وأطلقوا النيران علينا وهم يرددون «الله وأكبر الله وأكبر» كأننا إسرائيل وبيحاربوها، فغطست أنا والعشرات من الأهالى فى النيل خوفا من الرصاص، وقتل أخى بـ4 طلقات، وظل على قيد الحياة، وقامت القوات باستخدام صاعق كهربائى، وقاموا بإلقائه فى النيل، بعد قتله.
وطالب جعفر شقيق القتيل: الرئيس مرسى بمحاكمة الضباط المتهمين بقتل أخيه، وقال «مش هاسيب حق أخى يروح هدر ومش هنسيب أرضنا ولو الجيش عايز الأرض يموت أهالى الجزيرة كلهم».