الحراك السياسي
مصطفى الفقى: داعش “عفريت من حضّره لن يستطيع أن يصرفه”
قال الدكتور مصطفى الفقى، الكاتب والمفكر السياسى، إن التطرف ليس مرتبطًا بشعب أو أمة، فهناك موجات من الشذوذ الفكرى فى دول أوروبية وفى أمريكا، مشيرا إلى تلك الأفكار المتطرفة ليست بجديدة.
خلال ذلك خلال كلمة سلوى الدغيرى بالجلسة الثانية لمؤتمر “نحو استراتيجية فكرية لمواجهة التطرف” بمكتبة الإسكندرية، بحضور ما يزيد على 200 مثقف عربى، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتنسيق بين مكتبة الإسكندرية ووزارة الخارجية تنفيذا لتكليف الرئيس السابق المستشار عدلى منصور بعقد مؤتمر يضم المثقفين العرب لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب.
وأضاف الفقى أن تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية “عفريت من حضره لن يستطيع أن يصرفه ولن يسلم من شره” وهى مكونة من شباب مهزوم وواجه أزمات نفسية دفعته إلى هذا السياق.
وأوضح مصطفى الفقى أن هناك عوامل لابد من رصدها بشجاعة مثل القهر السياسى، حيث يشعر الشباب العربى من القهر السياسى فى تحقيق أحلامه المشروعة، فلا يجد نفسه فى المجتمع، الذى يعيش فيه، وبالتالى ينضم إلى الجماعات الرافضة لهذا المجتمع، بالإضافة إلى العامل الاقتصادى وتفشى ظاهرة الفقر وغياب العدالة الاجتماعية، والتى دفعت المصريين إلى الخروج فى الميادين فى ثورتهم.
وأشار المفكر السياسى إلى أن سوء الإدارة وضعف أنظمة الحكم فى العالم العربى أحد أهم أسباب التطرف أيضًا، حيث انتشار الاستقطاب السياسى، كذلك التراجع عن التربية السياسية للشباب فأصبح لا يشعر بذاته، وأيضًا ضعف التعليم فى الدول العربية، والفهم الخاطئ للقيم الدينية، قائلا لرجال الدين “أنتم قصرتم كثيرًا فى توصيل صحيح الدين إلى الشباب، وهو ليس ذنبكم بقدر ما هو ذنب المؤسسات الدينية، التى تنتمون إليها”، مؤكدا على ضرورة غرس القيم الإنسانية منتقدا الفتاوى السلفية، التى تكفر المسيحى وتحرم تهنئتهم فى الأعياد.
وأيد مصطفى الفقى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى دعوته المؤسسة الدينية لإعادة النظر فى الخطاب الدينى، ومشيدًا بتوحيد خطبة الجمعة، ومواجهة الأمر بحشد الشباب فى اتجاهات إيجابية، وفتح قنوات لعودة المتطرفين إلى عالم الصواب، مطالبًا بعودة قنوات الاتصال بين الدول الإسلامية بما فيها إيران.