عين ع الإعلام

10:55 صباحًا EET

“إسرائيل” تتهم “قطر” بدعم الإرهاب فى “سوريا”

 فى بضع سنين تحولت الإمارة الخليجية الصغيرة «قطر» التى لا تتجاوز مساحتها الـ11.437 ألف كم، ولا يزيد عدد سكانها على مليون و800 ألف، لإحدى أغنى دول العالم، وتجاوزت الدوحة حجمها الضئيل جغرافيا وسياسيا لتحجز لنفسها مكانة اقتصادية ضخمة بين العمالقة، بفضل «الغاز الطبيعى»، الذى استخدمته ليكون سلاحا قويا لتدمير دول المنطقة العربية، وزعزعة استقرارها، إرضاءً لطموحاتها ومصالحها الشخصية بغض النظر عما ستجنيه تلك السياسة المتهورة.

ورصد موقع «ميدا» الإخبارى الإسرائيلى، خلال تحقيق مطول له عن الغاز القطرى وتأثيره على المنطقة والعالم، كيف استخدمت الإمارة الخليجية هذه الثروة الطبيعية لخلق مكانة لها تعوضها عن حجمها الضئيل، مشيرا إلى أن مدينة «رأس لفان» التى تقع فى شمال قطر وبها منطقة صناعية ضخمة، يطلق عليها الآن «المدينة التى لا تنام»، فبدلا عن المطاعم والمتاحف يوجد هناك مصافٍ نفطية وميناء ضخم، بالإضافة للمجمع الأكبر فى العالم لتصنيع وتصدير الغاز المسال.

وأكد الموقع الإسرائيلى خلال تقريره الذى نقله أيضا موقع «مكور» الإخبارى الإسرائيلى، أن «رأس لفان» جعلت من سكان قطر الأغنى فى العالم مع معدل دخل للفرد يزيد على 100 ألف دولار سنوياً، مشيرا إلى أنه عندما دخل العالم فى ركود عميق إثر الأزمة الاقتصادية العالمية فى عام 2008 نما الناتج المحلى الإجمالى فى قطر بنسبة %17، وبعد عام واحد من تلك الأزمة خرج رئيس حكومة قطر السابق، حمد بن جاسم، ليصرح بصوت عال معبرًا عن «نظام عالمى جديد لا يكون الغرب هو اللاعب الوحيد فيه، بل قطر أيضا».

سفينه الغاز القطرى سفينه الغاز القطرى وأضاف الموقع «منذ ذلك الحين أصبحت قطر لاعبا مهما فى السياسة العالمية»، لافتا إلى أنه عندما أرادت تركيا شراء الغاز من إسرائيل فى فترة ما بعد عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة، قررت قطر أن توفر لصديقتها أنقرة 1.2 مليار متر مكعب من مخزونها من الغاز كهدية تعبيرا عن الامتنان على موافقة أنقرة لاستقبال قادة جماعة «الإخوان» الهاربين من مصر، والذين تم ترحيلهم من قطر بعد ضغوط خليجية عليها. وبسبب صغر حجمها وحدودها، اختارت قطر تقنية «التسييل» للغاز المكلفة للغاية، لأنها لا تملك وسيلة أخرى لنقل الغاز من احتياطاتها إلى الخارج، وحاول القطريون حل هذه المشكلة عام 2009، بالاقتراح على سوريا بناء خط أنابيب للغاز يمر عن طريقها ويصل إلى تركيا وأوروبا، لكن الرئيس بشار الأسد، رفض الموضوع، حيث كان الاعتبار الأساسى لدمشق هو الحفاظ على مصالح حليف الأسد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فلدى روسيا مصالح غالبة فى مسألة توريد الغاز إلى أوروبا.

ونقل الموقع الإسرائيلى عن محلل بريطانى كبير فى شؤون الأمن من لندن، قوله إن هذا هو السبب الرئيسى لأن تعمل قطر بكامل قدراتها على تعزيز اندلاع «الحرب الأهلية» فى سوريا والمساعدة للإطاحة ببشار الأسد، ولكن وقوف بوتين، على طول الطريق كحصن لنظام الأسد، هدد تحقيق أحلام قطر بتدمير أعمال شركة «غازبروم» الروسية فى أوروبا نظرا للتكلفة المنخفضة للغاز المنتج.

وقال إيلى أفيدار، الذى عمل كممثل لإسرائيل فى قطر بين عامى 1999 – 2001، للموقع الإخبارى الإسرائيلى: «من ضمن أسباب معاداة قطر لسوريا هو دعم الاستخبارات السورية لمحاولة انقلاب فاشلة عام 2006 نفذها عم الأمير الحالى من الدرجة الثانية، وأعلن الأمير السابق لقطر عن العفو عن قريبه، بل ودعاه إلى العودة للديار لكنه اعتقله لدى وصوله وأدخله السجن».

التعليقات