مصر الكبرى
بالصور .. البرادعى فى اسوان : لكي تنجح الثورة لابد أن ننتقل من العمل الثوري والنزول للميادين إلي العمل السياسي
اسوان هدى الشريف نظم اليوم حزب الدستور بأسوان مؤتمر موسع حضره لفيف من القيادات الشبابية والأحزاب والقوي السياسية بقاعة عروس النيل وبحضور الدكتور محمد البرادعى مؤسس ورئيس الحزب والذى اكد على أن الأجندة التي نتحدث عنها الآن يجب أن تكون أجندة الثورة " عيش – حرية – كرامة إنسانية – عدالة اجتماعية " وكلنا مسلمين ومسيحيين نعيش علي أرض مصر ، فالدين لله والوطن للجميع ، ونجد أن دولة مثل تركيا تفصل الدين عن العمل السياسي ، وديننا يدعو إلي التسامح والعدالة ، وأن جوهر الإسلام هو العقل وليس النقل .
وأكد الدكتور البرادعى ر علي أن من يتحدثون علي العلمانية والليبرالية وغيرها إنما يسعون إلي أن يلهونا عن الحديث عن مشاكلنا الأساسية ، وخاصة أن 40 % من الشعب المصري يحتاج إلي المأكل والمشرب ، و 35 % من الشعب لا يقرأ ولا يكتب ، وأن العشوائيات المنتشرة في مختلف المحافظات هي أكبر مواقع إباحية .
وانتقد البرادعي المعايير الحالية لإعداد الدستور واعتبرها معاير وهمية ، وخاصة أنه لابد أن نتحدث الآن عن أزمات السولار والبوتاجاز ، ولا نتحدث عن مشاكل غيبة .
وأوضح بأننا لدينا 3 مشاكل رئيسية ومعارك حقيقية نواجهها الآن أولها معركة الدستور ، ونجد أن أكثر من ربع الشعب المصري لا يفهم الدستور ولا يهتم به ، وأن نحو 7 مليون شاب يبحثون عن عمل ووظيفة ، والدستور هو معركة أساسية لكي نؤسس للأجيال كيف نعيش عليه لنحو 30 عاماً قادمة من حرية في العقيدة والتعبير عن الرأي والبعد عن الخوف .
وأكد الدكتور محمد البرادعي علي أن لجنة الدستور الحالي لا تمثل الشعب المصري التمثيل الحقيقي ، ولا تمثل التعددية الفكرية ، ولا يوجد فيها أحد من أبناء النوبة ، وأن جزء كبير من أعضاء اللجنة غير مؤهلين إطلاقاً لأن يكونوا فيها ، ولا أحد يمكنه أن يتصور أن نقبل الدستور الذي يحاولوا أن يمرروه أو يبيعوه ، فنحن لا نقبل الدستور بالمسودة والأسلوب الحالي ، ونطلق رسالة بأنه لابد أن تعاد لجنة الدستور لتكون ممثله لكافة فئات الشعب المصري ، ونتحدث فيه عن استقلال السلطة القضائية ، ولا يعتمد علي كونه عملية شعبوية ، ولابد أن يكون أعضاء الدستور مؤهلين ليمثلوا كافة جموع الشعب ويلبي كافة احتياجات المواطنين وخاصة البسطاء .
وتابع البرادعي بأن المعركة الثانية تتمثل في قانون الانتخابات ، والتي لابد أن يكون فيها تمثيل متكافئ لكافة الأفراد ، ونفكر في هل تكون بالقائمة أم الدوائر الفردية ، وأن هناك شبة توافق بأن تكزن بقوائم أو دوائر صغيرة وليس دوائر كبيرة ، فأسوان مثلاً كانت في الانتخابات الماضية عبارة عن دائرة واحدة ، فمن الصعب بذلك علي أي فرد أن ينافس منافسة حقيقية .
وقال البرادعي بأن حزب الدستور لا يهمه علي الإطلاق بأن يكون له عدد كبير في الانتخابات ، ولكن المهم أن يتم اختيار أشخاص تمثل حزب الدستور تستطيع أن تحصد المعركة الانتخابية لصالحها ، وأننا سنعمل علي حماية الصندوق الانتخابي ، وتأمين الصناديق ، وتحفيز المواطنين للنزول للإدلاء بأصواتهم ، وطالب من أعضاء حزب الدستور بتعلم الصبر لأن الطريق صعب وطويل، وأن يكونوا قدوة للآخرين بالنظر إلى الأمام، قائلا، "بالعمل معاً سنحصد أغلبية البرلمان والحكومة أيضاً "، مؤكداً أن الجميع يخشى الحزب، رغم أنه مازال فى المهد ، ولابد أن نصبر بحق ، وأن نعمل حزب علي أساس عقلاني .
وأضاف بأنه تم أمس فتح حساب للحزب بالبنك ، وأن أول تبرع له كان 100 ألف جنية ، وطالب بضرورة مواجهة كافة محاولات الاستقطاب ، وأن نجد وسيلة تأخذنا للأمام ، وكذا لابد من محاكمات عادلة لكل من أساء للثورة وشبابها ، وساهم في قتل وتعذيب مواطن مصري ، وفي تصوري بأن الأدلة التي تدين هؤلاء اختفت تماماً أثناء العام والنصف الذي كانت فيه إدارة شئون البلاد في يد المجلس العسكري ، لأنه لابد من القصاص ومحاكمات عادلة ، لكي نصل للحرية والمساواة ، ولكي نصل أيضاً إلي عملية التصالح الوطني المطلوب .
وأكمل بأن كل القضايا مثل قضية النوبة وغيرها شهدت تشوية خلال الفترة السابقة ، فلابد أن نوضح المشكلة ونضع الحلول لها ، فالبرازيل علي سبيل المثال يصل دخل الفرد فيها 6 أضعاف دخل الفرد في مصر ، لأنهم وضعوا خطط اقتصادية ، وهو الذي لابد أن نسعي لتحقيقه في مصر من وضع خطط اقتصادية ومشروع يخلق فرص عمل حقيقية للشباب ، ويضمن توفير مستوي صحي وتعليمي صحيح ، لأن هذه الأمور الحيوية لم تشهد حتى الآن أي اهتمام ، ولابد من التركيز علي كيفية تحقيق أهداف الثورة ، وعمل نظام اقتصادي يضمن عدالة اجتماعية .
وأكد الدكتور محمد البرادعى علي أن الشعب فقد الثقة فى الأحزاب السياسية ، وأنه لابد من تحقيق المصداقية في كل شئ ، وأن الشباب هم قبطان البلاد الذى سيقودها إلى بر الأمان، مشدداً على ضرورة العمل معاً بروح الجماعة والفريق الواحد ، وأنه من المؤسف أن مصر تحوى 90 مليون خبير فى كل المجالات، مؤكداً أن طريقتنا فى حل المشاكل حل ظاهرى وليس حل أساس المشكلة وأن ما يحدث فى القاهرة من مشاكل لا يمت بما يفكر فيه المواطن بصلة ، موضحاً أن حل مشكلة سيناء سياسي وليس عسكرياً ، وأنه لابد أن نتواصل مع أهلي سيناء والنوبة والأقباط ، وأنه ليس عيباً أن يكون لدينا مشاكل ، لكن الأهم أن نضع الحلول لها .
كما أشار البرادعي إلي أن حزب الدستور سيسعي خلال الفترة القادمة للتواصل مع كل مواطن وخاصة البسطاء لحل مشاكلهم ووضع رؤية صادقة لذلك ، وقال بأنه ونعمل سوياً ، ولابد أن يكون هناك توافق ، ونتحاور بدون أن نشخصن المسائل ، وأن مشاكلنا لا تحتاج إلي اختلاف أيدلوجي ، ولكن نقول بأنه لابد أن لا نبكي علي اللب المسكوب ، وأن نحدد خططنا ونسير إلي الأمام والعمل الجماعي .
وأوضح بأن حزب الدستور يمثل تخوف لدي الكثير لأننا نعتمد علي الأفكار ونهدف للعيش بكرامة ، ولكن لكي يستمر ذلك لابد من أن يكون كل شخص قدوة في مكانه وداخل مجتمعه ودائرته ، لكي نستطيع أن نكسب عقول وقلوب الشعب المصري ، وأن نكون قدوة لمصر في المستقبل وفي مصر الجديدة .