تحقيقات
فشل تظاهرات 28 نوفمبر.. (تقرير)
العوامل جميعها وقفت ضد عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي والجبهة السلفية، امس الجمعة، ما أدى لفشل مستحق لتظاهرات تم الإعداد والدعوة إليها منذ فترة طويلة، تحت شعار “انتفاضة الشباب المسلم.. معركة الهوية الإسلامية”، والتي كان يحاول خلالها المتظاهرون إثارة حالة من الفوضى والشغب بالشارع المصري.
ورصد خبراء ومحللون عوامل رئيسية دفعت إلى فشل تلك التظاهرات بصورة واضحة، لافتين إلى أن ذلك الفشل يؤكد ضعف موقف فصائل الإسلام السياسي بصفة عامة، وتنظيم الإخوان الإرهابي على وجه التحديد، لاسيما أنه يؤكد عدم تأثير ذلك التيار بالشارع المصري، خاصة عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 التي أسقطت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
الحصار الأمني
ومن أبرز العوامل التي حالت دون نجاح تلك التظاهرات، هو ما يتلعق بحالة الاستنفار الأمني التي حاصرت من خلالها قوات الأمن المصرية المتظاهرين، وهو الاستنفار الذي بدا واضحاً للمصريين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، ودفع إلى خنق المجال وغلق الباب في وجه المتظاهرين الإخوان، لتنفذ وزارة الداخلية المصرية والقوات المسلحة المصرية وأجهزة الأمن وعودها بتأمين كامل للمشهد المصري في ذلك اليوم.
وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الأمني البارز مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء جمال أبو زكري، أن قوات الأمن نجحت في إحكام سيطرتها على الشارع المصري، وإفشال تظاهرات تنظيم الإخوان الإرهابي والعناصر المتحالفة معه، وهو ما يؤكد أن قدرة الجماعة الإرهابية لن تكون أبداً أقوى من الدولة، وأن أي تظاهرات أو فعاليات أو مؤمرات تحاك ضد الدولة المصرية مصيرها إلى الفشل لا محالة، وهو ما ظهر خلال تظاهرات اليوم 28 نوفمبر (تشيرين الثاني)، وخلال تظاهرات سابقة.
ويلفت الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ24، إلى محاولة المتظاهرين إرهاب الشارع المصري وتخويف المصريين بصفة عامة، غير أن المصريين أدركوا حقيقة تلك الجماعات، كما أن لديهم ثقة هائلة في أجهزة الأمن التي كانت جديرة بثقتهم اليوم، خاصة في ظل التأمين الواضح، الذي دفع إلى فشل تلك المسيرات والتظاهرات الإخوانية، متوقعًا مواصلة التنظيم الإخواني لمحاولات إثارة الفوضى بالشارع المصري واستهداف قوات الأمن والمنشآت المختلفة.
فشل في الحشد
وفي السياق، يشير الناطق باسم حركة إخوان بلا عنف (المنشقة عن تنظيم الإخوان الإرهابي) حسين عبد الرحمن، إلى أن فشل التنظيم الإخواني في الحشد نتاج ضعف موقفه بالشارع المصري كان أحد أبرز العوامل التي دفعت إلى فشل تظاهرات 28 نوفمبر (تشيرين الثاني) جنباً إلى جنب مع الحصار الأمني الذي فرضته أجهزة الأمن اليوم، لافتاً إلى أن عناصر التنظيم الإخواني حاولوا من تلك التظاهرات فقط إنهاك قوات الأمن، واستنزافها.
ويضيف عبد الرحمن في تصريحات لـ24 “فشل تظاهرات اليوم جاء من منطلق ضعف موقف الإخوان بالشارع المصري، وعدم وجود ظهير شعبي داعم لهم عمليًا، ما قزّم من تحركاتهم، وشل أيديهم، خاصة في ظل الملاحقات الأمنية وكذلك ملاحقات الأهالي ورفضهم للجماعة”.
فعاليات
ونظّم العديد من فصائل الإسلام السياسي بمصر، يتقدمهم تنظيم الإخوان الإرهابي، مسيرات محدودة وهزيلة، عقب صلاة الجمعة اليوم، ببعض المناطق بالقاهرة والمحافظات، غير أن ضاحية “المطرية” كانت صاحبة النصيب الأكبر من التظاهرات وأعمال العنف، إذ سقط فيها نحو “3” قتلى، وعشرات المصابين.
كما خلفت تظاهرات اليوم مقتل ضابطين، أحدهما في شارع جسر السويس بالقاهرة، والثاني بمحافظة القليوبية، على يد مجهولين، في الوقت الذي شهده فيه الشارع المصري العديد من المحاولات الإرهابية والعبوات الناسفة، التي تمكنت قوات الأمن من السيطرة عليها والتعامل معها، في الوقت الذي نجحت فيه القوات كذلك في إلقاء القبض على عددٍ من المتظاهرين المشاركين في تلك التظاهرات.
ارتباك
وإلى ذلك، ذكر مصدر قريب الصلة من قيادات وعناصر تنظيم الإخوان (الإرهابي)، في تصريحات خاصة لـ24، أن هناك حالة من الارتباك داخل غرف عمليات التنظيم الإخواني بالقاهرة، التي تدير فعاليات اليوم، موضحًا أنه تم ترحيل جزء كبير من فعاليات التنظيم إلى يوم غد (السبت)، لتتزامن فعاليات التنظيم مع جلسة النطق بالحكم في محاكمة “القرن” المتهم فيها الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجليه (جمال وعلاء) ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه السابقين، في قضية قتل متظاهري 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وذكر المصدر، أن التنظيم الإخواني سوف يحاول خلال تلك الفعاليات استغلال عناصر من القوى الثورية للمشاركة معه في تظاهرات الغد، فضلاً عن استخدام طلاب الجامعات في محاولات إثارة العنف والشغب.