مصر الكبرى
تحضير العفريت الرئاسي الأزرق
في الديمقراطيات الغربية انتخاب رئيس هو عملية محسوبة المخاطر ،calculated risk فهناك برنامج انتخابي واضح ودستور ومحكمة دستورية عليا واحزاب تشرف على عملية صناعة الرئيس، ومؤسسات إعلامية محايدة ومستقلة تتابع كل صغيرة وكبيرة وتحسب أنفاس الرئيس وتتابع تنفيذه او عدم تنفيذه لوعوده بدقة ومهنية شدية،بخلاف المؤسسات المستقلة وال NGO التي تراقب تمويل الحملات الانتخابية وتحدد سقفها وتعلن اسماء من تبرع وترصد علاقاته السياسية،طبعاً كل هذا غير موجود في مصر فتصبح عملية انتخاب رئيس لمصر كعملية تحضير لعفريت ازرق ،ومن هنا يجب ان تكون اهم شروط المرشح الرئاسي هو قابليته "للصرف" وبمعنى اخر ان يكون قابلاً للاقالة او العزل لو اخل بالتزاماته،وطبعاً كان الأولي والأجدى أن يكون رئيس لمدة محددة وبمهمات واضحة ودقيقة وموصفة،ولكن وبما أن هذا الاتفاق لم يحدث.
وهناك احتمال ان يحضّر المصريون العفريت الرئاسي ولا يتمكنون من صرفه. فليس امام المصريين سوى الاعتماد على ذكائهم وفطنتهم واختيار رئيس يعبر عن نبض الشارع وليس ديكتاتوراً متعطش للسلطه،شخص يمكن صرفه عندما يخطئ او يبتعد عن مصلحة مصر والمصريين،ويبتعد عندما يشعر بعدم قدرته على الوفاء بتعهداته ،كما فعل الزعيم عبدالناصر من قبل ،فليحذر المصريين من تحضير عفريت لن يعرفوا كيف يصرفوه،وللأسف فمعظم مرشحي الرئاسة يبدو أنهم من فصيلة العفاريت الزرق.