آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب: الخروج
كعادتي يوم الإجازة أقلب في قنوات التلفاز وبالصدفة توقفت عند قناة أون تي في – وذلك صباح اليوم 27/12/2014 –
وكان الحديث عن فيلم الخروج الأمريكي وهذا الفيلم الذي تعرضه حاليا أمريكا وبعض الدول – وإن كنت لا اعرف بالضبط عما يتحدث تحديدا ولكن مكتوب علي الشريط أسفل القناة ان وزير الثقافة المصري منع عرضه – وفي إتصال هاتفي للكاتب والروائي يوسف القعيد يري أنه لا يجوز أن يتدخل الازهر في كل صغيرة وكبيرة – ويري أن مسألة عدم تجسيد الرسل مسأله كانت في زمن سابق ولا يجب الاخذ به الآن – ويري أن الرئيس السادات عندما جعل الأزهر يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في الدولة حتي في تحديد أسعار السلع فقد أخطأ – وذلك علي حد قوله .وقال أيضا انه ممكن عرض الفيلم علي اساس انه عمل يطرح رؤي لا تتفق مع ثوابت وطنيتنا وان نقوم بعرض فيلما اخر للرد علي هذا الفيلم ويري أن المنع عمل سلبي ولا يجب أن نوافق علي منع العرض .
وأنا أري أن الكاتب يوسف القعيد أخطأ خطأ بليغا , فإن رؤية الأزهر بعدم تجسيد الأنبياء والرسل فذلك هو الحق . وانه لا يجوز أبدا أن يجسد ممثلا مهما كان قدره سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولا سيدنا عيسي ولا سيدنا موسي ولا سيدنا يوسف ولا أي نبي فنحن لا نفرق بين أحد من رسله , وذلك بنص قرآننا العظيم .
وأري من وجهه نظري أن المشاهد عندما يتابع يرتبط في ذهنه الرسول الحقيقي بالشخص الذي قام بالدور – فمثلا انا كلما تذكرت السيدة نفيسة رضي الله عنها خطرت إلي ذهني سريعا الممثلة فايزة كمال لانها قامت بدورها في مسلسل , وكذلك عندما اتذكر سيف الدين قطز – يخطر إلي ذهني فورا الممثل أحمد عبد العزيز .وأنه وإن كانت إيران قدمت أعمال بتجسيد سيدنا يوسف وسيدنا يعقوب والسيدة العذراء وعدم إتخاذ الأزهر والمسئولين خطوة تجاه ذلك , ربما لأن الأعمال ليس بها إساءة ,ولكنه في المجمل تجرأ علي الأنبياء وذلك خطأ.
هذا من ناحية ومن ناحية أخري فإن الرسول كشخص عصمه الله فلا يجوز أن يقوم ممثل بهذا الدور ثم يظهر في دور آخر وهو يحتسي الخمور أو يلهو مع النساء . فالممثل يقوم بالدور المسند إليه وذلك بغض النظر عن كونه يقترب من شخصيته الحقيقية في الواقع أم يبتعد عنها . وأن قرار منع تجسيد الأنبياء هو الذي يجب الأخذ به , وإذا سمحنا بذلك فسوف يتجرأ الأغبياء وقليلي الدين علي نقدهم والدخول إلي حياتهم والحديث عنهم دون تقديس وكأنهم بشر عاديين . وأنه لا يجب التهاون مع مثل هذه الطروحات . بل أنني أري أنه كما نص في الدستور علي حرية الفن والإبداع نص كذلك علي أن المرجعية في الأمور التي تتعلق بالدين إلي الأزهر الشريف . وأنه يجب تطبيق النص وعدم الإلفاف حول تفسيره .
بل أنني أود أنه كما يوجد نصوص بعدم العيب في الدولة وذات الرئيس أن يوضع نص بعقوبة من يتطاول علي الأنبياء والرسل – كما كان يعاقب من يعيب في الذات الملكية – ان من أسوأ الأشياء وأخطرها وأكثرها جرما أن يتطاول الناس علي رموز القداسة وعلي الأنبياء والرسل والصحابة . وأنا أري إذا كان الفيلم فعلا يسئ للرسول او لأي رسول أو لديننا أن يتم رفع دعاوي من كل الدول العربية والإسلامية ضد المنتج والمخرج والممثلين والدولة التي وافقت علي عرضه بها