فن
“وداعا” المخرج الكبير نادر جلال
نعى العديد من نجوم الفن رحيل المخرج الكبير نادر جلال، حيث كتب مدير التصوير كمال عبد العزيز على صفحته الشخصية على الفيس بوك “إنا لله وإنا إليه راجعون وداعا نادر جلال المخرج النادر فى كل شىء سلام يا صاحبى”.
وكتب المنتج محمد العدل “ورحل ابن العظماء نادر جلال.. البقاء لله، وتعازينا للمبدع أحمد نادر جلال”.
وأضاف المخرج أحمد عبد اهلل “الله يرحمك يا أستاذ نادر ويغفر لك يا رب أمين ويجعل مثواك الجنة الله يرحمك الفاتحة على روح أستاذ نادر والدعاء له”، كما أضاف الكاتب يسرى الفخرانى “كان وسيظل رجلا محترما ومبدعا، المخرج نادر جلال، يا رب تقبل دعواتى له بالرحمة البقاء لله”.
وكتبت الممثلة ريهام حجاج “الله يرحمك أستاذ نادر جلال ويسكنك فسيح جناته”، كتب الممثل رامز أمير “البقاء لله فى المخرج العظيم الأستاذ نادر جلال ..أطيب بنى آدم قابلته فى حياتى”.
أما المخرج عمر عبد العزيز فكتب على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”: “سافرت أول أمس إلى ميونيخ لرؤية ابن بنت أختى الذى يدرس هناك عمر الصغير خريج الجامعة الألمانية فى مصر لاشتياقى لرؤيته وهربا من أحزان 2014، وتصورت أنى قد أغير من نفسى وأمسح بعض الأحزان التى انهمرت عليا هذا العام. واكتشفت أنى واهما وأعيش فى الخيال فعندما استيقظت منذ قليل صدمت بخبر رحيل نادر جلال”.
نادر جلال واحد من المخرجين الذين لم يتوقفوا عند نوعية معينة من الأفلام، فتقريبا أخرج كل النوعيات من الكوميدية حتى الميلودراما، وكان يعشق أفلام الحركة أو الأكشن، وها هو الآن يرقد بلا حركة، كم يعز عليا إلا أودع نادر وكم ينتابنى الحزن والألم وأنا بعيد عن مصر.
نادر جلال لا يمثل لى مخرج قدير وإنسان خلوق تواجد فى الحياة الفنية قبل أن يولد فهو ابن أحمد جلال ومارى كوينى وولد فى ستوديو جلال بالقبة الذى مازال موجودًا حتى الآن، لكن نادر جلال بمثابة صديق وأخ أكبر فأنا أعرفه منذ عام 1960 عندما كنت طفلا لا يتجاوز السادسة وهو فى سنة أولى بمعهد السينما الدفعة الثانية وفيها حسين فهمى ومحمد راضى ونبيهة لطفى وأخى الأكبر محمد عبد العزيز فى قسم الإخراج، وهناك عصام فريد وسمير فرج تصوير وأحمد متولى مونتاج ووجيه رياض إنتاج، وأذكر أنه كان الوحيد الذى كان يملك سيارة وكانت فولكس بيتيلز، وكان يدخن البايب ويملك سمات الفنان بسلوكه ومظهره وثقافته وأدبه الجم.
إذن نادر جلال يساوى لى أخ مثل محمد أخى بالظبط، فأنا أعتبر كل دفعة محمد أخوة لى بالفعل حتى الآن، ولهم منى احترام خاص جدا رغم أنهم زملاء لى الآن، ولكنى ربيت نفسى على ذلك.
وأنجب نادر ابنه الجميل أحمد الذى عمل لى كمساعد فى بعض الأعمال، وأنجب محمد ابنه كريم عبد العزيز وأنجب سمير فرج ابنه المخرج أحمد سمير فرج وتزامل الثلاث أبناء منذ الحضانة حتى الإعدادى والثانوى فى الكولاج دى لأسال ثم فى معهد السينما قسم الإخراج أيضًا وتخرجوا ولكن كريم اتجه للتمثيل.
إذن نادر جلال يمثل لى أشياء كثيرة جدا على المستوى الفنى والزمالة والعائلى وبيننا تاريخ طويل يعلم الله بمدى حبى واحترامى له.. ويعلم الله أيضا بما أنا فيه الآن من وجع لفراقه وأنا بعيد عن مصر، وأذكر آخر مكالمة له منذ شهر تقريبا لأطمئن عليه ورده بأنه فى حالة جيدة رغم علمى بمعاناته مع المرض اللعين وقسوة الآلام وعرضت عليه أى مساعدة طبية من النقابة، وهذا حقه المشروع ولكنه رفض بشدة، وقال هناك من هم أكثر احتياج منى.. هكذا كان نادر جلال قوى فى عز ضعفه محب للحياة والعمل لا يحمل فى قلبه سوى حب الناس ومخزون لا ينضب من العطاء عاشق لأسرته وبيته ومهنته.
أنا الآن لا أعرف هل أرثى نادر جلال أم أعزى أسرته؟ أم أعزى نفسى فى فقد أخى الأكبر الصديق الجميل المهذب؟؟؟
ودعت أصدقاء كثيرين هذا العام الأسود 2014 وفقدت زملاء وقمم كثيرة وحزنت حزن العمر كله فى عام لم يكن رحيما بى بل كان سيل أحزان أغرقنا ومازال ينهمر… ولكنى أعترف أن الحزن وأنا بعيد أم الدنيا له طعم آخر أكثر مرارة”.