كتاب 11
“لستة” الإمارات نموذج يحتذى
لستة الجماعات التى صنفتها دولة الامارات العربية المتحدة فى قائمة الجماعات الإرهابية هى نموذج صارم وجاد فى مجابهة الإرهاب يجب أن يحتذى فى كل دول العالم الجادة التى تتبنى سياسة (الزيرو توليرانس) أو المواجهة الحاسمة تجاه جماعات العنف والتطرف.
أى دولة تستطيع ان تضع قائمة لجماعات الجريمة المنظمة التى تشبه المافيا ولكن الموقف الإماراتى مختلف لأن صيغة الدولة وقرارات من يحكمون فيها تنحاز بوضوح لفكرة الدولة المدنية المتحضرة التى ترى ان الجريمة سواء تسربلت برداء الدين أو اى غطاء آخر فهى جريمة تقطع أوصال المجتمعات وفى النهاية تؤدى الى تفكك نسيج الدولة.
بناء الدول المدنية فكرة ومشروعا لايقبل المواربة ومغازلة جماعات التطرف. الدول التى تغازل المتطرفين تفعل هذا نتيجة لنقص فى الشرعية أما فى حالة الامارات فالشرعية الاتحادية تجمع الجميع ولا خوف. لذا جاء وضوح الرؤية السياسية. كما أن فى الامارات قادة أيديهم غير مرتعشة ويمسكون بدفة قارب الحكم بثبات. فقط انظر كم جنسية ودينا تتعايش فى الامارات فى إطار قوانين تطبق على الجميع .
لستة الامارات ليست مجرد لستة ولكن الدولة الاماراتية بدأت اولا بتغيير البيئة المنتجة أو الحاضنة لجماعات العنف والتطرف . الامارات المختلفة اليوم من دبى الى ابوظبى الى الشارقة كلها غيرت مناهج التعليم ونوعية الكتب ولم تترك مجالا تنمو فيه ثقافة التطرف . كما ان السياسة البنكية والمالية لدولة الامارات تعمل على تجفيف منابع الدعم المالى لهذه الجماعات سواء من الامارات أو خارجها.
إذن نحن نتحدث عن ملامح سياسة متكاملة لدولة تعمل على تقليم أظافر الإرهاب على محاور عدة، من تغيير البيئة الثقافية الى التعليم الى تجريم الدعم المالى لهذه الجماعات .
بالطبع فى عالمنا العربى الذى تلوثت فيه مياه السياسة تختلط الأوراق فهناك من ممثلى جماعات العنف فى عالم التواصل الاجتماعى من تويتر وفيسبوك من خلط بين حظر الامارات لجماعة مثل جماعة القرضاوى المسماة بعلماء المسلمين وبين الاسلام نفسه فصور الامارات التى تحارب التطرف والعنف وكأنها ضد الاسلام . هذا التزوير من سمات أدبيات الجماعات المتطرفة ومن لف لفها، ومع ذلك فمن السذاجة الا نقول ان لهؤلاء اتباعا ومنابر إعلامية مثل قناة الجزيرة التى نصبت نفسها قناة راعية لجماعات العنف . لكن شتان بين حقيقة صرامة الموقف الإماراتى من جماعات الإرهاب وبين تزوير الحقائق التى تمارسها المنابر الإعلامية لجماعات العنف .
موقف الامارات من جماعات التطرف وقائمة الـ 84 منظمة ارهابية يجب ان تكون مثالا يحتذى من كل الدول وخصوصا فى البلاد المستهدفة من جماعات التطرف وأولها مصر . لماذا يحب ان نقتدى بالسياسة الاماراتية فى مواجهة الإرهاب ؟
البداية كما أسلفت لكى نقضى على الإرهاب مطلوب ثلاثة عناصر أساسية : اولا تعقب منظمات جماعات العنف وثانيا التعامل بحزم مع الدول الراعية أو الحاضنة لجماعات العنف ثم ثالثا تغيير المناخ أو البيئة الثقافية والاجتماعية التى تجد فيها جماعات الإرهاب أرضا خصبة لنمو أفكارها المريضة .
النقطة الثانية والاهم هى تبنى سياسة الـ zero tolerance أو المواجهة الحاسمة التى لا تعرف سياسة الباب الموارب من نوعية الكلام المتداول فى مصر والذى يقول بأن جماعة الاخوان يمكن ان تمارس السياسة لو نبذت العنف رغم اننا جميعا نعرف ان العنف مكون أساسى للجماعة ولو توقف العنف لما كانت جماعة الاخوان ولتغيرت هويتها وعقيدتها. إذن الحالمون بأن جماعة الاخوان تنبذ العنف لايعرفون جماعة الاخوان.